الصادق الرزيقي

هل تُحسم اليوم ..؟

من المنتظر أن يُزاح مساء اليوم الستار ليكشف ما على المسرح السياسي المضطرم من حكومة مرتقبة ظلت تتأرجح بها التصاريف لأسابيع طويلة ، ويتوقع أن يعقد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني اجتماعه مساء اليوم الاثنين ،

ليكون خاتمة الأشواط ونهاية حالة الحيرة التي ضربت بأطنابها بسبب عدم إعلان حكومة الوفاق الوطني الأسبوع الماضي ، وليُسدل ستوراً على التكهنات والتخمينات والترشيحات التي ملأت الصحف ووسائل وشبكات التواصل الاجتماعي حتي أذنيها وفاضت وربما باضت وأفرخت ..!
> وحسب المعلومات التي تسربت فإن المؤتمر الوطني سيقدم مهراً ليس بالقليل في سبيل إنجاح الحوار الوطني وإرضاء شركائه في الحوار. فبما أنه الحزب الذي يمتلك مشروعية وشرعية انتخابية لا تلزمه شيئاً، فإنه سيتنازل عن وزارات مهمة ويخليها لأحزاب في الساحة ، فالمؤكد أن عدد الوزارات التي سيتنازل منها قد تصل الى ست او ثماني وزارات ، وسيخلي مواقع عشر وزراء دولة في الحكومة المقبلة والتي لن تزيد الوزارات فيها عن واحد وثلاثين وزارة اتحادية .
> صحيح أن عدد الأحزاب والحركات كبير وستتداعى أيادي الأكلة الى قصعة السلطة، لتتشكل أكثر حكومة ذات قاعدة عريضة في تاريخ السودان ، لكن المهم هنا أن الحزب صاحب الأغلبية سيحافظ على أغلبيته الطفيفة ، فقد كانت لديه إحدى وعشرين وزارة قد تكون خمسة عشر او أقل قليلاً ليتساوى في العدد مع شركائه وحلفائه ، ويمثل هذا الواقع السياسي الجديد تطوراً كبيراً يحدد ملامح الحكم والسياسة في البلاد خلال المرحلة الراهنة والمستقبل ، ولن تكون الحياة العامة خاصة السياسية بعد اليوم كما كانت .
> لكن السؤال المهم ..هل ستعي الأحزاب والكيانات والتنظيمات السياسية والقوى الاجتماعية كل دروس الحوار الوطني وتعمل على تعميق وتجذير ما نتج عنه من مفاهيم وتوافقات وروح جديدة..؟ وهل سيتأسس عقد اجتماعي وسياسي فريد يحفظ للسودان تماسكه وعافيته ووحدته ووجوده ..؟
> من الطبيعي أن يكون في بداية الطريق التوافقي شد وجذب وعقبات وعقابيل ، لكن العبقرية السياسية السودانية ستظهر وتتجلى اذا استطاعت أحزابنا ومن خلفها قيادة الدولة ، تجاوز هذه المرحلة وصناعة الأفق الجديد للعمل السياسي و لم شعث الأحزاب وحفزها للتراص في ساحة العمل الوطني دون إبطاء..
> من الواضح فعلاً ، أن العلاقات الأفقية والرأسية للقوى السياسية سيطرأ عليها تغيير إيجابي وستزول الكثير من الفوارق والفواصل وتتقارب الأحزاب أكثر وهي تحمل هم حكومة واحدة، ويتطلع الجميع الى نجاح هذه التجربة الحديدة والفريدة في تاريخ البلاد .
> اذا استطاعت قوى الحوار الوطني وأحزابه تقديم تجربة متميزة ومتجانسة صفرية المشاكل في الحكومة القادمة ، فإن ذلك سيغري الآخرين في صفوف المعارضة بالاقتراب أكثر والاندماج في الهم الوطني ومراجعة مواقفهم الممانعة والرافضة للانضمام للحوار ، فكل شيء بات في يد الحكومة والسيد رئيس مجلس الوزراء القومي الذي بحنكته وخبرته يمكن أن يقود الجهاز التنفيذي ويدلق على ساحتنا السياسية روح توافقية تجمع الصف وتؤسس لدولة مؤسسات قوية وراسخة.

الصادق الرزيقي
صحيفة الانتباهة