عالمية

الخلافـات بين الرئـيس و مكوي تفضح تورطهم في ملـيشيات جونقلي

هاجمت قوات المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان التي يقودها الدكتور رياك مشار مواقع حركات دارفور المسلحة بمنطقة(خورقنا)على الطريق الرابط بين مدينتي (واو – راجا) بولاية غرب بحرالغزال وتمكنت من تكبيد متمردي السودان والقوات الحكومية خسائر فادحة

كما استولت على كميات ضخمة من السلاح والذخائر، فيما هربت قوات الحكومة خارج المنطقة فارة الى واو وراجا تاركة خلفها الجرحى والأسرى وبعض الجثث. فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
زيادة أسعار الصحف
دفعت الأزمة المالية بدولة جنوب السودان الصحف اليومية لزيادة أسعارها بين (30-40) جنيهاً بعد زيادة مدخلات الطباعة وقيام مسؤول المطبعة الهندية برفع أسعار الطباعة.
مغادرة تجار يوغندا
غادر مدينة نمولي بولاية وسط الاستوائية بدولة جنوب السودان (200) تاجر يوغندي بعد استمرار الانهيار الاقتصادي في البلاد بعد هبوط العملة المحلية لمستويات منخفضة، وبحسب مصدر في المدينة إن اليوغنديين غادروا بعد هبوط العملة.
طرد تعبان دينق
تظاهر المئات من شباب (دينكا بور) في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي على زيارة النائب الأول تعبان دينق الذي جاء لحل الخلافات بين قبيلتي (دينكا بور) والمورلي في الولاية، وتظاهر الدينكا خارج مقر اجتماع تعبان دينق مع حكومة الولاية أمس ، وطالب المتظاهرون بانه لا سلام رافضين زيارة النائب الأول، وكان والي ولاية جونقلي العقيد فيليب أغوير قد أطلع النائب الأول على الأزمة الجارية بين القبلتين خلال الفترة الماضية وأدت لمقتل العشرات من مواطني المورلي بالإضافة للكمين الذي تعرض له وفد المقدمة التابع للنائب الأول في منطقة جميزا زائداً هجوم (دينكا بور) على منطقة تويك و منطقة (سودان سفاري) . بدوره قال تعبان خلال الاجتماع إن وفده يهدف لتحقيق السلام في منطقة جونقلي الكبرى وأنه بسبب عدم الأمن لم يتمكن من لقاء من يعتزم لقاءهم.
وفي الإطار نفسه من المقرر أن يصل تعبان اليوم (الجمعة) الى البيبور بعد أن يختتم زيارته الى بور ، في محاولة لإقناع مليشيات (دينكا بور) بوقف العمليات القتالية.
فضح القيادات والمليشيات
فضحت الخلافات بين الرئيس سلفا كير ميادريت و وزير الإعلام مايكل مكوي علاقة المسؤولين الحكوميين بالدولة بالمليشيات العسكرية في البلاد، فيما قللت رئاسة جنوب السودان من الخلافات بين الرئيس و وزير الإعلام بعد أن تدخل سلفا كير خلال اجتماع مجلس الوزراء حول القتال الدائر في جونقلي حيث كان سلفا كير يتلقى تقريراً من القيادات الأمنية مفاده أن القادة العسكريين استخدموا أسلحة الحكومة في مهاجمة قبيلة المورلي. في غضون ذلك اتهم المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم في جنوب السودان إدموند ياكاني ، قيادات في الحكومة الاتحادية وأخرى بولاية جونقلي بالضلوع في القتال بين قبائل جونقلى واستخدامها من أجل مصالحهم الشخصية من خلال إطالة أمد القتال، وأشاد ياكاني بتشكيل الحكومة للجنة قومية برئاسة النائب الأول للرئيس تعبان دينق لنزع فتيل الأزمة بولاية جونقلى، قبل يطالب ياكاني بابعاد القيادات المتورطة في القتال عن اللجنة في إشارة لـ(وزير الإعلام مايكل مكوي) الذي ضم في اللجنة ، مطالباً اللجنة بسرعة التحرك لتدارك الأمر وتفويت الفرصة على القيادات المستفيدة من القتال، في المقابل نفى والي ولاية جونقلي العقيد فيليب أغوير ضلوع قيادات حكومية في ولايته في تأجيج القتال أو دعم شباب (دينكا بور) في حربهم مع قبيلة المورلي.
