مصر تنافس السودان
أى إصلاح لا يصل إلى الناس كأنه لم يكن، من يذهب لشراء أية سلعة سواء اشتراها مضطرا أو لم يقدر على شرائها لن تقنعه بجدوى المشروعات الكبرى، والتحمل من أجل كسر المؤامرة على مصر، فأطفاله وزوجته لن يقبلوا بتبريرات من نوعية شد الحزام وربط البطون انتظارا لعوائد ملحمة المشروعات الكبرى، فالحب بدون خبز يؤدى إلى الموت حتما فى الواقع بعيدا عن الروايات، حتى لو تم استعارة كل أشعار العرب فى الغزل، وجميع الألحان الوطنية، فمن غير المناسب التباهى بتراجع التضخم نصف فى المائة وتناسى انه قد وصل إلى 32.5%، الا اذا كان الغرض أن نشعر بقسوة ما يعيشه ابناء الدولة الشقيقة ابناء جنوب النيل «السودان»، فمن حسن الحظ أن آخر الارقام الواردة فى البلدين تقول إن معدل التضخم واحد.
السودان الذى أصبحنا مثله مع كامل الاحترام للإخوة هناك، عانى من حصار امريكى سنين طويلة وتداول العملة الاجنبية معه كان من المستحيلات، ولم يرفع الحصار الا من بضعة أشهر، وعملته الوطنية فى وضع أفضل من عملتنا امام الدولار، فيصل الدولار الأمريكى إلى 17جنيها، عندنا 19جنيها إبان رفع الحظر فى يناير الماضى.
كل خطط التنمية التى لا تهدف فى الاساس إلى تغيير حياة الناس لا تساوى حبر الورق المكتوبة به، فقد اتفق العقلاء من قديم الازل على ان تأمين الطعام مقدم على الحماية والامن، واساس عمل الحكومات والبنوك المركزية فى العالم، ليس ضبط العملة التى اصبحت حديث الصباح والمساء فى البيوت المصرية، بين خبير ومضارب وحاقد ومسئول، بل محاربة التضخم وضبط الاسعار، فالمركزى لا يطبع العملة التى نستورد بها الطعام، لكنه مسئول بالدرجة الأولى عن حماية المواطنين من لهيب الاسعار، من خلال التوفيق بين المالى والاقتصادى من خلال ادوات معروفة، فى مقدمتها اسعار الفائدة التى ارتفعت لأرقام قياسية عقب قرارات نوفمبر، ولكنها مع هذا الارتفاع تظل بالسالب، فصاحب المعاش والمدخر الصغير يخسر ويتحمل 10% حدا أدنى بين فائدة أموالهم والاسعار، وتجد من يتكلم عن رقابة حكومية على الاسعار يتكلم من «الباب العالى» سوف نضبط الرقابة ونفتح نوافذ للبيع وعربات تبيع السلع وتوفر فرص عمل وتحل المشكلة من خلال تدوين سعر السلع. «معالجة الاقتصاد عن طريق سيارات الخضار مازالت تحكم».
التضخم آفة الاقتصاد الأولى، وأى مستثمر لديه تكلفة تشغيل اصبح مضطرا لرفعها لمواجهة طلبات العمال وهى مشروعة، لكن اين المستثمر اصلا الذى يقترض ليبنى ويطور، فمعدلات توظيف اموال البنوك فى الاستثمار المباشر وتمويل الشركات، تؤكد اننا اخذنا قرارات نوفمبر التحريرية ولا نعرف ماذا نفعل بعدها، قانون الاستثمار مازال معلقا، السياحة معطلة، اموال البنوك تستثمر فى دفع رواتب موظفى الحكومة وادوات الدين والتصدير، وإن كان ارتفع بنحو 10% لكونه فرق عملة فى الغالب على خلفية قرار التعويم.
دورة الاستيراد الأولى بعد قرارات التحرير تمت، ولكن الاسعار مازالت تفوق قدرة السواد الأعظم من عموم المصريين، وإن كنا نفرح بتقارير ايجابية تتحدث عن الاقتصاد المصرى، لكن يجب الا نغفل عن تقارير اخرى، تؤكد خطورة استمرار أرقام التضخم وزيادة الاستدانة وتباطؤ الاستثمار.
