التحالف ينهي عامين من محاربة الانقلاب والإرهاب في اليمن
أنهى التحالف العربي الليلة عامين من عملياته المتواصلة ضد الانقلابيين في اليمن وأيضا ضد الوجه الآخر للانقلاب المتمثل بالجماعات الإرهابية ممثلة بتنظيم القاعدة وخلايا داعش التي تعمل كذراع للمخلوع ومليشيا الحوثي في المناطق المحررة .
ولم يكتف التحالف في عملياته العسكرية بمواجهة الانقلابيين حيث كانت الحرب على الإرهاب وتطهير المحافظات والمدن المحررة من خلايا داعش وتنظيم القاعدة أحد مسارات حرب التحالف في اليمن طيلة عامين ولازالت هذه الحرب مستمرة إلى حين تطهير اليمن كاملة من دنس الإرهاب والانقلاب.
وكان المخلوع صالح ومليشيات الانقلاب الحوثية قد عمدت غلى إطلاق نحو 400 سجين من القاعدة من سجون اليمن المركزية وسجون المخابرات ومنحتهم دعماً لوجستيًا للعمل في مربعات الشرعية والمناطق المحررة حيث أكدت الأدلة القطعية والمعطيات ارتباط المجاميع الإرهابية في اليمن بالمخلوع صالح ومن بعده مليشيات الحوثي الانقلابية التي استفادت من خبرات طهران المخابراتية في هذا الجانب .
وبدأت خلايا داعش تظهر في عدن جنوبي اليمن فور تحريرها من سيطرة الانقلابيين وحين كانت الشرعية والتحالف منشغلين بتطبيع الأوضاع الخدمية في المناطق المحررة بعملية السهم الذهبي وإعادة الحياه إلى طبيعتها وكان هدف هذه الخلايا الإرهابية إرباك جهود التحالف والشرعية واستغلال الوضع لتحقيق مكاسب والسيطرة على مساحات جغرافية في المناطق المحررة .
وأعلن تنظيم القاعدة السيطرة على حضرموت وإخضاعها لحكمه وبالتنسيق مع مليشيات الانقلاب في صنعاء والتي كانت تسلم القاعدة كل الموازنات التشغيلية والإيرادات الخاصة بحضرموت لتنظيم القاعدة من أجل إعطاء التنظيم التمويل الكافي لتوسيع أنشطته الإرهابية.
واستثمرت المليشيات الانقلابية تنظيم القاعدة وسيطرته على حضرموت في استيراد وتهريب الوقود والسلاح والذخائر وإيصالها إلى محافظة البيضاء عبر محافظة شبوة الرابطة بين حضرموت والبيضاء ومن ثم إيصاله إلى العاصمة صنعاء .
وبقي تنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة وأبين يعمل كخط إمداد ودعم لوجستي لمليشيات الانقلاب من خلال عمليات التهريب ومن خلال محاولات المجاميع الإرهابية إرباك الوضع في المناطق المحررة وإظهار صورة قاتمة عن التحالف ودوره في اليمن وكيف استفاد تنظيم القاعدة من رحيل طرد مليشيات الانقلاب من الجنوب.
بدوره كان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أكثر جاهزية وقدرة على فتح جبهات حرب جديدة في المناطق المحررة لتطهيرها من خلايا القاعدة وداعش الإرهابية خلافًا لما ذهب إليه الانقلابيون بعدم قدرة التحالف على مواجهة أكثر من خصم في وقت واحد .
وكما بدأ في التحالف تحرير الجنوب من سيطرة الانقلابيين بعملية السهم الذهبي من عدن دشن الحرب على الإرهاب من عدن أيضا حيث تشكلت قوة مشتركة من المقاومة والجيش الوطني والتحالف وبقيادة وإشراف ضباط سعوديين وإماراتيين وإسناد جوي من مقاتلات الأباتشي والطيران الحربي للتحالف وبدأت المعركة ضد الإرهاب من أحياء كان الإرهابيون حولوها ملاذًا لهم ولتخطيط عملياتهم.
وخلال أقل من 3 أيام تم تطهير عدن من مجاميع القاعدة وداعش وهي ذات المدة الزمنية التي تمت فيها عملية تحرير عدن من مليشيا الانقلاب ليتجه بعد ذلك التحالف نحو محافظة لحج القريبة من عدن ويطهرها من القاعدة وداعش وتأمين قاعدة العند العسكرية من مخططات المخلوع والقاعدة .
وبعد محافظة لحج نفذ التحالف عملية عسكرية استراتيجية تكللت بتطهير محافظة حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة وكان للقوات البحرية دور محوري في عملية تحرير حضرموت والتي لم تستمر سوى 72 ساعة فقط .
وعمل التحالف في حضرموت قبل انطلاق معركة التحرير على تشكيل قوات عسكرية حضرمية هي قوات النخبة الحضرمية وتدريبها خارج اليمن لتشكل رأس الحربة في المعركة وتسند إليها لاحقًا مهمة تأمين وحماية حضرموت من أي محاولات للمجاميع الإرهابية للعودة إلى المحافظة .
وكانت حضرموت طيلة السنوات الأخيرة مسرحًا لعمليات تنظيم القاعدة حيث استفادت من جغرافيا المحافظة المترامية والمرتبطة بمحافظات عديدة تتوفر فيها ملاذات مناسبة للتنظيم .
وبعد تحرير حضرموت عمل التحالف على تشكيل قوات النخبة الشبوانية وتدريبها بشكل مكثف وتسليمها ملف حماية المنشآت النفطية وسواحل المحافظة التي تستخدمها مليشيات الانقلاب كشريان لتهريب السلاح والذخائر من الخارج وعبر تنظيم القاعدة ومافيا التهريب الدولية المرتبطة بأذرع المخلوع صالح الأمنية .
وكانت محافظة أبين هي الهدف الرابع للتحالف حيث كان تنظيم القاعدة قد بسط سيطرته على أجزاء في المحافظة التي ينتمي لها الرئيس عبد ربه منصور هادي والتي ظلت هدفاً للقاعدة والمخلوع صالح منذ عام 2011م حين سلمها المخلوع صالح لتنظيم القاعدة لإرباك الثورة الشبابية الشعبية ضده آنذاك .
وبدأت عملية تحرير أبين من اتجاه عدن ولحج وتم تطهير كبرى مدن أبين زنجبار عاصمة المحافظة وجعار وبقية المدن خلال فترة قياسية، وانتهت عملية التحرير وتم وضع ترتيبات أمنية وعسكرية لحماية المحافظة من مجاميع القاعدة المتواجدين على حدودها في البيضاء التي تسيطر عليها مليشيات الانقلاب .
وبذلك أثبت التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أن جهوده في اليمن ليست مقصورة على ردع الانقلاب فقط بل أيضا ومحاربة الإرهاب في واحدة من أخطر البلدان على الأمن العالمي كما تصنفها اكبر وكالة مخابرات في العالم هي ال سي آي ايه والتي ثبتت في تقاريرها السنوية الأخيرة موقع اليمن والقاعدة فيها كإحدى المخاطر المرتفعة على الأمن القومي الأمريكي والأمن العالمي .
سبق