عمود كهرباء أكرمُ منّا !!
(عِشة) متواضعة من أعواد الـشجر اليابسة معروشة بالصفيح و (شوالات) الخيش المهترئة ، لاتقوى أن تصمد أمام أهوال الطقس القاسيّة ، أب يصارع الحياة وهو يطوي آلامه بين أضلعه، ليجد لقمة عيش يطعم بها تسعة أفواهٍ فاغرة زُغب الحواصل ، ينتظرونه في المساء ، يحضر إليهم بجسمه المرهق المهدود ، وبالكاد يحمل ما يسد رمقهم حتى الصباح ، الذي تدور معه رحلة المعاناة .
من هذه ( العِشة ) البسيطة ،
خرجت ( شيرهان الطيب الكباشي ) مقاومة لكل الظروف ، مُتغلبة على الصعاب ، صامدة كالطود ،ّ لتتفوق بمجموع 278 درجة في إمتحانات مرحلة الأساس لتأتي في المرتبة الثانية بولاية الخرطوم ، ونسبة 93% في الشهادة الثانوية السودانية ، المساق العلمي ، في الوقت الذي كان والدها لايستطيع أن يوفر لها حتى ثمن كهرباء تُضيء ( لمبة واحدة ) تذاكر بها دروسها. لتستعد للامتحان ، فتلجأ إلى ( عمود كهرباء ) في الشارع ، كان أرأف بها من جميع مجتمع المدينة المُترفه الغارقة في البهارج والبذخ !!
من تحت ضوء هذا ( العمود ) الفارع تفوقت شيرهان أكبر أخوتها التسعة ، وكأنه كان يؤانس وحشتها في الليل البهيم ، و يمنحها الشموخ والرِفعة وهو واقفاً معتدلاً يشق عنان السماء !!
من أي طِينة أنتم أطفال السودان ? الذين عودتمونا أن تقدموا في كل صباحٍ ( قصة نجاح ) يُحتذى بها في العصاميّة و الصبر والارادة وتحدي الصعاب والاقدام ، دون أن نسمع لكم ضجر ولا ضجيج ، تكابدون في صمت ، وتئنون بلاصوت ، وتفاجئوننا بأينع الثمار .
لله دركم جميعاً ، وقد سطرتم سِيرة مُلهمة تتناقلها الاجيال ، عنوانها لا يأس ولا إحباط رغم ما تواجه من مشاق ، ولا فشل يستطيع أن يهزم الإرادة و الإصرار .
وحسناً فعل نائب رئيس الجمهورية بزيارته لـ
( كوخ ) شيرهان وأسرتها المتعففة يوم أمس ، وتكفل بمنزل يليق بهذا التميّز والكفاح .
ونتمنى أن تمتد يد الدولة لجميع أسر التلاميذ ( العصـاميّون ) من أمثـالها الذين شقوا طريقهم الوعر ، وهم يكابدون شظف العيش و ضعف حيلتهم ، لايسألون الناس .
والله المستعان .
ابومهند العيسابي
وكثير من أبناء السفلة والسارقين لقوت الشعب يهنأون بالعربات والبيوت الفارهة والمدرسين الخصوصيين. استهوان الحكومة بالشعب وعقول الشعب من صغيرهم إلى كبيرهم لن تزيدنا إلا إصرار على أن نبني أنفسنا بأنفسنا فنحن لسنا ككثير من الشعوب التي تنتظر حكوماتها أن ترفعها وتعلمها وتحافظ على صحتها. رسالة شيريهان بالتفوق المتميز يجب أن يدركها السفيه والعالم في الحكومة أن لا انكسار للظروف ولا استسلام ولا ضعف فهدمكم الممنهج للسودان والإنسان السوداني بإذن الله لن ينجح. وضح يا وزير التربية والتعليم؟
أكبر دليل على الفشل وضعف الأداء وسوء التقييم لديوان الزكاة في السودان. ويقول اك افطار صائم ب23 مليار!!!
الله يخليك لي والدينك .. الف مبروك ومليون سلام ..
نرجو إفادتنا بوسيلة للتواصل مع هذه الأسرة الكريمة ..
الف تحية وتقدير للابنة شريهان وما حققته من نجاح له مدلولات كثيرة على الكفاح والصبر والمثابرة والاجتهاد وعدم الياس من رحمة الله و عدم الاستسلام للفقر والاحباط فلها التحية ولكل من وقف بجانبها من معلمين ومعلمات وخيرين وجيران و (عمود الكهرباء ) وغيرهم .
بعد زيارة نائب الرئيس و وزيرة الشئون الاجتماعية بولاية الخرطوم باذن الله تعالى تكون معاناة الابنة شيرهان واسرتها انتهت لغير رجعة … لكن هل انتهت معاناة جميع فقراء البلاد كم من الاسر امثال اسرة شريهان حققت نجاحات بصور مختلفة و لم تصلها كاميرا قناة النيل الازرق وغيرها ؟ كم من الاسر لم يتوفر لهم حتى القدرة على الحاق ابناءهم بالمدارس ؟ كم من الاسر لم يتوفر لهم الطعام والعلاج والكساء و الماوى ؟ هل هناك احصاءت دقيقة عن عدد الفقراء والمساكين والمعدمين والمغرمين و المشردين والنازحين فى ولاية الخرطوم وفى السودان ؟ هل هنالك دراسات اجتماعية متوازية مع القرارات الاقتصادية المتعلقة بخفض سعر صرف الجنية السودانى و الغاء الدعم وارتفاع الاسعار ؟ هل عدد الفقراء فى السودان فى زيادة او نقصان او ثبات ؟ كان المطلوب من نائب رئيس الجمهورية و وزيرة الشئون الاجتماعية ان يوضحوا فى هذه المناسبة بالارقام عدد الفقراء والمساكين والمعدمين وخطط الحكومة وقدرتها على زيادة الانتاج ومحاربة الفساد وخفض الاسعار وكم من السنين تحتاجه لخروج جميع مواطنى الدولة من تحت خط الفقر حتى تنعدم هذه المناظر والمشاهد المولمة للمواطنين سودانيين يعشون داخل بلادهم التى تعد من اغنى بلاد العالم بالموارد .
نتمنى من الاعلام ومنظمات المجتمع المدنى ان تتبنى من نجاح وتفوق الابنة شريهان وفقر اسرتها مواقف مساندة الى جانب كل الفقراء والمساكين والمعدمين وان لا تختزل هذه المسالة فى شريهان واسرتها