بعد ثورة يناير كان هناك تفكير لإنشاء مجلس لمكافحة التضخم.. الفكرة ماتت مثل غيرها، لكن الواقع يؤكد أننا نحتاج إلى التزام من قبل الدولة بأن استقرار الاسعار الهدف الأول للسياسة النقدية على المدى الطويل، مع تعهد بتحقق هذا الهدف وعدم التبرير تحت شعار «تحملوا يا مصريين علشان لا نبقى سوريا والعراق».
مع مطلع الألفية الحالية وضعت عدة دول أهدافا للحد من التضخم تدور حول 2 % اختارت العديد من الدول معدلات مستهدفة فحددت المملكة المتحدة، أوروبا والنرويج معدلات بـ 5.2 % بينما اختارت دول اخرى مستوى يصل إلى 7% .. فهل نجد فى مصر من يعمل على محاربة ذلك الغول الذى بالمناسبة لا يقل خطرا عن الارهاب، والاخير جزء منه بسب الفقر والجهل.
استهداف التضخم هو حماية للمستقبل وليس ذلك بيد صانع السياسة النقدية فقط، بل مشروع نظام يبحث عن تأسيس دولة عرشها اهتز كثيرا فى السنوات الاخيرة.
حفظ الله مصر من العقول القاصرة.
محمد مكي
الشروق المصرية
محاولة خبيثة كالعادة لجعل السودان النموذج السيئ الذي يضرب به المثل . يعني عاوز يقول للمصريين بلغتم درجة من السوء حتي صرتم كالسودان . والله انا عاوز افهم حاجة .الناس ديل خاتننا في راسهم ليه ؟؟ انا اعتقد ان اسوأ ما حدث للسودان من موقعه الطقس السيئ . وجار السوء
بقيما مضرب مثل لكم …ها ؟
طيب نحن الحصار ، فماذا عنكم وأنتم تتمرغون في نعيم الغرب ؟
هؤلاء اخبث واحقر ملة علي وجه الارض يجب المقاطعة الشاملة مع المصريين
إذا كان سعر الدولار فى السودان وهو يعانى من الحصار الجائر 17 جنيه وعندكم وصل 20، هذا يعنى يالضرورة نحن أحسن منكم بالمعاير الإقتصادية للظروف التى يعانى منها السودان. ميزانية السودان منذ الإستقلال ميزانية حرب ورغم ذلك صمد السودان ونفذ مشاريع عملاقة اذهلت العالم ودوخت امريكا. فعلا لن ترضى عنا مصرائيل حتى نتبع ملتها ونكون تابع لها.. هذه طبيعة المصرين، الخيث والحسد فلايجب ان نتوقع منهم أن يعيرو طباعهم التى تجرى فى دمائهم الفاسدة..وصدق المثل ” عمرو ذنب الكلب ما يدعدلش”
الراجل ما غلط فى شى
يعنى يقول نحنا الامارات ولا شنو
أنا اعتقد ان الكاتب قد أشار للسودان بطريقه لا غبار عليها ويمكن أن نعتبرها درجه فى سلم احترام الغير أو مرحله نتجت من الضغط الشعبى السودانى المراقب لكلما يصدر من مصر عن السودان .
نحن المستقبل امامنا .. رقعة زراعية شاسعة 200 مليون فدان ومياه وفيرة ورؤوس اموال تبحث عن النماء في ارض الفرص وانتم لا شيء امامكم غير العطش والجوع والكبد الوبائي.
حتى في للاويم وعجزكم تحشرون السودان .. السودان يا عزيز رغم الحصار الذي ضرب عليه ظل يكابد ويعاني واستخرج النفط رصف الشوارع اقفام السدود والمصافي وهذا ما جعل المواطن يصبر ويشارك في الالم مع الحكومة لكن المواطن المصري يا عيني كماتقولون على ماذا يصبر او يتحمل ضور الجوع والالم لاجل اضحوكة قناة السويس التي فشلت فشلا ذريعا
ام على مسروع العاصمة الجديدة الذي انسحبت عنه الشركات ..
يا اخي امشي قارن بلاويكم بعيد عننا
وبعدين النيلين دي اصبحت بوق مصري ولا شنو ؟ حتي تنقل لينا كل ما يقال في صحفهم بالحرف ؟
سبحان الله العظيم ايه دخل السودان في مقالك ياهذا ؟؟؟!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ياجيران السوء
الحاقدون الحاسدون