لن تصدق مفعول الموسيقى في المطاعم!
إذا وجدت نفسك تنفق مزيداً من المال لشراء رقائق البطاطا في المرة القادمة في أحد مطاعم الوجبات السريعة أو غيرها، فمن المؤكد أن السبب هو الموسيقى التي تستمع إليها في المطعم.
إذ تقوم سلاسل المطاعم الرئيسية، بما في ذلك مطاعم الوجبات السريعة، بتركيب أنظمة صوتية مصممة خصيصاً لتجعل الزبائن ينفقون ما يربو على 10% زيادة، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويقوم هذا النظام، المسمى “ساوند تراك يور براند”، بعزف الموسيقى التي تعكس قيم العلامة التجارية، مما يثير لدى العملاء مجموعة من المشاعر الإيجابية ويزيد من رضاهم.
وقد أجرى باحثون من “إتش يو آي ريسيرشيز”، وهي شركة استشارية تقوم بالأبحاث في ستوكهولم، أكبر دراسة أكاديمية من نوعها عن الخلفية الموسيقية لتصميم النظام الجديد.
أكبر دراسة ميدانية
وقال بروفيسور سفين أولوف دونفيلدت، الذي قاد الدراسة: “إن هذه بلا شك أكبر دراسة ميدانية عن تأثير الموسيقى في المطاعم حتى الآن، ولقد قمنا بتحليل مجموعة هائلة من البيانات.
وأضاف: “وعندما يتم ذلك بطريقة سليمة، فإن للموسيقى تأثير إيجابي كبير على المبيعات، التي تنبع إلى حد كبير من شراء رواد المطعم لمزيد من العناصر مثل الحلويات والطلبات الإضافية.. قم بتشغيل الموسيقى غير المناسبة، وسوف تجد أنك تنفر نفس العميل وتصبح مبيعاتك أقل بكثير”.
وبينما تقوم معظم المطاعم بتشغيل الموسيقى في محاولة لتشكيل تجربة عملائها، إلا أنهم يختارون أغانيهم عرضا دون إعمال الكثير من التفكير.
عائد هائل للمطاعم
ولكن الباحثين يعتقدون أن الموسيقى الصحيحة يمكن أن يكون لها عائد هائل للمطاعم. على مدى 5 أشهر، وعبر 16 من مطاعم ماكدونالدز في السويد، قام الباحثون بتحليل مجموعة تقرب من مليونين من المعاملات الفريدة من نوعها.
وقام الباحثون بوضع مقارنة بين التأثير على المبيعات بفعل تشغيل معزوفات موسيقية مختارة بعناية، لتناسب العلامة التجارية للسلسلة، وبين العزف العشوائي لموسيقى شعبية.
وأظهرت النتائج فارقا بمقدار 9.1% خلال فترة الدراسة. بحيث زادت الموسيقى التي تناسب العلامة التجارية من إقبال العملاء على شراء سلع إضافية، أكثر مما لو كان المطعم يعزف موسيقى شعبية عشوائية.
صيغة النجاح.. الأغنية المناسبة
وفي هذا السياق، قال أولا سارس، الرئيس التنفيذي للشركة التي تصمم هذا النظام الموسيقي، “إن تقنية الصوت الموسيقي للعلامة التجارية الخاصة بك يأخذ في الاعتبار عوامل معينة مثل الوقت من اليوم، ونوعية العملاء، الذين من المرجح أن يكونوا في مكان معين، فضلا عن خلق جو مصمم خصيصا لكل من العلامة التجارية والمستهلك”.
وأردف: “على سبيل المثال، فإن الموسيقى التي تعزف ساعة الإفطار في وسط مدينة تبدو مختلفة للغاية عن تلك التي تعزف في أمسية رومانسية في الريف، فتعقيد أنماط الاستماع لدى المستهلك يعني أن التكنولوجيا تحتاج إلى أن تكون مرنة لكثير من حالات مختلفة، وهذا ما يجعلها شيقة للغاية”.
فداخل مساحة المطعم على وجه الخصوص، تستهدف العديد من سلاسل المطاعم الآلاف من المستمعين، وبالتالي تبحث عن الموسيقى التي تعكس هوية العلامة التجارية، والتي يلزم أن تكون “مرحبة” و”حديثة” و” معبرة”، بحسب تعبير سارس.
وأضاف سارس: “إن أغنية إد شيران، “شيب أوف يو” تبدو مثل عناق دافئ لك بينما تدخل مطعم ما. وعندها من ذا الذي لا يتوق إلى شرب اللبن المخفوق الموجود قبالته على المنضدة؟ ”
ارتفعت مبيعات الحلوى والطلبات الإضافية، على وجه الخصوص، بنسبة تزيد على 11%، في حين زادت مبيعات العصائر والحليب بنسبة 15%.
وعلى العكس من ذلك، فإن عزف الموسيقى غير المناسبة كان له تأثير سلبي واضح على المبيعات.
استحسان العملاء
وقال بروفيسور دونفيلدت: “بناءً على هذه النتائج، أود أن أنصح أي شخص لديه مطعم أن يكون منتبها للغاية عند اختيار الموسيقى”.
وأضاف: “وما لم تكن جادا في اعتقادك بشأن الموسيقى التي تعزف في مطعمك، فقد يكون من الأفضل أن تمتنع تماما عن تشغيل الموسيقى الخلفية”.
وأظهر مسح منفصل لأكثر من 2000 من رواد المطاعم تأثير الموسيقى، التي تناسب العلامة التجارية، على عاطفة ورضا الرواد، مقابل الموسيقى الشعبية العشوائية.
وأوضحت النتائج أن رفاهية الضيوف وأمزجتهم قد طرأ عليها تحسن كبير عند الاستماع إلى الموسيقى التي تناسب العلامة التجارية. وأضاف سارس: “لقد عرفت دائما، عن طريق الحدس، أن الموسيقى الخلفية السيئة تضر الشركات. والعكس بالعكس أن الموسيقى المختارة بعناية يمكن أن تزيد المبيعات وتحسن الخبرات.” واختتم قائلا: “ومن المثير للاهتمام أن نجد أن العلم يدعم هذا الحدس”.
العربية نت