من التراث العربي
بين نصيب والأحوص
يروى أن نصيبا الشاعر دق على الشاعر الأحوص بابه، فأبطأ عليه، وكان الأحوص حين سمع صوته راح يخفي ما كان أمامه من طعام وشراب حتى لا يراه نصيب مفطرا في شهر رمضان، فلما فتح الاحوص الباب، خاطبه نصيب قائلا:
أراك أبطأت علي؟ فأجابه الأحوص: كنت أقضي حاجة.
فقال له نصيب: وأين عبيدك يفتحون لي، إنما كنت تأكل وكنت تخشى أن أراك.
فأنشد الأحوص قائلا:
الله ربي يعفر الذنوبا
فلا تكن من دونه رقيبا
إن شئت قدمنا لك الحليبا
وإن نشأ فالرطب العجيبا
من هجر جئنا به رغيبا
نغري به العيون والقلوبا
وأنشد الشاعر نصيب ردا على الأحوص قائلا:
كل ما تشاء إنني لصائم
والله ربي بالقلوب عالم
والنار فيها لذنوب جاحم
وكيف ينجو في الحساب الآثم
إني على ذنبي لديه نادم
وليس لي من نوم ربي عاصم
سقفي يتحرك
كان أحد الفقراء يسكن في بيت قديم، وكان يُسمع لسقفه قرقعة مستمرة لأية حركة، فلما جاء صاحب المنزل، قال له الساكن: أصلح السقف، أصلح الله حالك.
فأجابه صاحب المنزل: لا تخف، إن السقف صائم يسبح ربه.
فقال الساكن: أخشى بعد الافطار ان يطيل السجود وهو يصلي القيام، فلا يقوم ولا أقوم!
المصدر: كتاب (بستان رمضان) للأستاذ محمد مبارك.
صحيفة الأنباء