نائب الرئيس.. أو رئيس الوزراء
لعل ملابسات اللحظة الأخيرة جعلت طه مدير مكتب الرئيس هو ممثله في القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض، وليس نائب أول الرئيس بكري أو نائب الرئيس حسبو.. ولعلها إشارة الى أن ملف العلاقات مع أمريكا هو في يد الرئيس شخصياً و ليس شخصاً آخر ولو كان نائبه، بعد قرار رفع العقوبات، عقد مؤتمر صحفي شارك فيه رئيس جهاز الأمن الفريق عطا ورئيس هيئة الأركان الفريق عدوي ووزير الخارجية غندور، أعلنوا من خلاله تطورات الملف وأدوار كل جهة، الكل يذكر أن الفريق طه عقد مقابلة صحفية أعلن خلالها عن دور الرئيس شخصياً في رفع العقوبات، كاشفاً عن لقاءاته مكلفاً من الرئيس و مركزاً على دور الوساطة السعودية والأماراتية.
المدير العام للإدارة السياسية والإعلامية بالقصر الجمهوري عبد الملك نفى في تصريحات صحفية أن يكون تمثيل الفريق طه الحسين منخفضاً، موضحاً أن كل الوزراء يمثلون سكرتارية للرئيس ويمكن اختيار أيً منهم لتمثيله.
وشدد البرير أن تكليف الحسين بتمثيل البشير في قمة الرياض أمر طبيعي من واقع أنه “مدير مكاتب الرئيس بالقصر ومجلس الوزراء ودائماً ما يكلف بمهام خاصة، كما أنه ظل ممسكاً بالملف الخليجي وسبق له أن زار أميركا”.
وتابع “تفويض الفريق طه ليس غريباً لأنه ظل قريباً بصورة مطلقة وموجوداً في كل لقاءات الرئيس بالملوك والزعماء في الخليج ويعرف تفاصيل التفاصيل،
وأكد البرير أن “عدم مشاركة الرئيس البشير في القمة قرار مدروس وتقديرات الرئيس الرصينة هي في الصالح والقرار ليس عشوائياً لتفويت الفرصة على المتربصين “وزاد” المهم تحققت الدعوة ولم يستثنى الرئيس”.
وأفاد أن القمة حدث وتظاهرة عرضية بالنسبة للحوار المستمر “بشكل جيد” بين السودان والولايات المتحدة، وأكد أنه من الصعب استثناء السودان من أي تحالفات منظورة في المنطقة.
الأوضاع أصبحت معكوسة، ولا شك أن الحكومة تسابق الزمن المحدد له أغسطس القادم، ولعل الحكومة أوفت بالشروط الأمريكية عدا الملفات الداخلية المتعلقة بالإعاقة والسلام والحريات، لدرجة أن قوات الدعم السريع أثناء حفل تخرج مقاتليها كتبت لافتة باللغة الانجليزية تعني (نقاتل الإرهاب)، ولعل مثل هذه الرسالة تصل ولو كتبت باللغة العربية، لغة الدولة الرسمية حسب الدستور، وهي كانت مبالغة لا داعى لها،
ولا أحد كان يعتقد أن شعارات أمريكا دنا عذابها والأمريكان ليكم تسلحنا لم تصل وقد قيلت باللغة العربية.
ما يحدث يدل على أن القائمين على أمر هذا الملف يلزمهم الكثير لمجاراة الحرفية العالية في الدوائر المماثلة، والآن بعد هذه الانبطاحة لا يمكن للحكومة اتهام أحد بالعمالة لأمريكا، الحكومة كلها تتهافت لإثبات عمالتها لأمريكا.
رسمياً وحسب البروتوكول فإن التمثيل ضعيف، طه يأتي تسلسله في هرم السلطة الخامس بعد الرئيس ونائب أول الرئيس ونائب الرئيس حسبو.. وربما نواب رئيس الوزراء والمساعدين.
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة