منوعات

خطابات آينشتاين عن “الوجود.. وإسرائيل” في مزاد

تعرض دار مزادات أميركية مجموعة من الخطابات التي كتبها العالم الشهير ألبرت آينشتاين للبيع الأسبوع المقبل، لتقدم لمحة جديدة عن رؤى الفيزيائي الفذ الحائز على جائزة نوبل عن الله والمكارثية ودولة إسرائيل حديثة العهد وقتها.

الخطابات الخمس الأصلية التي ترجع تواريخها للفترة 1951- 1954 وممهورة بتوقيع آينشتاين، تفصح عن جانب آخر في شخصية العالم البارز، جانب ينطوي على سرعة بديهة وحساسية.

أرسلت الخطابات لأستاذ فيزياء الكم ديفيد بوم رفيق درب آينشتاين الذي فر إلى البرازيل عام 1951 بعد رفضه الإدلاء بشهادته بشأن صلاته بالحزب الشيوعي أمام لجنة الأنشطة الأمريكية- الأمريكية.

ورثة أرملة بوم طرحوا الوثائق للبيع في المزاد بعد وفاتها العام الماضي.

إحدى تلك الصفحات المصفرة التي تحمل توقيع آينشتاين وخاتم بارز ومعادلة عن النسبية العامة مكتوبة بخط اليد، ستعرض للبيع بسعر أولي يبلغ ثمانية آلاف دولار ويتوقع أن يبلغ سعر بيعها النهائي ضعف هذا المبلغ على الأقل، كما يتوقع أن تحقق مجموعة الخطابات مبلغا يتجاوز العشرين ألف دولار بكثير.

جمعت الصداقة بين آينشتاين وبوم عندم عملا سويا في جامعة برينستون، وتبادلا خطابات عن فيزياء الكم وطبيعة الإله وحياة بوم البائسة في البرازيل.

كتب آينشتاين لبوم في فبراير عام 1954 قبل عام من وفاته مؤكدا: “إذا كان الله خلق العالم لكان همه الأول بدون شك هو جعل فهمه صعبا علينا”.

وفي خطاب آخر يعود تاريخه لفبراير 1953، يشبه آينشتاين “حالة الذهن الحالية” في أميركا والتي تعصف بها المكارثية المناهضة للشيوعية بجنون الاضطهاد في ألمانيا أوائل القرن العشرين إبان حكم القيصر فيلهلم الثاني.

قاد السيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي حملة شعواء في خمسينيات القرن الماضي ضد أشخاص يعملون في الحكومة والجيش كان يرى أنهم شيوعيين خونة.

بوم الذي غادر الولايات المتحدة وسط ما أطلق عليه الفزع الأحمر- الحرب الباردة- أعرب عن استيائه ورعبه إزاء الحياة في البرازيل حيث كان يعمل في جامعة ساو باولو.

وقال إنه كان يعاني في التكيف مع الطعام المحلي.

آينشتاين (75 عاما) أبدى تعاطفه مع رفيقه الأصغر سنا “اضطراب معدتك أمر لي فيه خبرة طويلة” مقترحا الحصول على طباخ جيد.

وقال آينشتاين إن المستقبل القريب لم يبشر “بمستقبل سياسي أكثر منطقية” في الولايات المتحدة وإن بوم يتعين عليه أن يبقى في البرازيل لحين حصوله على بطاقة المواطنة قبل أن يغادرها إلى “مناخ عقلي” أرحب.

إحدى الأفكار التي طرأت على ذهنه كانت الانتقال للحياة في إسرائيل التي كانت أعلنت استقلالها عام 1948.

لكن بالرغم من الروابط التي جمعت بين آينشتاين والجامعة العبرية، فإنه كان يرى أن الفرص في إسرائيل محدودة.

آينشتاين نفسه رفض عرضا عام 1952 بأن يصبح رئيس إسرائيل رغم أنه خدم كعضو في أول مجلس لأمناء الجامعة العبرية وترك أوراقه للجامعة في وصيته.

وكتب قائلا “إسرائيل نشطة عقليا ومثيرة لكن إمكاناتها محدودة للغاية.. والتوجه إلى هناك بنية مغادرتها في أول فرصة سيكون أمرا مؤسفا”.

ورغم مشورة آينشتاين، فإن بوم يهودي الديانة، غادر البرازيل إلى إسرائيل عام 1955، حيث قام بالتدريس في جامعة حيفا التخنيون- معهد إسرائيل للتقنية- لمدة عامين.

وهناك التقى زوجته سارة وولفسن ، وتزوجا عام 1956، وبعدها بعام انتقل الزوجان للمملكة المتحدة حيث قام بوم بالتدريس في جامعة بريستول حتى وفاته عام 1992.

أما السيدة بوم فقد عادت إلى إسرائيل بعد وفاة زوجها واستقرت في القدس.

وتوفيت سارة وولفسن في أبريل 2016 ووضع ورثتها خطابات زوجها من آينشتاين للبيع في المزاد في دار وينر للمزادات في القدس.

وقال روني غروش القيم على محفوظات ألبرت آينشتاين في الجامعة العبرية، التي تضم أكبر مجموعة من مقتنيات آينشتاين، إن نسخا من خطابات بوم موجودة بالفعل في السجلات وأنه “لا شيء استثنائي” بأمرها، لكنه أضاف أن أي شيء يتعلق بآينشتاين يثير الاهتمام.

“ثمة اهتمام هائل اليوم بكل شيء (يتعلق) بآينشتاين.. وثائق وخطابات ومسودات آينشتاين تعرض للبيع طيلة الوقت.. لا يمر شهر بالكاد بدون أن تعرض وثائق لآينشتاين في مزاد أو للبيع”.

المزاد الذي يضم نسخا من خطابات أخرى أرسلها آينشتاين ورسائل من قبل تلميذه وزميله الحائز على جائز نوبل لويس دي بورلي سيعقد في العشرين من يونيو الجاري، بالرغم من أن الدار أعلنت قبول المزايدات المبكرة عبر الإنترنت.

سكاي نيوز