الكهرباء جات
نرفع القبعة تحية لذلك العبقري الذي اخترع فكرة (الفصل بين الشركات).. والتي عانيت منها لفترة مع النفايات.. فقد كنت أجادل ذلك الشاب الذي يطرق باب منزلي لتحصيل المبالغ المالية مقابل خدمة جمع النفايات.. كنت أقول له محتجة (يا ولدي العربية بتزورنا من العيد للعيد.. ومرات بنغني ليها العيد الجاب الناس لينا ما جابك).. كان ذلك الشاب يرد علي بهدوء وطول بال غريبين (يا أستاذة نحن شركات تحصيل.. البتنقل النفايات جهة تانية).. وطيب لو عايزة أشتكي.. أقبل وين وأحكي الوجعة ؟؟؟
المهم أنني اكتشفت إن الأمر ذو شجون.. وأنو ناس النفايات (ما براهم).. القصة عامة.. وأي مرفق خدمات تدفع القروش في جهة.. لكن المنفذ جهة أخرى وهكذا يتفرق دمك يا مواطن بين قبائل الشركات.. ويا قلبي لا تحزن.. القصة وما فيها.. لو أردت ادخال الكهرباء الى منزلك.. يتوجب عليك الذهاب للشركة لتقديم الطلب ودفع الرسوم كاملة.. وربما احتجت الى (كم عمود) وطبلون.. وكيبل.. وايه مش عارف ايه.. المهم تدفع كل الرسوم.. ويخرج لك أمر تنفيذ.. تجلس في الانتظار.. وعندما يطول ذلك.. تذهب اليهم (وين يا جماعة.. كملنا الاجراءات.. والكهرباء ما جات).. فيرد عليك أحدهم بابتسامة عريضة.. (التنفيذ ما تبعنا.. في شركات مساندة بتنفذ).. وطيب.. (إن قلنا نشكي.. وين نشكي ليك.. وين نلقى دنيا تجمعنا بيك).
تذهب للشركة المساندة.. تساسق في الدريب بين المكاتب.. ومن ثم تظهر بارقة أمل.. يبدأ الحفر.. وترى بضعة عمال يرفعون الأعمدة.. ويشدون الاسلاك الكهربائية بهمة.. تحس بأن الأمل يجتاحك.. وتردد في نفسك (ما بعيد الدنيا تبسم لينا من اول جديد).. ترى الكون بفسجياً.. ووردياً.. وأي حاجة كدا.. ومن ثم يسود الصمت مرة أخرى.. تسوقك قدماك مرة أخرى للشركة المساندة (وين يا جماعة.. ليه وقفتوا شغل؟؟ بعد الأعمدة وقفت والأسلاك إتركبت).. يرد عليك أحدهم بابتسامة عريضة (نحن حدنا معاك لي هنا.. الشغل الباقي تبع جهة أخرى).. وتتكرر (حجوة أم ضبيبينة).. (وتدخل بي حمد وتخرج بي خوجلي).. ومن ثم يأتي وقت تتذكر فيه الذي مضى.. زمن العداد البقروهو داك.. والأسلاك المشدودة سلفاً.. ولكن الصوت الداخلي لسعدية النكدية يقول لك (قول للزمان أرجع يا زمان).
موضوع الفصل بين الشركات.. ذكرني الطرفة التي تم تداولها بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي.. ذهب أحدهم لمتجر من عدة طوابق.. سأل في الطابق الأرضي (عندكم لحوم؟).. الرد (ضأن ولا عجالي ولا فراخ).. (فراخ).. (أطلع الطابق الأول ).. صعد صديقنا.. ليطلب فراخ.. كان الرد (حي ولا مذبوح).. (مذبوح ).. (أطلع الطابق التاني ).. صعد ليطلب فراخ مذبوح..الرد (كامل ولا مقطع أجزاء).. (كامل ).. (أطلع الطابق التالت).. صعد ليطلب فراخ مذبوح كامل.. كان الرد (والله أصلاً نحن ما بنبيع فراخ.. لكن في ذمتك.. رايك شنو في النظام عندنا).. قياساً على ذلك.. ..يا ناس الكهرباء (النظام.. ما.. عندكم وكدا).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة
