رأي ومقالات

عندما تخسر القاهرة الصحافة والصحافيين السودانيين، فإنها تخسر ضمير الشعب السوداني الحي

قبل أن يجف مداد ما كتب عن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للخرطوم، أو يتبدد صدى ما قاله وقيل له هنا، يقترف الجانب المصري جريرة وتصرفاً خطيراً في مواجهة السودانيين وخاصة الصحافيين منهم، باحتجاز الأخ الزميل الأستاذ الطاهر ساتي في مطار القاهرة،

ثم ترحيله بعد ساعات طويلة ومرهقة وتعرضه لضغط نفسي ومعنوي جراء ما مورس ضده من عسف واستفزاز، وقبل ذلك بأيام رفضت السفارة المصرية منح تأشيرة الدخول لعدد من الصحافيين السودانيين بحجة أن هناك قائمة سوداء تضم العديد من الكتاب والصحافيين السودانيين تصنفهم السلطات المصرية بأنهم أعداء لها يهددون أمنها القومي ويسيئون إلى صورتها.

لو كان الطاهر ساتي وهيثم عثمان وهما من هذه الصحيفة إرهابيين أو يقومان بأعمال تخالف القانون ويقومان بأعمال من شأنها تهديد أمن مصر، لما قال أحد شيئاً، كل جرمهما أنهما صحافيان لا يعرفان سوى القلم والحرف والكتابة وهي حرفتهما التي يحترفانها، فهل أن تكون صحافياً جريمة.. تقود إلى مثل هذه التصرفات غير المقبولة في مطار القاهرة أو عند أبواب القنصلية المصرية؟ لقد سئمنا الحديث الممجوج حول العلاقة الأزلية والأخوية الخاصة بين شطري وادي النيل، فلم نر سلوكاً يؤكد ذلك، تعودنا من سنوات طويلة على أنه كلما تأزمت العلاقة السياسية أو ظهرت بوادر سوء تفاهم بين القاهرة والخرطوم، تم تفريغ شحنة الغضب على الصحافيين السودانيين، فهذه ليست المرة الأولى التي توصد فيها مصر منافذها وبواباتها أمام صحافي سوداني، هو تعامل معتاد حدث عدة مرات وتكرر في عشرات الحالات، لكن كان يمضي كغيره من الاستفزازات ويتم تناسي ما حدث مع أول بادرة انفراج.

هذه المرة الفجيعة أكبر.. كان وزير الخارجية المصري في الخرطوم الأسبوع الماضي يملأ فمه بكلمات فخمة عن مستوى وعمق العلاقات بين البلدين، ويدعو مع وزير الخارجية البروفيسور غندور إلى ميثاق شرف إعلامي سوداني مصري، وتنشط بعض الجهات غير المعنية بأمر هذا الميثاق الذي سيكون فاشلاً لا محالة ولن يوقع عليه الصحافيون السودانيون بالطبع لأنه لا ينبع من قناعاتهم بأن الواقع الحالي يتساوى وحجم ووزن وطول وعرض هذه الأحلام الخائبة.

إن ما حدث للأخ الطاهر ساتي في مطار القاهرة ليلة السبت، ولبعض الصحافيين الذين حرموا من دخول مصر ومنعت عنهم تأشيرات الدخول، هو دليل واضح لا مراء فيه، على أن الجانب المصري يسعى للتصعيد واتلاف ما تبقى من العلاقة الجوارية او الأخوية التي مضغناها سنين عدداً وطرائق قدداً .. فمصر التي في الخاطر والقلب ليست هي مصر اليوم التي لا تبالي بصلات الرحم ولا بالجوانب الإنسانية، ولا تستطيع أن تفرق بين موقفين، موقف رسمي وآخر إنساني!!

كل الذي ارتكبه زميلنا الطاهر ساتي أنه كتب عن قضايا بلاده وحقوقها وسلامة أراضيها، وتناول في مقالاته التوسع الزراعي في مجال زراعة القمح والنخيل في الولاية الشمالية، وسخر قلمه للحديث عن حصص السودان من مياه النيل، ودافع بضراوة عن جزء عزيز من أرض السودان المحتلة من الجيش المصري في مثلث حلايب، لذلك عاقبوه هذا العقاب، وفرقوا بينه وبين زوجته وأبنائه، وكانوا ينتظرونه في القاهرة منذ أسابيع في رحلة علاج!!