تفشي الكوليرا
نشرت المنظمة الدولية للهجرة موظفيها في مقاطعة أيود بولاية جونقلي بعد تفشي وباء الكوليرا وإصابة (230)، وقالت المنظمة في بيان صحافي إن موظفيها سوف يساعدون المنظمات الإنسانية لاحتواء المرض، وكشفت المنظمة بأنه نظراً للحرب المستمرة في جونقلي، فإن المرافق الصحية في أيود لم تكن تعمل كما أنها تواجه نقصاً في العاملين الصحيين والإمدادات الطبية.
تجدد اشتباكات قوقريال
أكد وزير الإعلام بحكومة قوقريال أريج ميار أريج ، تجدد الاشتباكات بين قبيلتي أبوك وقواك في الحدود، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الطرفين وجرح 7 آخرين، وكشف أريج عن نشر الحكومة لقوات من الجيش الشعبي بين القبيلتين ، لوقف الاشتباك ، مرجعاً السبب في الصراع إلى انتشار السلاح في أيدي المواطنين في المنطقة، فيما قال سايمون مشوار رئيس شباب بولاية قوقريال إن 27 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 38 آخرين ، منذ اندلاع المعارك بين أبوك وأقواك في الخامس من الشهر الجاري وحتى يوم أمس، مشيراً إلى سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة، ومطالباً بإقالة الحاكم.
غير دستوري
قدم المحامي الجنوب سوداني سانتينو واني في العاصمة اليوغندية كمبالا عريضة طعن لمحكمة تجمع شرق إفريقيا بشأن عدم دستورية قيام حكومة دولة جنوب السودان بضم أعضاء بالبرلمان القومي بجنوب السودان. وكان سلفا كير عيَّن في مارس الماضي (7) نواب جدد، وأن قرار الرئيس سلفا كير قد خالف بشكل خطير أحكام المادة 50 من معاهدة تجمع شرق إفريقيا التي تقضي الدول الأعضاء بانتخاب ممثلين وليس عن طريق التعيين.
نقل نازحي أبروج
طالب رئيس منظمة النيل للسلام والتنمية بمنطقة فشودة بولاية أعالي النيل فيليب ناويلا، الأمم المتحدة بضرورة نقل النازحين المتواجدين في منطقة أبروج الواقعة غرب النيل الذين يصل عددهم إلى 50 ألف فروا من مناطق متعددة عقب معارك بين القوات الحكومية والمعارضة، نقلهم إلى الحدود السودانية أو أية منطقة أخرى أكثر أمناً داخل جنوب السودان، بسبب تردي الأوضاع الأمنية القابلة للانفجار بمنطقة أبروج والنقص الحاد في مياه الشرب. وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أعلنت عن نشر قوات تتبع لها في منطقة أبروج وعلى الطريق الرابط بين كدوك وأبروج لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتوفير مياه الشرب للنازحين بأبروج. وقلل ناويلا من خطوة نشر قوات أمنية في المنطقة ، مفضلاً نقل النازحين إلى منطقة آمنة من أجل الحفاظ على أرواحهم.
