مصر تصعّد شرقاً وتثبت سودانية حلايب
عندما إحتلت مصر مثلث حلايب السوداني في العام ١٩٩٥م، وجاء ذلك عندما دربت مخابراتها في مؤامرة مفضوحة محاولة إغتيال الرئيس المصري، حيث كان موكب الرئيس المصري من دون المواكب الأخري التي جاءت إلي أثيوبيا، يتكون كافة سياراته من سيارات مضادة للرصاص، ودخلت القوات المصرية حلايب في بداية الأمر عندما أعلنت أن هناك خطّة للطيران الإسرائيلي لضرب السدّ العالي متسللاً من حلايب، وتريد أن تضع نقاط مراقبة في المثلث، ووافق السودان علي ذلك وهذا دأبه في مدّ يد الخير دائماً.
– دخلت القوات المصرية حلايب في العام ٩٥م، بعد أن تم سحب كافة القوات المسلحة المتواجدة في المثلث إبان حرب الجنوب، حيث إشتعل الجنوب بصورة كبيرة جداً، خاصة مع تدخل الجيش الكيني والأوغندي والأثيوبي في ذلك الوقت بصورة مباشرة دعماً للتمرد، وكانت المخابرات المصرية أيضاً دعمت التمرد في الجنوب في ذلك الوقت، إضطر السودان إلي سحب كافة القوات من الجبهات الأقل إشتعالاً، وكانت الجبهة الشمالية – التي أتتنا منها طعنة الظهر – إحدي الجبهات الهادئة في ذلك الوقت، فإستغل الجيش المصري هذه الفرصة ودخل المثلث، حيث كانت توجد هناك قوة صغيرة من الجيش والشرطة إستشهد منهم فردان دفاعاً عن المثلث، حيث جاء الجيش المصري بمدرعات ودبابات وقوات ضخمة جداً، بالإضافة للقوات التي كانت متواجدة أساساً في المثلث والتي سمح لها السودان بالبقاء بعد إدعاءهم بأن الطيران الإسرائيلي قادم لضرب السد العالي من جهة حلايب.
– هكذا كانت طريقة إحتلال المثلث السوداني، ولم تجرؤا مصر من قبل علي هذه الخطوة إلا بعد أن أيقنت تماماً أن كافة القوات السودانية أخرجت من المثلث ودفعت إلي الجنوب لصدَ زحف التمرد، ولنا أن نتذكر أن الجيش السوداني أرجع الجيش المصري إبان عبد الناصر من حدود المثلث “بالمايكرفونات” فقط.
– ومنذ ذلك الوقت تحاول مصر إستخدام المثلث ككرت ضغط علي السودان، ولم ينجر السودان إلي حرب في الجبهة الشمالية، لأنه كان المخطط هو إنشغال الجيش السوداني في الجبهات الأربعة ” شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً”، وذلك لفكّ الضغط الكبير من التمرد في الجنوب، فإخترنا أن تظل القوة السودانية داخل المثلث ولا تنسحب تحت أي ظرف كان، وقد كان وهي تتواجد حتي اللحظة وتغير سنوياً، وقد تم رفع أعدادها وتسليحها في العام ٢٠١٤م.
– قبل أيام وتحديداً السبت الماضي هجمت قوات كبيرة جداً من المرتزقة المتواجدين في ليبيا ودولة جنوب السودان، بدعم من حفتر وسلفاكير والمخابرات المصرية، وتم قتل أكثر من ٥٠٠ مرتزق، وتم إغتنام أعداد كبيرة جداً من الترسانة والتسلح المصري الذي كان في يد الخونة، ومن ضمنها مدرعات مصرية، وصرّح السيد الرئيس بأن أياد مصر واضحة في دعم الهجوم الأخير، والغرض كما هو معروف إرسال رسالة للمجتمع الدولي والرئيس الأمريكي الذي كان متواجداً في الرياض في ذلك الوقت أن #دارفور مازالت غير مستقرة، وأن رفع الحظر عن السودان لابد أن يتوقف، وهو هدف ثابت للمخابرات المصرية ضمن خططها لإضعاف السودان.
– أمس حلقت طائرات بدون طيار مصرية في سماء حلايب، وفي مقال سابق قلت أن المخابرات المصرية – مخابرات الأساطير – صورت لها أفلامها ومسلسلاتها وإعلامها أنها مخابرات لا تقهر، وأنها المخابرات الأولي في المنطقة، وصدمة إعتماد المخابرات الأمريكية علي المخابرات السودانية في كشف الإرهاب ووقف الإتجار بالبشر، وإبداء رغبة أمريكية علي تنسيق عالٍ بينها والمخابرات السودانية لوقف هذا الخطر في المنطقة، متجاوزة مخابرات الأساطير تلك، كانت هذه الخطوات صفعة قوية جداً، وأرادت المخابرات المصرية أن تثبت وجودها، وإختارت الميدان السوداني بدعم المرتزقة، ولكن سبقناها وقلنا أي المرتزقة في ليبيا والذين يتسلحون من مصر يجب عليهم أن يسلموا أنفسهم دون قتال، وأن توقف مصر دعمها للتمرد حفاظاً علي سلاحها وأموالها.