عندما تخسر القاهرة الصحافة والصحافيين السودانيين، فإنها تخسر ضمير الشعب السوداني الحي، ولن تفيدها هذه الأساليب البالية التي تجاوزها الزمن، فملاحقة الصحافيين وإبعادهم قسراً والتعرض لهم وانتهاك حقوقهم في العبور والسفر ستجني ثماره المرة لا محالة.

إذا كانت السياسة وتقديراتها غائبة عن القرار المصري في الفترة الأخيرة، فإنها ستزداد سوءاً وقتامةً في التعامل مع السودان والسودانيين بهذه الكيفية المهينة التي لا تطاق ولن يصبر عليها كل قلم حر.

الصادق الرزيقي
رئيس تحرير الانتباهة

‫8 تعليقات

  1. الدفاع عن المصالح الوطنيه وحريه اتخاذ القرار بعيدا عن تدخلات اخرين وعن اقامه نهضه زراعيه حديثه في السودان والقسمه العادله لمياه النيل وعن ازاله الاحتلال العسكري عن حلايب وشلاتين هي اكبر مسببات الخلاف !!!والقاء نظره متأنيه لاسباب التوتر نجد ان الدوله المصريه هي
    المعتديه و(المكوشه)علي النصيب الاكبر للموارد الطبيعبه المشتركه لدول حوض النيل, هي( المانعه) لانتفاع شعوب الحوض للموارد باستنباط الطاقه ووضع اسس لنهضه زراعيه هي(المعتديه) علي ارض دول الجوار
    هي (المتدخله) بغير حق في شئون دول الحوض الداخليه هي (الطامعه) بغير مقومات لوضع الاخرين تحت نفوذها ووصايتها واخير وليس هي (المسكته المنكره) للاخرين للدفاع عن حقوقهم حتي ولو بالكلمه وتحاول بغباء وسماجه معاقبه المارقين.
    هذا هو الوضع الغريب والشاذ لعلاقه الدولتين الان..وكثير مما قيل في المؤتمرات الصحفيه واللقائات الوزاريه عن عمق العلاقات الاخويه والروابط الازليه لاتعدوا ان تكون (كلمه حق اريد بها باطل) لكن اختلاف وتعارض تطلعات الدوله المسريه الناتجه عن الرواسب التاريخيه الخاطئه وسقوط السلطه تحت قوي قمعيه متسلطه تعمل لاجندات غير مفهومه هو سبب الازمه !!!لكن الشعوب بطلائعها من المثقفين ورجال الصحافه والاعلام في المقدمه كفيل بتعديل الخلل ووضع لاسس العادله والثابته للعلاقه في الاطار الصحيح .
    نحن دائما نتفائل بالخير كما علمنا الحبيب الشفيع ونامل تن تكون هذه الازمه وقفه للغربله وكشف زيف المندسبن والضعفاء بالوسط الاعلامي
    من الشرفاء والمجاهدين وتدريب الكوادر الشابه والتاكيد علي الثوابت
    الوطنيه والاهداف القوميه و الدفاع عن حق الشعب والدوله في استغلال مواردنا الطبيعيه لانشاء نهضه زراعيه صناعيه متكامله..

  2. دعونا من مصر و دعونا نكسب الوقت في شي مفيد فمصر تعني الخراب
    لقد انكشفت عورات مصر تماما و ظهر حقدها و حسدها و تآمرها على
    السودان و أبناء الشعب السوداني مصر لا تجلب لنا الا الخراب و الدمار
    أرجو و أتمنى من الشعب السودان مواصلة مقاطعة كل ما هو مصري
    بلا استثناء و لنمسح من ذاكرتنا مصر تماما كأن لم تكن هناك مصر ،،،

  3. هل حرم الطاهر ساتى من دخول الجنة يا هؤلاء وأعيد إلى جهنم؟ بل العكس الطاهر ساتى دون وعى منه خرج من الجنة ليذهب إلى جهنم بقدميه، هل يريد الطاهر ساتى أن يأكل من منتجات الصرف الصحى؟ ام يريد أن يعود إلينا وهو حامل لداء الكبد الوبائي؟ آلمتنى فى المقال عبارة (حرم من دخول مصر) وكأن مصر شئ عزيز ،لا والف لا. لا عزة للمحتل الباغى ،يجب علينا ان لا ندنس ارجلنا بوطئها تراب مصر، فان انكسرت لهم حكومتنا ،فنحن الصمود حتى عودة حلايب وحلفا الى حضن الوطن حلايب ستعود بالسلاح اما حلفا ستعود عبر سد النهضة وغدا لناظره قريب.

