استشارات و فتاوي

بعد الطلاق احترت بين زوجي، وبين شاب آخر تعرفت عليه

السؤال
كانت أول أربع سنوات من زواجي جيدة، كنت أحب زوجي ويحبني، وكنا نعيش في هدوء، بعدها بدأت تحدث بيننا المشاكل والعصبية والتوتر والإهانات، وذلك بسبب سحر تفريق أصابنا، ومن كرهي له وبسبب انشغاله عني وعدم التفاهم، قمت بالدخول في دردشة الهاتف، كنت أدردش مع شاب، ثم تواصلنا بالهاتف، وفي يوم من الأيام سمعني زوجي وأنا أكلمه، وجن جنونه وضربني وكسر الهاتف، وأرجعني إلى بيت أهلي، وعاملني الجميع بقسوة، حتى كرهت حياتي.

بعدها بفترة أراد إرجاعي ولم أوافق، لأنني أكرهه ولا أطيقه، لكن أهلي أرجعوني له عنوة، رجعت وأصبح يعاملني معاملة غير جيدة، ومعاملة ملؤها الشك في كل شيء، حتى أصبحت الحياة نكدة، ودائمًا مشاكل تؤدي إلى ذهابي لبيت أهلي.

عندما أكون في بيت أهلي نشتاق لبعض، وعندما أعود له لا نطيق بعض، ودائمًا في مشاكل.

الآن أنا عند أهلي، لأنه طلقني قبل سنة، وقلت له: أنا أصبحت مطلقة طلاقًا بائنًا، لأنه دائمًا يطلق، وهو يقول: لا، إنها الطلقة الثانية ويريد إرجاعي.

خلال هذه السنة تعرفت على شاب أعزب وأصغر مني بعشر سنوات، ويريد الزواج بي، ومستعد أن يقبل أولادي ويوافق على كل شروطي، وأهلي من جهة يضغطون علي لأرجع لطليقي.

أنا في حيرة من أمري، أريد أن أرجع لطليقي من أجل ألا يضيع الأولاد، لكنني لن أكون سعيدة، والحياة ستكون نكدة، ومن جهة أفكر بالفسخ والزواج من هذا الشاب، لأنني أحببته، ولأنه سيريحني من جميع النواحي ويقبل بأولادي.

ومؤخرًا حدثت مشكلة كبيرة، فقد أدخلت هذا الشاب إلى بيتي في الليل متأخرًا (أعرف أنني مخطئة، لكن عندي احتياجات، وأهلي وطليقي جعلوني معلقة كثيرًا)، بعدها صارت فضيحة في الحي، تكلموا علي.

والآن أهلي منعوني من التواصل به، ويضغطوا علي لأرجع لطليقي، وأنا أيضًا أخاف إذا رجعت وعرف بالموضوع أن يعاملني بوحشية.

أنا دائمًا أستخير وأدعو أن الله يكتب ما فيه الخير، لأني لا أعرف التصرف، ولا أعرف اختيار الحل الأمثل، لذا: أرجو مساعدتي.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن في عودتك إلى طليقك خيرًا كثيرًا ومصلحة لأطفالك، كما أن في بعدك عن الشاب المذكور طاعة لله عز وجل، فاتق الله في نفسك، واعلمي أن تقصير زوجك أو قسوة أهلك ليست أعذارًا لمعصيتك لربك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على التوبة والثبات.

لا شك أن أهلك هم أحرص الناس عليك، وأعلمهم بمصلحتك، فشاوريهم، واطلبي معونتهم، واقتربي منهم، واحرصي على الاستخارة، ففيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، واعلمي أن عودتك لوالد أطفالك أولى من الدخول في تجربة جديدة، كما أن الشخص الذي تواصل معك بالباطل لا يصلح غالبًا في بناء حياة جديدة ناجحة.

وعليه: فنحن نقترح عليك العودة إلى زوجك وأولادك بشروط واضحة، واجتهدي في أن تقومي بواجبك، واحترمي غيرته، وتخلصي من كل ما يربطك بالشاب المذكور الذي تسبب لك في كل المشاكل.

ونتمنى أن تحرصي على الرقية الشرعية، وحرضي زوجك على الذهاب لراق شرعي، وعمروا بيتكم بالتلاوة والأذكار.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، كثرة الدعاء، الستر على نفسك، قطع أي صلة بذلك الشاب وبكل رجل أجنبي عنك، والاقتراب من زوجك، والإقبال عليه، وحسن التبعل له، والتزود بالعلم الشرعي لتعرفي حدود الله، وتثبتي على ما أمر به، ولا تقارني زوجك بغيره من الرجال، وأظهري له التقدير والاحترام ليوفر لك الحب والأمان، واجتهدي في إبعاد أهلك وأهله عن المشكلات، واهتمي بأطفالك ومنزلك، وتفاهمي مع زوجك، وتحاوري معه، واستمري في التواصل مع موقعك، ولا تخرجي من بيتك مع كل خصام.

واعلمي أن الانسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكًا لغيره، وراقبي ربك في السر والعلانية، وتسلحي بالصبر، واعلمي أن العاقبة لأهله.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة