الفاتح جبرا

طريق الموت

لو أن هنالك مسابقة أجريت لأكثر طرق العالم حصداً للأرواح البشريه البريئه لفاز بها طريقنا المسمى بطريق (الخرطوم – مدني) أو (طريق الموت) كما يحلو للمواطنين تسميته‘ فمنذ إنشاء هذا الطريق فهو لا يزال بنفس بنيته الأساسيه الأولى التي تتكون من طريق واحد ذو اتجاهين دون فاصل بينهما تنعدم فيه أي مواصفات للطرق السريعة.

للأسف الشديد حتى الآن ورغم تعاقب الحكومات فالطريق كما هو لا شيء يتم عليه سوى صيانه متقطعه بأقل التكاليف وبأرخص المواد (ترقيع ولتيق) رغم أهميه هذا الطريق القومي الكبير الذي يربط الخرطوم مروراً بكثير من المدن والقرى حتى مدينه بورتسودان.
المتأمل لمآسي هذا الطريق وحوادثه الكارثية نجد أن معظمها كانت في القطاع الذي يربط بين الخرطوم ومدني علماً بأن هذا القطاع المعني تنتشر على جانبي الطريق فيه نقاط جمع الجبايات (الاسم المهذب للأتاوات) بصورة (شنيعة) على مدار الساعة (صيدلية بس)، الشيء الطبيعي هو أن تجمع هذه الجبايات من أجل جعل هذا الطريق أكثر أماناً لحفظ هذه الأرواح البريئة ولكن بالطبع لن يكون هذا من اهتمامات الجهات المسؤولة (غير المسؤولة) التي أدمنت جمع (المال)!
لماذا سمي الطريق (شارع الموت):

• لأنه طريق سريع بمواصفات أقل من مواصفات طريق داخلي يحيث أنه يفتقر لأبسط مواصفات الطرق السريعة
• وجود مطبات (المسعودية) التي تعد الأكبر عدداً على مستوى الطرقات السريعة على مستوى العالم
• نقاط الجباية والتحصيل الكثير جداً على طول امتداد الطريق مما يضطر السائقين للتوقف
• لا توجد خدمات طبية تقدم خدمة عاجلة ومتكاملة للمواطنين) في حالات الحوادث مثل الإسعاف والمشافي وإن وجدت تفتقر حتى الى أبسط المقومات التي تمكنها من إسعاف جرح صغير
• لا يوجد نظام إخلاء طبي وإسعاف سريع وخدمات وغياب الدفاع المدني في الوقت والزمان المناسب حيث يتم الإخلاء والتدخل الفوري غالباً بواسطة المواطنين بطريقة غير صحيحة مما يزيد نسبه الموت والإعاقة بين المواطنين (ومرات فيها نشل)
• حركة المواشي بين جانبي الطريق.. (مطلوقة ساااكت)

بالنسبة لمطبات المسعودية فهي للأمانة ذات عدد دهش (ليه ما تعرف) فهي ربما تعد المطبات الأكثر عدداً على مستوى العالم كما أنها غير مطابقة للمواصفات الهندسية للمطبات (يعني ما ليها أي علاقة بمواصفات السلامة من حيث طريقة البناء) وهي بهذا الحجم وبهذا العدد تسببت في الكثير من الحوادث التي راح ضحيتها العديد من المواطنين خاصة في الليل وحتى النهار أيضاً حيث لا توجد أي علامات واضحة (مضيئة أو غير مضيئة) تبين وجود تلك المطبات وهي سبب مباشر غير مباشر للموت لأن هذه المطبات من أهم النقاط التي تتكدس فيها المركبات مما يترتب على ذلك زمن طويل يفقده السائق في تلك النقطة مما يجعله يسرع كي يقوم بتعويض الزمن الذي فقده في (المسعودية) ونتاج لتلك السرعة العالية في طريق غير مطابق للمواصفات تحدث الحوادث، ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا كل هذه المطبات في تلك المنطقة دون غيرها؟ فهناك الكثير من المدن والقرى بنفس وضع (المسعودية) وليس بها مطب واحد (المسعودية في راسا ريشة؟)‘ وعشان (ما يزعل) ناس المسعودية فإننا لا نطلب من السلطات إزالة هذه المطبات لكن نريد أن تكون هنالك تنبيهات للسائقين بوجود مثل هذه المطبات حتى لا تتسبب في هذه الحوادث الفظيعة.