دعم صيني
منحت الشركة الوطنية الصينية العاملة في مجال النفط حكومة جنوب السودان مبلغ قدره (2) مليون جنيه لمواجهة المجاعة في البلاد. وقال وزير الشؤون الإنسانية ودرء الكوارث، حسين مار نيوت في في مؤتمر صحفي مشترك عقد بالوزارة، أن الأموال التي منحتها الشركة للوزارة سوف تستخدم في استيراد الغذاء وتوصيله للمحتاجين أو استخدامها في ترحيل مواد الإغاثة الى المناطق التي تواجهها مجاعة. وأكد مار أن الوزارة مستعدة للتعامل مع كل وكالات الأمم المتحدة العامل في مجال الإغاثة والمانحين، وأقر مار بعلم الوزارة بكل التحديات التي تواجه هذه المنظمات وأن الوزارة سوف تعمل من أجل حل هذه المشاكل قريباً، وناشد الوزير الشركة الصينية بمساعدتهم بسيارة او سيارتين للعمال الميدانين في الوزارة. وقال السفير المفوض للحكومة الصينية في جنوب السودان ليو زيونق من جانبه، أن المنحة واحدة من برامج الحكومة الصينية لمساعدة شعب جنوب السودان، في كيفية مواجهة المجاعة التي أعلنتها الدولة هذا العام، وعبر السفير عن قلقهم العميق حيال فقدان الأرواح بسبب المجاعة.
معلومات جديدة
قال مصدر حكومي بحكومة دولة جنوب السودان -فضل حجب اسمه -لـ(صحيفة الشرق الأوسط اللندنية) إن الخلاف بين الرئيس سلفا كير ميارديت ورئيس الأركان فول ملونق يعود حول من الذي سيخلف سلفا كير في الحكم بعد أن تسربت أنباء عن اتجاه كير للتنحي عن السلطة. وأضاف: ملونق يعتقد أنه قدم تضحيات كبيرة في حماية السلطة خاصة عند بداية الحرب نهاية 2013 عقب إقالة رياك مشار من منصبه كنائب للرئيس، وأضاف: سلفا كير يسعى لتوريث صهره رئيس جهاز الأمن الداخلي أكول كوور وهو الرجل القوي في النظام وعلى خلافات مع ملونق منذ فترة طويلة، وقال المصدر إن الأزمة تم تجاوزها عبر مفاوضات مضنية ويتوقع أن يصل ملونق إلى جوبا، وأضاف: لقد وضع الرجل شروطه من ضمنها إقالة مدير جهاز الأمن الداخلي اكول كوور، معتبراً أن التطورات الخطيرة التي شهدتها جوبا خلال (48) ساعة بعد إقالة قائد الجيش فول ملونق كانت كفيلة لحرق ما تبقى من جنوب السودان لأن الجبهتين الثالثة والخامسة لهما ولاء لقائد الجيش السابق ومتمركزتان في شمال بحر الغزال، وأضاف: لكن الحكومة رضخت للحوار وستفسر الساعات القادمة بشيء جديد. وأفاد المصدر أن رئيس هيئة الأركان المقال توجه بعد إعفائه إلى ولاية البحيرات لكي يصل إلى شمال بحر الغزال وبرفقته ضباط كبار وجنود من الجيش الشعبي الحكومي وبسيارات الدفع الرباعي وأسلحة ثقيلة وأن القوات الحكومية دفعت بتعزيزات عسكرية لمنع وصول ملونق إلى شمال بحر الغزال مسقط رأسه. وأضاف: كادت تقع مواجهات عسكرية بين الجيش الشعبي الذي يشهد ثاني انقسام له بعد تمرد نائب الرئيس السابق رياك مشار نهاية العام 2013 لولا تدخل قيادات قبلية وسياسية وربما دولية لوقف هذا التدهور، وقال: هذا أول انقسام للجيش يطول المليشيات التي تنتمي إلى لـ(دينكا أويل)، وترى مصادر في جوبا أن قرار إقالة ملونق لوجود توترات بينه وبين رئيس جهاز الأمن الداخلي اكول كول كوور لأن لديهما طموحات في خلافة الرئيس سلفا