الفاتح جبرا

في اللحم الحي

الشخص المريض ولديه مرض (مزمن) ينصح من قبل الأطباء بإجراء فحوصات دورية (كل فترة) من أجل معرفة تطورات المرض وتأثيراته على بقية الأعضاء وإن كان المريض يحتاج إلى تغيير الجرعة وما إلى ذلك من تتبع القصد منه السيطرة على المرض حتى لا يستفحل ويصل إلى مراحل من الصعب التعامل معها.
مما لا جدال عليه أن أمراضنا المزمنة (خالنها ساااكت) وليست هنالك أي جهة تقوم بعمل أي نوع من الفحوصات (عشان تشوفا وصلت وين) يستوي في ذلك التعليم بشقيه العام والعالي والصحة والطرق السفرية والشوارع الداخلية وشبكة الكهرباء وإمدادات المياه ومصارف المياه (وأي حاجة) ، كل هذه الأشياء (ماشة بقدرة قادر) لذلك لا يمر يوماً واحداً إلا ونشاهد أعراض أمراضها تطفو إلى السطح ودونكم أعراض أمراض مصارف الأمطار ونحن على أبواب (الخريف)!
التعليم العالي وتحديداً (الجامعات السودانية) تحتاج إلى وقفة بل إلى (فحوصات) ودراسات حول أوضاعها بعد ازدياد أعدادها كنتيجة لما يعرف بثورة التعليم، لن نتحدث في هذا المقال عن ندرة الأساتذة ولا عن عدم وجود المكتبات بنوعيها الورقي والإليكتروني والمعامل المجهزة ولا عن البيئة الجامعية البائسة (سقوط طالبة ووفاتها في مرحاض إحدى الجامعات) ولكن دعونا نتحدث عن سُمعة الجامعات السودانية التي أصبحت لا تبشر بالخير المرجو منها حيث بات معظمها بؤراً للانحدار الأخلاقي بدلاً عن التميز الأكاديمي والتحصيل الثقافي والمعرفي، نعم.. هذه الجامعات التي من المفترض تساهم في نهضة وبناء البلاد تحول معظمها للأسف الشديد إلى خطر اجتماعي داهم ينذر بتدمير مستقبل السودان (وقد بدأت البوادر تظهر للعيان)!

إن واقع بعض الجامعات ينذر بكثير من الشر بعد أن أصبحت نهباً وسوقاً لعصابات المخدرات وأوراق الزواج (العرفي) ومقاطع الأفلام الإباحية التي تكاد لا تخلو منها هواتف (الطلاب) وإن شئتم (الطالبات)، َلقد تحولت معظم جامعات (ثورة التعليم) إلى مواقع لكل شيء ما عدا (التعليم) وهذا مصير أي قرارات لا تتم مشفوعة بالدراسات اللازمة من ذوي الاختصاص وتترك هكذا لكل من هب ودب!

لقد كتبنا وكتب غيرنا نقرع نواقيس الخطر منبهين إلى تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات ونحن نشير إلى بعض التقارير والدراسات التي أجريت إلاّ أنّ الجهات الرسمية (إيدها في الموية الباردة) كما يبدو، إذ أنها لم تُحرِّك ساكناً وهي تعلم تماماً أن هنالك أيدٍ خفية اتحاول تدمير عقول شباب ومستقبل السودان (الحاويات وكده)!!

وشهد شاهد من أهلها، وأهلها هنا هم لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالبرلمان، والتي قامت قبل فترة خلت بعقد ورشة عمل كَشَفَت عن وجود إحصائيات وصفتها بـ(المخيفة) عن انتشار تعاطي المخدرات في الجامعات وتفشي بعض الظواهر الدخيلة على المجتمعات الجامعية كالزواج العُرفي وتبادل الصور والأفلام الفاضحة بين الطلاب، وقد أكتفت تلك الورشة حينها ببعض التوصيات التي من المؤكد أنها تقبع الآن في درج مكتب أحد المسؤولين (ده لو قاعدة).

مناسبة هذا المقال حوار دار بيني وبين أحد مديري الجامعات حول هذا الأمر المقلق حقاً حيث كانت خلاصة إفادته بأنه المسألة كانت (محدودة) ويمكن القضاء عليها في وقتها لكن الآن الوضع قد تفاقم والقصة (دخلت في اللحم الحي) !!

كسرة:
نعلم (تمااامن) أننا (نؤذن) في (حاوية) أقصد في مالطا..

كسرة ثابتة (جديدة لنج):
• أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الاستئناف أبو يوم) شنو (و)!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 86 واو – (ليها سبع سنوات وشهرين)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (ليها ثلاث سنوات وتسعة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة