ما هو نصيب الشعب من الكيكة
صبر المواطن السودانى طوال الثلاثون عاما الماضية وهو يدفع ما عليه من ضرائب وخدمات ويبحث ويجاهد لتوفير معايشه وتعليم أبناءه وتوفير تكاليف العلاج والملبس . فى كل فترة تصنع كيكة يكون نصيبه منها دفع قيمة تلك الكيكة وتنظيف الأطباق بعد أن يأكلها من يشملهم الفوز أو السلطة أو المعارضة التى تصالح وتصافح وقت توزيع الكيكة. كيكة هذا العام تختلف عن سابقاتها لان عدد المنتظرين أكثر من حجمها . المواطن أصبح لا يهمه أكل الكيك ومقتنع بأنه لا نصيب له فيها لكنه يحتج على دفع تكاليفها وتنظيف أطباقها بعد توزيعها .
لقد إعترف السيد الرئيس بأن الكيكة لا تكفى من تم دعوته لحضور تقسيمها لكنه لم يذكر كم من كيكة لم يتم تقسيمها وإنما إستولى عليها أشخاص محددون ولكنهم بدل أن يقسموها مع أهلهم أو جيرانهم ذهبوا بها الى خارج الوطن ليستفيد منها غيرهم وأهلهم جوعا . المؤسف حقا بأن هناك من لم يحضر تجهيزها ولا ساعد فى إعدادها ولا تحمل حرارة الصيف وبرودة الشتاء عند تجهيزها وينتظرها جاهزة ولا يسال كيف جهزت وهو لا يقتنع بقطعة تكفى بطنه بل يريد أكثر ليخزنها الى المستقبل وفى نيته أن يعيش فى بلد آخر لانه يحمل وثائقه لوقت الحاجة .
السيد رئيس الوزراء المواطن السودانى فقط يريد منكم عدم تحمله تكاليف تلك الكيكة بزيادة الرسوم والضرائب وتعقيد الإجراءات وزيادة الأسعار ولا برفع الدعم وقطع الماء والكهرباء عنه وزيادة أسعار الدواء ومصروفات التعليم والمواصلات ولا ضرائب الزراعة والإنتاج . الحكومة القادمة إن شاء الله تكون نزيهه ونظيفه وتتوب لله من الفساد والربا وتحاسب نفسها وهى تعلم بماذا دخلت الوزارات وماذا تملك قبل دخولها . الحكومة القادمة مطلوب منها النزول للشارع وتفقد حال المواطن والوطن وتلتمس الإحتياجات وتعمل على توفير الخدمات وراحة المواطن الذى لا يطلب كثيرا مقابل صبره السابق .
الحكومة القادمة فتحت لها الأبواب بفضل الله وهى قادمة فى إنفتاح خارجى و تغيرت نظرة العالم عن ما ألصقه الإعلام المعادى للسودان وعن ما كشفته الأيام والصحف ووسائل الإتصال عن الفساد الذى طال الكثير من الوزرات والمؤسسات حتى المؤسسات الدينية وعن من يتحدثون بأسم الإسلام والوطن قولا وليس فعلا . الحكومة القادمة مطلوب منها إثبات الجدية بالإهتمام بالمواطن والوطن وليس مناصب تلمع الأسماء ولا مخصصات ولا مكاتب للبوبار والإفتخار ولا عربات مظلله وسلطات تعاقب وتحرم وتستولى ولا جلوس داخل المكاتب وسفريات خارجية وتعينات لذوى القربى والواسطة بل تكون حكومة ميدان تتواجد فى الشارع والحى والقرى بجانب المواطن وتفتح أبوابها للجميع . نريدها حكومة موفقه بإذن الله بعيدا عن الأطماع والحزبية والإختلافات والمساومات وتصفيه الحسابات والفساد والخمول .
عمر الشريف