بحسرة وشجن فنانة سودانية مهاجرة في فرنسا تروى لاطفالها وزوجها ذكرياتها الجميلة وسر سحر شهر رمضان فى السودان
اقترب موعد الإفطار لليوم الأول من شهر رمضان فجلست على المائدة تحيطها أسرتها الصغيرة. تتكون المائدة مما لذ وطاب من الأكل. تتوسطها العصيدة التى تكاد يغطيها ملاح النعيمية تماما. وهاهى الطعميه تنثر رائحتها الشهية فى كل المكان وكان لابد أن يجاورها صحن الفول بالزيت والجبنة ‘ورشة’ الشمار التى تذيده إغراء!!! تتأمل كل هذا وغصة فى حلقها، لم تكن لعدم سماعها لعلو الأذان هنا فى بلد ‘الأفرنجه’ وحسب، بل ما زاد حزنها فى تلك اللحظة تحديدا، ذكراها لوالدها ومضى العام الثانى لرحيله. تترحم عليه وهى تمسح تلك الدمعه التى فرضت نفسها على خدها وهى تتناول ‘جك’ الابرى لتصب على كوبها، عله يروى بعض من ظمأها لرؤية أهلها وكل من تحب هناك بعيدا بالسودان.
رمضان شهر عظيم جدا ربما تذداد عظمته عند كل مهاجر بعيدا عن الوطن. رمضان بمذاق آخر أكثر حرقه، يفتقد لكل ملامح ذات الشهر فى أى بلد مسلم كان!!! وبعد ان بدأت فى الاكل، سافر خيالها الى محطات بعيدة كم تشتاقها كم. البروش التى تزين شوارع النشيشيبه أو المدينه الجامعية كما يحلو لهم أن يسمونها. وصوانى الإفطار تخرج من كل البيوت لتأخد مكانها هناك قرب الزاويه، حيث يتجمع كل رجال الحى. تبتسم وهى تتذكر خالة سهير وخالة بخيته وخالة الجنة وهن يهرولن الى بيت عائلتها!! وكيف كانت تعشق ذلك التجمع النسائى البديع. كانت تفضل عصيدة خالة سهير وملاح النعيميه الأشد حموضه. تضحك عاليا وهى تقول فى نفسها ربما هو سبب إصابتها بمشاكل المعده التى تشكو منها الآن.
تهز رأسها وهى تتنفس بصوت عالى، حسرة وشجن!! تلمح صغارها وزوجها وهم يحدقون فيها بإستغراب شديد. تحكم جلستها وتبدأ تروى لهم ذكرياتها الجميله وسر سحر شهر رمضان فى بلدها التى تحب، رغبه منها أن تزرع فيهم ولو شئ بصيص مما غرسته عادات سودانها المدهش فيها.
هند
يوما ما فى بلد الصقيع
وعيد سعيد، وكل عام وانتم كما تشتهون.
مع محبتى الصادقة لكم جميعا والعفو والعافية
بقلم
هند الطاهر
طوااااااااالي احجزي تذاكر ليك ولي عيالك وقومي على النشيشيبة .. ما تقعدي لينا في باريس وتقولي مشتاقة للسودان .. !! دا تناقض .. قاعدين في بلدان الناس اندمجوا معاهم وانسوا القصص الحزينة بتاعتكم دي