  4. يا زول
    كلامك ضحيح
    لماذا تذهب شمالا
    مصر زحمة 100 مليون
    غير ماذكرت من أمراض
    واويئة وملوثات صناعية وزراعية
    رجاء
    نحن كمصريين نشجع حملاتكم
    ليس كرها لمصر
    ولكن …..
    طرد الاستثمارات المصرية
    سيعود علينا بالخير
    يجب أن يدافع السودان عن كرامته …ولا يتركها مباحة كحلايب وشلاتين

  5. واد نبق
    مع احترامي لك..ولكن انت تبحث عن من تحمله وزرك ولا تنظر إلى تقصيرك وعيوبك ووجدت مصر هي السبب مع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. .
    هل مصر سبب انهيار الزراعة في السوداني. .ستقول نعم. .
    ولكن هل مصر مسؤولة أن توفر بذور جيدة واصناف مناسبة ومعاملات زراعية واسمدة ومبيدات حتى تزيد الإنتاجية في وحدة المساحة المزروعة
    واستخدام الميكنة وطرق الري. .إنتاجية الأرض في السودان منهارة وليس مصر السبب
    ثروتك الحيوانية ..كتربية حديثة وتصنيع منتجاتها
    هل مصر سبب حسن استثمارها
    موضوع المياه وخوض النيل فمصر في فقر مائي
    برغم باقي دول الحوض لديها وفرة مائية إلا مصر فالسودان متوسط امطاره 400 مليار سنويا انهار موسمية مياه جوفية متجددة
    بالإضافة لحصتة 18 مليار من نهر النيل
    كم كفأة استخدام المياه في السودان ..لا تصل الى 10 في المائة و 90.في المائة لا يستثمر
    بينما كفأة المياه في مصر أكثر من 75 في المائة وما يذهب للبحر فهو غير صالح بعد استخدامة مرات عديدة في الزراعة والصناعة
    ووصفك للسلطة في مصر….فهو لا يتفق مع ما تدعو إليه بل تدخل في شأن داخلي
    ومن حق كل دولة إبعاد شخص غير مرغوب فيه
    وهو حق لمصر كما أنه حق للسودان.
    وليس هذا محاربة وتكميم أفواه. ..ولا .. ولكن حق للدولة أي دولة

  6. واد نبق
    مع احترامي لك..ولكن انت تبحث عن من تحمله وزرك ولا تنظر إلى تقصيرك وعيوبك ووجدت مصر هي السبب مع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. .
    هل مصر سبب انهيار الزراعة في السوداني. .ستقول نعم. .
    ولكن هل مصر مسؤولة أن توفر بذور جيدة واصناف مناسبة ومعاملات زراعية واسمدة ومبيدات حتى تزيد الإنتاجية في وحدة المساحة المزروعة
    واستخدام الميكنة وطرق الري. .إنتاجية الأرض في السودان منهارة وليس مصر السبب
    ثروتك الحيوانية ..كتربية حديثة وتصنيع منتجاتها
    هل مصر سبب حسن استثمارها
    موضوع المياه وخوض النيل فمصر في فقر مائي
    برغم باقي دول الحوض لديها وفرة مائية إلا مصر فالسودان متوسط امطاره 400 مليار سنويا انهار موسمية مياه جوفية متجددة
    بالإضافة لحصتة 18 مليار من نهر النيل
    كم كفأة استخدام المياه في السودان ..لا تصل الى 10 في المائة و 90.في المائة لا يستثمر
    بينما كفأة المياه في مصر أكثر من 75 في المائة وما يذهب للبحر فهو غير صالح بعد استخدامة مرات عديدة في الزراعة والصناعة
    ووصفك للسلطة في مصر….فهو لا يتفق مع ما تدعو إليه بل تدخل في شأن داخلي
    ومن حق كل دولة إبعاد شخص غير مرغوب فيه
    وهو حق لمصر كما أنه حق للسودان.
    وليس هذا محاربة وتكميم أفواه. ..ولا .. ولكن حق للدولة أي دولة
    وخلافات الحدود في حلايب كالفشقة ومثلث ايمي وهجليج وتيران وصنافير