كير، فضلاً عن أن ملونق أصبحت له ميليشيا خاصة به متهمة بارتكاب فظائع وسط المدنيين. من جهته استبعد القيادي بالمعارضة المسلحة مناوا بيتر جاتكوث أن يقود ملونق تمرداً ضد سلفا كير ميارديت، وقال: لأنه لن يجد الوضع المميز الذي وجده داخل هذا النظام الديكتاتوري ولكنه سيعمل على ابتزاز كير ويرفع من سقف مطالبه، مشيراً إلى أن المعلومات المتوفرة لحركته أن هناك محادثات حثيثة مع قائد الجيش المقال لإقناعه بالعودة إلى جوبا، وقال: قرار إقالة ملونق من رئاسة أركان الجيش لم يكن مفاجئاً للمعارضة، لكننا نخشى من أن يعجل ذلك من حالة الانقسام الإثني الحاد داخل الدينكا وهذا ما سيشجع من إحداث فوضى عارمة وانفلات أمني في البلاد. وقال بيتر إن الوقت لا يساعد في إحداث انقلاب عسكري أو تعيين رئيس جديد بدلا من الرئيس سلفا كير ميارديت ومن قبل قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير، بيد أنه أكد وجود صراع تيارات دخل السلطة بين مجموعات الدينكا، وقال: هذه الصراعات لا علاقة لها بتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والتحول الديمقراطي في البلاد، وكشف عن أن حركته تدرس إمكانية وقف إطلاق النار لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.
من هو الجنرال الجديد؟
يعتبر رئيس أركان الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان الجديد الفريق أول جيمس اجونقوا ماوت أحد قيادات الجيش حيث عمل قبل تعيينه نائب رئيس هيئة أركان لشؤون الإدارة. وفي السابق كان المسؤول الأمني الطرف الحكومي باتفاقية اديس ابابا عام 2015م مع حركة رياك مشار، كما عمل نائباً وكيل وزارة الخارجية بشير بندي آنذاك، وينحدر جيمس من ولاية شمال بحر الغزال منطقة اويل لكن من قبيلة جورشل (اللوه)، وفي السابق انضم الي حركة انانيا 1 سبعينيات القرن الماضي وعمل قائد بالحركات السرية اي (الخلايا النائمة) ضد الخرطوم آنذاك حيث رفض نقل القوات أنانيا فرقة قوات بحر الغزال الكبرى الى دنقلا بالولاية الشمالية لتنفيذ اتفاقية (نميري مع جوزيف لاقو) في ذلك الوقت، وعمل بالاستخبارات العسكرية السودانية برتبة نقيب ومنها تمرد مع أبناء منطقة قوقوريال العسكرية وانضموا الى جون قرنق إثر مقتل مئات من زملائه وأقربائه في دار الشرطة في مدينة (واو) إبان فترة إمام الأنصار الصادق المهدي، ورد على ذلك قام رئيس الأركان الجديد باعتقال التجار الشمالين وأسرهم في بحرالغزال وقام بإعدامهم حيث فاق عددهم في ذلك الوقت (1750) بحسب الروايات، كما شارك في حرب جبال النوبة كما قام بفتح فرع للحركة الشعبية بدارفور بقيادة بولاد، وشارك إبان الفترة الانتقالية وقبلها في معارك عدة ضد الخرطوم منها معركة (أبيي) واحتلال (هجليج) في العام 2012م،ويعتبر من أكثر المقربين من (سلفا كير) ويأتي تعيينه بعد المجازر التي ارتكبت ضد قبيلته في مدينة (واو) الشهر الماضي بواسطة مليشيات (مثيانق انيور) التي يقودها فول ملونق، لكن الاثنان أسسا نفس المليشيا التي اعتدت لاحقاً على أفراد قبيلة جيمس وتقدر تلك المليشيات بـ(250) الف مقاتل.

الانتباهة