الكضاب وصلو خشم الباب
* رسالة قوية صامتة عنوانها (الكضاب وصلوا خشم الباب)، حملتها أمطار أمس لحكومة الإنقاذ التي تمارس الصمت القاسي تجاه الكارثة الصحية التي حلت بالشعب السوداني ولا زالت، وتسمى وباء الكوليرا.
* الحكومة تُصر أن ما هو موجود مجرد إسهالات مائية وترفض (بقوة راس) محيرة الاعتراف بأن الوباء هو الكوليرا بمسماها العالمي ولا شيء غيره، وعدم اعترافها يدفع ثمنه المواطن الغلبان بعد أن صار من أصحاب الجلد الخشن والتخين وأطفال المدارس الأبرياء.
* أطفال المدارس هم أول من سيدفع الثمن عقب هذه الأمطار التي جاءت رداً قاسيا على تصريح وزير التربية والتعليم الذي (ركب راس) وتحدي الجميع برفضه تأجيل الدراسة لحين معالجة الوضع الصحي بالبلاد بعد أن تلقى تأكيدات من وزارة الصحة بالخرطوم على انحسار الاسهالات المائية على حد قوله.
* مخاطر بداية العام الدراسي الجديد في ظل الوضع البيئي والصحي الحالي، يؤكد أن هذه الحكومة بلا عقل وبلا ضمير ولا يوجد بها حكيم واحد يضع المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة.
* تراكم جبال النفايات بالاحياء وشكوى من عدم وصول عربات نفايات المحليات لأسابيع، وانتشار كثيف وغير مسبوق لأرتال الذباب التي تهاجم الجميع بضراوة، وأمطار ضربت العاصمة وأحالتها لبؤرة من (العفونة) والقذارة أكثر مما هو موجود أصلاً، ورغم ذلك يصرون على أن الوضع طبيعي ومستقر.
* هؤلاء الأطفال في ذمة والي الخرطوم أولاً، ووزير التربية والتعليم بالخرطوم ثانياً، ووزير الصحة بالولاية ثالثاً، والأُسر التى تُصر أن تُلبي نداء الحكومة وترسل بأبناءها إلى التهلكة رابعاً وليس أخيراً.
* إيقاف هذه العبث، وإعلان العطلة بجميع المدارس هو الحل الوحيد، لأن المدارس بشكل عام وخاصة في الأطراف تعتبر من أسوأ المرافق الخدمية بالسودان، خاصة فيما يتعلق بمياه الشرب والمراحيض البلدية التي تتهاوى بمن عليها إن لم تتسبب في الأمراض المزمنة، بخلاف أن هناك مدارس يتبرز تلاميذها في العراء لعدم صلاحيتها، ومعروف أن مرض الكوليرا أحد أسباب انتشاره التبرز في الأماكن غير المخصصة، وينتقل عبر الذباب مباشرة، وهذه تحدداً لم تجد لها كل محليات الخرطوم حلاً جذرياً.
* الباعة الجائلين أمام المدارس وأصحاب الدرداقات من باعة الدوم والدقة والتبش بالشطة وغيرها من المأكولات الشعبية التي يتناولها الأطفال بعيداً عن الرقابة المدرسية والأسرية ورقابة المحليات، هي أيضاً من أكبر المخاطر التي يواجهها أطفالنا الأبرياء، حيث يتناولونها بشراهة دون أن تتم توعيتهم بخطورتها خاصة في هذه الظروف.
* الصمت الأناني، مع (المهلة) الشديدة التي يتم التعامل بها من قبل المسؤولين الكبار والمسؤولين بالمحليات، تشير الى أن خطر تزايد وباء الكوليرا قائم وموجود لا محالة، وصمت الحكومة مع سبق الاصرار والترصد يفاقم من هذه الأزمة بشدة ويجعلها كارثة حقيقية مقبل عليها السودان.
* النظام لم يكتف بعدم الاعتراف بالوباء القاتل، بل تمادى باعتقاله للشرفاء من السياسيين أعضاء حزب المؤتمر السوداني ممن قادوا مبادرات توعوية بخطورة الوباء بالأحياء الطرفية التي ينشط فيها انتشار الوباء، ولا يعلم الكثير من سكانها طريقاً لشبكات التواصل الاجتماعي التي تنشط فيها حملات التوعية.
* حملات الرش المكثفة بالطائرات والسيارات المخصصة مع بداية فصل الخريف، وفي مثل هذه الظروف بدلاً أن يتم تكثيفها ومضاعفتها، إختفت تماماً ولم يعد لها وجود.
* مناهضة النظام ضرورة ملحة، وبشتى السبل لمواصلته في إزهاق أرواح الأبرياء، والصمت من جانب المواطنين على هذه الكوارث في حد ذاته جريمة يعاقب عليها الضمير الإنساني في ظل غياب القوانين التي تكشف وتعاقب من أجرموا في حق البلد ومواطنه.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة
هنادي يا بتي – نسيتي الجنوبيين اساس المشكلة – فالباب مفتوح علي مصراعيه لهم للجوء للشمال كمكرمة لهم – رغم اعلان المنظمات بتفشي الكوليرا بدولة الجنوب – والله في عونك يا المواطن