عالمية

مستشار “محمد بن سلمان” يكشف تطور العلاقة بين المملكة وأمريكا و “مفاجأة” فريق ترامب

أكد الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مستشار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية تتطلع إلى استئناف العلاقات القوية والودية مع الولايات المتحدة، عقب الزيارة الأخيرة التى قام بها ولي العهد السعودي، والتقي خلالها مع الرئيس الأمريكي ترامب فى البيت الأبيض.

العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات وثيقة، توترت خلال السنوات الثمان الماضية، وتزامنت تلك الفترة مع تصاعد الإرهاب الذي تدعمه إيران في منطقتي الشرق الأوسط والخليج.

وذكر الأمير محمد بن فيصل، في مقال نشرته صحيفة “washingtontimes” الأمريكية، أنه يبرز الآن مرة أخرى أن مصالح البلدين تتوافق كثيراً، مضيفا أن الوفد السعودي في البيت الأبيض قدم إطاراً مفصلاً للشراكة الامريكية – السعودية في القرن الحادي والعشرين، وهي خارطة طريق واسعة النطاق تغطي الاستثمارات والتعان الاقتصادي والسياسة الاقليمية والامن والدفاع بشكل كامل مع خطط التنفيذ متعددة السنوات، حيث إن الشرق الاوسط مكان مختلف عما كان عليه قبل ثماني سنوات، وتعكس الخطط السعودية والأدوار المتغيرة للولايات المتحدة والمملكة.

وأضاف مستشار ولي ولي العهد: “أظن أن فريق ترامب ربما فوجئ بمستوى التفاصيل التي قدمها السعوديون”، مشيرا إلى أن المملكة على الصعيد الاقتصادي تتمتع باستراتيجية واسعة يجري تنفيذها بالفعل لتنويع محفظتها الاستثمارية وتحريك اقتصادها بعيداً عن اعتاد على النفط، وتسعى لإقامة شراكة اقتصادية أقوى مع الولايات المتحدة من خلال زيادة الاستثمارات الأمريكية ودفع الشركات الامريكية والتكنولوجيات الى المملكة؛ ما سيؤدي الى خلق فرص عمل في كلا البلدين.

أما سياسياً فذكر أن المملكة تسعى إلى العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة للمساعدة في استعادة الاستقرار الاقليمي، فيما أكد الوفد السعودي التزامه بهزيمة داعش في سوريا، وإقامة تحالف إسلامي لمكافحة الارهاب للمساعدة في دعم ذلك الجهد، وهو ما يسير جنبا إلى جنب مع استراتيجية السعودية لتعزيز الدولة العراقية، بحيث تكون قادرة على التعامل مع العديد من التحديات التي ستواجهها بعد هزيمة داعش، وخاصة الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه ايران.

وأشار إلى أنه بالنسبة لسوريا تأمل المملكة في أن يتحقق تحرير الرقة، وتستقر مناطق أخرى في الجزء الشمالي من البلاد، وهو ما سيفتح الباب أمام تسوية سياسية تتقبلها الأطراف الرئيسية في الصراع، وهو ما يسير جنبا إلى جنب مع الاستراتيجية السعودية لتوقية الدولة العراقية حتى تتمكن من التعامل مع العديد من التحديات التي ستواجهها بعد هزيمة داعش، وخاصة الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران.

وقال إن مفتاح مكافحة الإرهاب هو التعاون الاستخباراتى طويل الأمد بين البلدين؛ ففي السنوات الأخيرة زادت المملكة جهودها لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة من خلال دحض الخطاب المتطرف وتكثيف الجهود لمراقبة وازالة المحتوى المتطرف من شبكة الانترنت ، وفي هذا المجال تأمل المملكة ان ترى للمجتمع الدولي دوراً اكبر واكثر شراسة ضد الخطابات المتطرفة ، كما ان من الاولويات زيادة التعاون بشان تتبع ووقف التمويل المالي للجماعات الإرهابية.

ولفت إلى أن تبادل المعلومات أمر حيوي لإنهاء الصراع في اليمن؛ مبينا أن حظر الاسلحة المهربة تضع ضغوطا كافية على المليشيات الحوثية ومؤيدي الرئيس السابق صالح للموافقة على حل سياسي ، ما سيسمح لاعادة بناء اقتصاد البلاد الذي تموله المملكة بالفعل.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان أن المليشيات اليمنية يتم تمويلها وتدريبهها من قبل ايران، لذلك تأمل السعودية أن تتخذ واشنطن خطاً أكثر صرامة تجاه الحملة الإرهابية التي تقوم بها طهران من خلال وضع ضغوط سياسية ومالية على وكلائها في المنطقة.

وأكد أن القطعة الأخيرة لإعادة تشكيل العلاقات السعودية- الأمريكية هي “عسكرية”، حيث يأمل السعوديون بالعمل مع الولايات المتحدة لجعل الجيش السعودي أكثر قدرة على تحمل عبء أعلى تدريجياً لحماية الأمن الإقليمي.

وختم مستشار ولي ولي العهد قائلا إنه من المهم أن تحتفظ الولايات المتحدة والمملكة بمستوى عال من قابلية التشغيل البيني وقدرة العمليات المشتركة؛ حتى تكونا على استعداد لمواجهة الأزمات معاً، ومن الأمور الجوهرية لذلك هو توسع صناعة الدفاع في المملكة من خلال شراكات مع الشركات الأمريكية.

صحيفة سبق