أما موضوع الجباية فحدث ولا حرج، فهي عالية القيمة كمثال فإن الخرطوم الكاملين (13 ألف)، وأماكن تحصيل هذه الجبايات تمثل نقاط تكدس للسيارات لزمن طويل جداً (المسارات قليلة) خاصة بعد إدخال نظام الإيصال الإلكتروني الذي يستغرق استخراجه وقتاً طويلاً في وجود متحصلين غير مؤهلين (والشغلانية ما واقعة ليهم).

قصة (شارع الخرطوم مدني) قصة طويلة.. فهي تعد أنموذجاً واضحاً لتطنيش الجهات المعنية للقضايا الحيوية والأمور المهمة التي يدفع المواطن حياته ثمناً لها (وبالشايفنو ده) فسيظل الأمر كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى (الله) !

كسرة:
أن يحصد طريق كل هذه الأرواح ما مشكلة.. المشكلة إنو الحكومة تكون بتعاين ساااكت !

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟84 واو – (ليها سبع سنوات) ؟

• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 43 واو (ليها ثلاث سنوات وسبعة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

‫6 تعليقات

  1. احسب أن اصلاح هذا الطريق اولى بالمبالغ التى صرفت في الاحتفالات والمهرجانات وحتى التي صرفت لحوار الطرشان الذي شارف على العام. البلد يا استاذ جبرا ما ليها وجيع. ايلا قال يعمل عشرين كيلوا بس من مدني حتى القريقيريب. أها بعد القريقريب الموت بقيف؟

  2. نرجو من الأستاذ / الفاتح جبرة أن يكتب لنا عن الصرافات الإلكترونية التي تتعطل أكثر مما تعمل وعن التقنية الحديثة عامة وفي البنوك خاصة والتي أصبحت أداة تأخير بدلا عن كونها أداة للسرعة والإتقان ،،،
    ولكم الشكر،،،،

  3. أبو مؤمن
    أود أن أضيف نقطة هامة بخصوص مطبات المسعودية وهي عن إحصائية ضحايا الشارع من أهل المسعودية ، هل تصدق أن اهل المسعودية كانوا يفقدون شخصين كل 3 شهور ولكن والان والحمد لله ومنذ انشاء هذه المطبات لم يفقدوا أي شخص حتى الآن من الشارع ونسأل الله أن يحفظهم جميعا.
    ولا شك أن معظم أصحاب السيارات وانا منهم قد تعودوا على هذه المطبات حيث أنها لا تأخذ زمنا يُذكر. أما مسألة زيادة السرعة ليكسب الزمن الذي فقده بعد عبوره المطبات فهذا كلام لا يصدر من صحفي في مقامك يا أستاذ الفاتح لأنه يمكن أن يعمل حسابه لهذا الفرق أن كان هناك فرق من نقطة البداية والحافظ هو الله

  4. وضع المطبات مامشكلة لكن أهم شيء إشارات السلامة المرورية من لوحات وعلامات تكون متوفرة وواضحة على الطريق خاصة لسالكي الطريق بالليل … سكان المنطقة ممكن يكون لهم علم بهذه المطبات لكن العابرين لأول مرة يتفاجأون بها وبالتالي يقع الحادث …
    بغض النظر عن واجب الحكومة وانتظارها …. لماذا سكان الجزيرة وماجاورها ومرتادي الطريق وشركات البصات وشباب المبادرات والجمعيات الخيرية والمغتربين… وناس الإعلام بوسائله المختلفة ما يدعو الي نفرة لتأهيل هذا الطريق ليكون بمواصفات عالمية وبمسارين … وأنا من هنا ح أكون أول المساهمين…ومتأكد أن الحكومة عندما ترى هذه المبادرة ح تساهم بالضعف

  5. السلام عليكم اها الفاتح اما بعد تتكلم عن مطبات المسعودية بدون دارية اولا انا من سكان المسعودية ويعلم الله كم فقدنا اباءنا واخواننا وامهاتنا واخواتنا واطفالنا في شارع الموت كنا نقفد في خلال الشهر الشخص والشخصان ولكن بعد المطبات والحمد لله لم تسجل اي حالة وفاة وبعدين انت محسسني انو المطبات دي قاعدة تاخد يوم عشان الواحد يعبره وبعدين السواقين ما قادرين يصبرو لحدي ما اعدو من المطبات بعدين ان شاء الله الواحد اطير بسيارتو فوق السماء وكانو زمن السواقين غالي شديد لدرجة انو ماعندو صبر اهدي السرعة شوية وبعدين نحنا علي راس الف ريشة لانو المطبات دي عملناها ضرررررررررررررررراع وحمرة عين اها رايك شنو