الصناديق اختارت الفريق والصيدلي يتمسك بـ(قشة غريق)
الإتحاد الجديد.. بين (قوة الجمعية العمومية وأزمة الشرعية الدولية)
تعيش الكرة السودانية حالة بين الشد والجذب هذه الأيام على خلفية مخرجات الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد السوداني لكرة القدم التي انعقدت مساء أمس الأول ، وانتخبت الفريق عبدالرحمن سرالختم رئيساً للاتحاد، في غياب مجموعة التطوير التي يقودها الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد السابق الذي رفض انعقاد الجمعية مستنداً على الخطاب الذي أرسله الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي منح فيه الاتحاد مهلة حتى 30 أكتوبر المقبل، لانعقاد الجمعية العمومية، بعد تعديل النظام الأساسي، بل ذهب الاتحاد إلى أبعد من ذلك ورفض انعقاد الجمعية بمباني أكاديمية تقانة كرة القدم، وأغلق أبواب الأكاديمية ومنع الدخول، وشهدت باحة الأكاديمية اشتباكات بين مساعد رئيس الاتحاد محمد سيد أحمد سر الختم، ومساعد سكرتير اتحاد الدويم ياسر بشارة مع آخرين استدعت تدخل الشرطة، ولم تجد اللجنة المشرفة على الانتخابات التي يقودها مولانا سيد أحمد، خياراً غير نقلها إلى قاعة إستاد الخرطوم للمؤتمرات.
اكتمال النصاب
ورفض الاتحاد لم يمنع من قيام الجمعية التي اكتمل نصابها بحضور 48 عضواً من أصل 72 يحق لهم التصويت لاختيار المجلس الجديد، ولم يؤثر غياب مجموعة التطوير عن المشهد على العملية الانتخابية التي جرت في أجواء مثالية ومنحت مجموعة النهضة والإصلاح حق قيادة الاتحاد لأربع سنوات قادمة، وفق النظام الأساسي الذي تم تعديله وأجازته في الجمعية العمومية الطارئة التي عقدت في الخامس من أبريل الماضي.
علم الغيب
واعتبر المراقبون أن الوضع الراهن للاتحاد الجديد أصبح في رحم الغيب وفي يد الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي بيده منح الاتحاد الجديد الشرعية أو إعادة معتصم جعفر ومجموعته من جديد لقيادة الاتحاد إلى حين انعقاد الجمعية العمومية قبل 30 أكتوبر المقبل، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يكون الاتحاد القديم قد خاطب الفيفا أمس، لوضعها في الصورة بعد إصرار لجنة الانتخابات على قيامها في الموعد المحدد مسبقاً (30 أبريل)، بالرغم من خطاب تأجليها لوقت لاحق.
إجراءات سليمة
من جانبه أكد مولانا عبدالعزيز سيد أحمد رئيس لجنة الانتخابات بالإنابة والذي تولى مهمة رئيس اللجنة بعد انسحاب أحمد أبوالقاسم رئيس اللجنة، أكد أن الإجراءات التي قامت بها لجنته سليمة 100% بناءً على المادة (1) من قانون الإجراءات، وأن الاتحاد ليس من حقه حل اللجنة لأنه لم يخترها، إنما انتخبتها الجمعية العمومية وهي صاحبة الحق الأصيل في قيام الجمعية العمومية من عدمها.
وفي ذات السياق يرى المراقبون أن شبح تدخل الفيفا سيظل يطارد الكرة السودانية في حال انفراد مجموعة معتصم جعفر بالمكاتبات والمراسلات خاصة بعد حادثة الانقلاب الأخيرة وطالبها بتأجيل الجمعية العمومية قبل انعقادها بيومين، في الوقت الذي أكد فيه الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد السوداني للعبة السابقة والخبير الكروي المعروف على مستوى العالم، اكد صحة وقانونية إجراءات الجمعية العمومية، وقال إن أساس الانتخابات في العمل الرياضي عموماً وكرة القدم خصوصاً، الممارسة الديمقراطية، وما حدث في عمومية الثلاثين من أبريل يمثل ديمقراطية شعبية حقيقية لعائلة كرة القدم في السودان، مشيراً إلى أن أهم ما يميز الجمعية العمومية عرضها على الهواء مباشرة ليشاهد الناس كيفية إدارة الجمعية، وطريقة التصويت، لافتاً إلى أن الفيفا تطالب بقيام الجمعية العمومية وتفرض التدخل الحكومي وما حدث هو انتخاب حر بشهادة الجميع.
الدكتور معتصم رئيس الاتحاد السوداني أعلن رفضه للعملية الانتخابية وقال إن اتحاد الكرة السوداني مؤسسة ديمقراطية عريقة تلتزم بأحكام نظامها الأساسي والنظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم وموجهاته وقراراته، وبالتالي فإنه قد قام بإلغاء إجراءات الجمعية العمومية التي كان مقرراً لها (30) من أبريل، وعليه فإن الاتحاد لا يعترف إطلاقاً بالإجراءات الأخيرة التي تمت يوم الأحد من قبل بعض أعضاء اللجنة الانتخابية لمخالفتها للنظام الأساسي لاتحاد كرة القدم السوداني وقرارات الاتحاد الدولي للعبة.
سيناريوهات
وما بين فوز الفريق عبدالرحمن برئاسة الاتحاد، ورفض معتصم جعفر الاعتراف بالانتخابات، تبقى هناك ثلاثة سيناريوهات لإنهاء القضية، على رأسها اعتراف الفيفا بالجمعية العمومية واعتماد مجلس الاتحاد الجديد أو إعادة اتحاد معتصم جعفر حتى 30 أكتوبر أو إرسال فريق لتقصي الحقائق ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.
تقرير: محمد الجزولي
صحيفة آخر لحظة