صورة .. وصوت !
كان واجب الفريق طه ممثل رئيس الجمهورية في القمة الأمريكية الإسلامية أن يعلن للملأ حصيلة مقابلاته واجتماعاته.. خاصة وأن أجهزة الإعلام أوردت جزءاً من كلمته أمام القمة دون أن تظهره على المنصة.. وأوردت فضائية الإخبارية السعودية صوراً له وهو يصافح بعض المسؤولين ومن بينهم الرئيس الأمريكي، وسائل الإعلام السودانية أوردت متأخرة بيومين أن الفريق طه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة كما اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون،
هذا الأمر اكتسب أهميته بعد تداول صورة طه وهو يصافح ترامب، وفي ظل عدم ورود أي إيضاحات تكشف ما دار بين الرجلين، واختلف الناس حول هل هي مصافحة فقط أم هي مقابلة وقد ظهر المترجمون في الصورة، في شأن اللقاء مع الرئيس ترامب بعض وسائل الإعلام ربما خلطت بين المصافحة والمقابلة، إلا أنها أجمعت على حدوث اجتماع بين طه وتيلرسون بالرغم من عدم توفر الصورة، أما وقد حدث الاجتماع فكان ضرورياً أن يصدر إعلان من طه بعد المقابلة لإطلاع الرأي العام على ما جرى، خاصة أن وسائل الإعلام العالمية لم تترك شاردة أو واردة في القمة الا وسلطت الضوء عليها .. !
وسائط التواصل الاجتماعي تداولت الصورة بكثافة مع تعليقات لم تنافسها الا صور المعارك في دارفور وصور زيارة الرئيس الأمريكي ترامب وأسرته لحائط المبكي في القدس، وبينما تم التركيز فى الرياض على حزب الله باعتباره منظمة إرهابية، ظهر اسم حماس كمنظمة إرهابية في تصريحات ترمب في تل أبيب،
لم يكن مستغرباً احتفاء الأسافير بطريقة وقفة طه أمام ترامب ومقارنتها بوقوف آخرين ولعلها مناسبة لخلق موضوع من الصورة، أو محاولة قراءة الصورة واستنطاقها، ومع حساسية الموقف بشأن ردة فعل الرئيس ترامب، أو قدرة طه على تخطي اللحظات الحرجة في الموقف، ظل الوضع غامضاً لدرجة أن وسائل الإعلام تناولت الحدث بعد مضي وقت ليس بالقليل، لذلك كان مشروعاً أن يتساءل الناس عما دار في هذه المقابلات، ماذا قال ترامب وماذا قال طه؟ هل كانت هنالك مطالب متبادلة أم هي كلمات المجاملة فقط؟ هل طرح طه مع تليرسون أي قضايا تتعلق بوضع العقوبات في يوليو القادم؟ وهل كان في مقدور طه أو من صلاحياته أن يدعو وزير الخارجية الأمريكي لزيارة السودان؟ كذلك أجرى طه العديد من المقابلات على هامش القمة ، فماذا جرى ؟ وهل كان ضرورياً وجود وزير الخارجية غندور في حدث بهذا الحجم؟ ربما غندور لم يكن يمانع أن يكون في وفد يرأسه الفريق طه، ما دام يتحلى بثقة الرئيس..
قيل فيما مضى إن مدير جهاز الأمن الفريق صلاح قوش سافر لأمريكا لعدة أيام بدعوة من مدير CIA.. وبعد عودته قدم تنويراً في عشر دقائق، مما أثار حفيظة الدكتور نافع وكان وقتها مساعداً لرئيس الجمهورية، فقال نافع (يعني يا صلاح تقعد في أمريكا عشرة أيام .. وتنورونا في عشر دقائق).
ما وراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة