بهذا نوقف نزيف الأفراح
لا أدري من الذي قال إن إطلاق النار تعبير عن الفرح، ولا أعرف من أين جاءت هذه العادة التي أحالت الكثير من الأفراح إلى مآسٍ ومآتم قاسية، حتى نحمله وزر كل ضحايا الطلق الناري في الأفراح.
كم من دماء سالت من صدر عريس مخضب بالحناء وتحولت ذات صيوانات فرحه إلى سرادق عويل ونحيب، وكم من دماء بريئة لا علاقة لها حتى بالمناسبة اريقت بسوء استخدام السلاح الناري، إذ تحتفظ السجلات بالكثير من البلاغات التي راح ضحيتها اطفال ونساء ورجال وشباب وهم نيام في ديارهم، لتنحرف تلك الطلقات الطائشة عن مسارها وتستقر في اجسادهم بلا ذنب، وآخرها ذاك الطفل الوديع الذي لم تكتمل فرحته حتى بنتيجته الباهرة في امتحانات الأساس، بالمناسبة معظم الضحايا قتلوا برصاص أقرب الأقربين لهم.
تصاديق الحفلات تأمر كشرط اساسي وبشكل قطعي بعدم اطلاق النار حفاظاً على هذا المبدأ، واللوائح النظامية في كل القوات تحدد شروطاً دقيقة لاستخدام السلاح الناري ليس من بينها إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات المختلفة، بالتالي فهذا السلوك (محرم) بالقانون.
وإذا رجعنا الى حيثيات هذه الحوادث فإن غالبيتها وللأسف الشديد تخرج من فوهة أسلحة النظاميين، وهو ما يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر و (خطوات تنظيم)، فالقانون عندما يخترق من حراس القانون فإن الطامة كبرى والمصيبة عظيمة، فالظاهرة تنتشر بصورة كبيرة، وحتى يتوقف هذا النزيف الدموي فإني اقترح الآتي:
الظاهرة تشير الى عدة جوانب أولها (عدم الانضباط)، وثانيها عدم (التدريب) وثالثها (مخالفة التعليمات) ورابعها (الجهل)، وهي صفات يجب ألا تدمغ بالنظاميين، فإن كانت هذه صفاتهم فإنه يتوجب اعادة النظر في طريقة اختيار منسوبي الاجهزة النظامية، وان تتولى المؤسسات العسكرية من قوات مسلحة وأمن وشرطة مسألة التحقيق والمحاسبة لمنسوبيها حال صدور مثل هذه التصرفات وان لم تقع كارثة، اعتقد بهذا الاجراء وتجديد تعميم المنع ستنتهي الظاهرة نهائياً وسط النظاميين.
أما بالنسبة للمدنيين الذين يطلقون النار تعبيراً عن الفرح في مناسباتهم العامة فإنه يتوجب حال اطلاق اية طلقة وان لم تسبب كارثة، سحب الترخيص واتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفاعل وان كان والد (العريس).
أفق قبل الأخير
الظاهرة بشكلها الحالي تعتبر اضطراباً نفسياً يحتاج إلى العلاج، وقبل ذلك إلى قرارات صارمة وملزمة.
أفق أخير
التلميذ المتفوق لم يفجع أسرته لوحدها بل كل السودان، ونسأل الله أن يكون آخر الضحايا.
الانتباهة