– التصعيد الجديد في مثلث حلايب السوداني، وإطلاق الجيش المصري لطائرات بدون طيار في المثلث، هو خطوة تثبت تماماً سودانية حلايب، حيث أن المخابرات المصرية تلقت صفعة قوية جداً في معارك دارفور، وأردات أن تقول للسودان، أني أستطيع أن أحلق بطائراتي في سماء حلايب، وهو نوع من أسلوب “المكايدة النسائية”، فإطلاق مصر للطائرات في مثلث حلايب يثبت أن مصر تريد أن تشغل السودان عن الإنتصارات الكبيرة في دارفور، وتقول أن ميدان حلايب أيضاً أستطيع العمل فيه، ومحاولة التشتيت هذه، جعلت المخابرات المصرية مرة أخري وفي غباء واضح تثبت سودانية حلايب، وإلا لماذا هذه الطائرات الآن؟ ولماذا التحليق المكثف فوق سماء المدينة، مع العلم أن نقاط إرتكاز الجيش السوداني داخل المثلث معروفة، وإحداثيات الجيش المصري لدينا، فما الداعي لهذا العمل الصبّياني؟
– مثلث حلايب السوداني سيرجع قريباً إلي حضن الوطن، ولو صرفت فيه مصر مليارات الدولارات، فالتحكيم البحري الملزم سيضع مصر في طاولة إبراز أدلتها علي إحتلالها للمثلث، وسنقدم أدلتنا وبراهيننا علي ملكيتنا للمثلث، ومن الوثائق المصرية نفسها، وعندها لن نكتفي فقط بالمشروعات التي تمت في المثلث من الجانب المصري، بل سنطالب بتعويضات علي العشرين سنة لإحتلال مصر لحلايب.
– حالياً التحركات المصرية في حلايب عودتنا أنها كل ما تفتعل أزمة بينها والسودان تصعّد هناك لصرف النظر عن هذه الأزمة، والأزمة الأخيرة ليست ككل الأزمات، فالسلاح المصري الثقيل والترسانة التسليحية من مخازن الجيش المصري جاءت للسودان بنفسها، وإغتنمناها عنوة وإقتداراً، فتذهب مصر لحلايب السودانية لتقول لنفسها مازلت أستطيع أن أتدخل في أراضٍ سودانية.
– المرحلة المقبلة علي الحكومة أن تضع سياسة واضحة للتعامل مع مصر، فالتعامل بالمثل أقل مرحلة، ومعركة دارفور الأخيرة لابد أن تبني عليها سياسات الحكومة في تعاملها مع مصر، فلن نتلقي المزيد من الصفعات مرة أخري من جارة طالما مددنا إليها يد العون في أزماتها، وطالما أنقذناها من هزائم، وطالما دافعنا عنها بدماءنا، ولم نجد منها غير هذه الأفعال التي لا تصدر ممن يعرف حقّ الجيرة، ولا شرف المعاملات، ولا نزاهة اليد، ولا إحترام الجار، وبذلك نكون لسنا ملزمين بأي من تلك الصفات معهم.
– أخيراً، نقول أن ننتظر الخبراء المصريين “الإستراتجيين” خبراء مدّ اللسان لأمريكا، في تحللهم للمدرعات المصرية وكيفية دخولها للسودان، ولن نستغرب من أي تحليل طالما أن هناك تحليلات مصرية عن أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، فلا نرفع حاجب الدهشة لأي تصرحيات وتحليلات من الخبراء، وعليه نختم ونقول أن #حلايب_سودانية، وسترجع لحضن الوطن عاجلاً أم آجلاً.
بقلم
أسد البراري
اسد البراري احبك واحب امك واحب ابوك واحب اختك واخوك واحب خالك وعمك وخالتك وعمتك وحبوباتك من هنا وهناك واجدادك من الجهتين احب قلمك واحب وطنك واحب حلايب وشلاتين وحتي واو وملكال وجوبا رغم الإنفصال
بالله هي محاولة الاغتيال دبرتها المخابرات المصرية؟ طيب التربي ماله بقول لينا علي عثمان و نافع؟
أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي من اعلام شارع الهرم كبيره دي مافاتهم فيها حد