  7. الاستاذ الاسيوطي السلام عليكم ورحمه الله
    الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه !!! وبموجب هذه الحكمه اتناقش.
    اولا:تناقض المصالح ببن الدول وارد لكن الافضل منه التعاون والتكامل
    لاستغلال الموا د المشتركه وقسمتها العادله,ولذلك كنت قبل عده سنوات
    وقبل 2011 ادعوا دول الحوض الثلاث للمساهمه في تمويل وبناء واداره
    وتشعبل وحمايه سد النهضه لانه ببساطه يعطي لكل دولها حقها … تُنتج
    الكهربا بسريان حصص المياه المتفق عليها باتفاقيه 59 من تحت السد رغم عدم اعتراف اثيوبيا بها والا لاانتاج كهرباء الا بجريان ماء!!وتزرع سهول السودان بتدفق المباه واستنباط الطاقه طوال العام. ولكن التفكير الاحادي للدوله المصريه وضجه سفاه الاعلام القت بظلال سالبه ومخاوف غير مبرره في توقيتها اوقفت تفضيل التعاون .
    والحديث عن الحق التاريخي في المياه لايخرج عن كونه منحه استعماريه لتسهيلات قدمتها دوله محتله لقوي استعماريه قبل 200سنه خصما من حقوق دول مجاوره !! ولقد حان الان استردادها بتفعيل المشاركه العادله.
    نحن لانبرر تقصيرنا بتعليق الاخطاء علي شماعه الاخرين ونعمل بماجاء في الكتاب والسنه بتغير مافي نفوسنا من تواكل ولكن منع الاستفاده من العرفه الانسانيه التي طورت العلوم والتكنلوجيا والمكننه الزراعيه وانتاج السماد والري الحديث الخ…هو سبب عدم الاستفاده السودان من مواره الزراعيه بشقيها النباتي والحيواني بصوره سريعه,والمقاطعه الاقتصاديه والماليه اللتان ساعدت الدوله المسريه في مساعده الاخرين بتنفيذهما ضد الشعب السوداني مقابل اجر زهيد هما السبب في تاخر السودان,,,والا فالسودان يورع حوالي خمسون مليون فدان بانتاجيه متدنه بسبب عدم استعمال المكننه. . كل هذا من حديث الماضي للمعرفه وايجاد حلول.. الان تغيرت وتبدلت التحالفات السياييه لكننا لازلنا نفكر بالطريقه الملتويه القدبمه التي تهدم وتدمر الاخرين والنفس علي سواء!! ومن حسن الحظ ان بعض الفئات الواعيه في القطرين
    تتابع المتغيرات وتترك الباب مفتوحا للتعاون والتكامل العادل الذي اذا لم
    ناخذ به قد يفقدنا عداله الاقتسام وحتي القله التي نستنكف عن قبولها الان قد لاتكون متاحه غدا بالتدويل لقضيه المياه تمهيدا لبيعها لمن يستطيع ان يدفع اكثر !!! ثم لماذا لانفكر في تعاون لزياده موارد المياه ب L
    *تحديث اساليب الري.
    *تحله مياه البحر.. واستخراج المياه الجوفيه… وتنقيه مياه الصرف.
    *تعميق علاقه التعاون بدول البحيرات واعاده حفر قناه جونقلي .
    *التعاون في تمويل وتحديث زراع سهول السودان الخصبه لانتاج الغذاء.
    *التعاون في التوسع في زراعه القمح بالحوض النوبي بتمويل المكننه
    ومراكز ابحاث لتحسين البذور .
    وغيرها من اساليب التعاون للبناء والنماء لتوفير الغذاء بدلا عن المناكفات وتكسيرالمجاديف واتهامات جوفاء لارهاب مزعوم عفي عنه الزمن وتم تجاوزه واهدار الموارد الذاتيه في الهدم والتقتيل والاعتقال والحبس مقابل فتات !! من يحكم عليه ان بعدل في الداخل ويطلب تعاون الاشقاء ودول الجوار المعقول والا لن يستطبع البقاء وسيذهب لامحاله اجلا اوعاجلا .. ولك تحباتي ..ودنبق.