منوعات
صور رائعة ومدهشة لجمال الطبيعة شرقي السودان لكن السيارات واجهت موقف محرج في الطريق القومي
تداول مستخدمو مواقع التواصل صوراً نادرة لسيول تجتاح منطقة العقبة بجبال البحر الأحمر شرقي السودان وتجرف معها كميات من الصخور عطلت حركة المرور بالطريق القومي الذي يربط بين ميناء بورتسودان وبقية أنحاء القطر.
وبحسب مشاهدة محرر النيلين تظهر الصور البصات والشاحنات وهي تخوض في وحل من الحجارة، وتشهد مناطق واسعة في السودان هذه الأيام أمطار غزيرة مع بشريات بداية موسم الخريف .
( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) اللهم اجعلها أمطار خير وبركة واحيي بها بلدك الميت . الماء نعمة وهو سبب الحياة ويعاني أكثر من ثلثي سكان الأرض في الحصول على مياه صالحة ، إلا في السودان فهو من أسلحة الدمار الشامل ، إذا شح مات الناس وإذا نضب مات الناس وإذا إنهمر مات الناس وإذا فاض مات الناس وإذا إنحسر مات الناس . منظر الأمطار بلا شك مفرح ويدخل الإنشراح على النفوس لأنه ماء مبارك ، ولكن هل يرضي الله هذا التقصير المميت واللامبالاة المهلكة من المسئولين تجاه المرافق العامة وأوراح العباد ومصالحهم من هؤلاء الذي يجثمون على صدور الناس ويذيقونهم العذاب في كل مناحي الحياة ، أينما تولي وجهك تجد آثار الإهمال والفساد ، ودواوين الدولة تعج بالوزراء ووزراء الدولة والوكلاء والمدراء وبعد أن أدوا القسم فإن كل أداءهم تصريحات فارغة ومحاولة إقناع الناس بأن الصبر على مثل هذا الوضع المزري من الهجرة إلى الله ! تصوروا أن يتعاقب على الوزارة الواحدة في الحكومة الواحدة أكثر من أربعة أو خمسة وزراء هذا يعلن إكتمال مشروع كذا في سبتمبر وهذا يعلن دخول 5 قطارات في أكتوبر وهذا يعلن الإنتهاء من الطريق في مارس ولاشيء يتم على الإطلاق طيلة ثلاثة عقود ! علماً بأنه يتم رصد ميزانيات لهذه الأعمال كل سنة ولكنها تذهب هباءً . ما الذي يمنع من أن يكون طريق الخرطوم بورتسودان بمواصفات عالمية وبمسارين في كل إتجاه ؟ بعد القضاء على مرفق السكة حديد وتدميره أصبح الضغط على الطرق البرية كبيراً مثال ذلك طريق هيا عطبرة بورتسودان هذا الطريق الذي كان مصمماً أن يكون بمسارين في كل إتجاه ولكن بسبب الفساد تم تنفيذ الطريق بعرض سبعة أمتار فقط وهو غير كاف لمسار واحد ! ومنذ إنشاء الطريق لم يتم إجراء أي صيانة وتآكل من أطرافه وبه حفر كبيرة تهدد ركاب السيارات الصغيرة خاصة القادمة من خارج السودان ولاتتوقع مثل هذا الإهمال والاستهتار بأرواح الناس ! ألا يعلم بهذا وزير النقل والمدراء والمهندسين ؟ ماهي مهام مشرفي العمل الميداني ؟ كل ما يسمونه بالطرق القومية بحاجة ماسة للصيانة وهي على وشك أن تتلاشى . هل يعقل ألا يوجد في طول البلاد وعرضها طريق واحد بإتجاهين يربط بين مدينة وأخرى ؟ حتى طريق مدني الذي تم إنشاؤه بالمكرمة الأمريكية في الستينات ظل كما هو دون زيادة أو توسعة رغم أنه يحصد آلاف الأرواح سنوياً تحت أعين وسمع المسئولين وقريباً منهم كأن الأمر لا يعنيهم .