بلا ميعاد
* كم جميل أن نلمح وجهاً للحياة ينضح ادهاشاً بقدر قُبحها وقساوتها في كثير من الأوقات ، ذلك الوجه الذي يجعلك تعود لمغازلتها من جديد ،بكل لهفة وامتنان ، لتجد نفسك تخطو على طريق تسكنه معزوفتك الحبيبة …
* كم جميل أن نحظى بهكذا أشخاص يقطرون جمالاً و إلفة ، كم جميل أن تجد من يحتوى ضجرك ،ويبدد حزنك ،ويرسم لك طريق الخلاص ، يدندن لأجلك أجمل الأغنيات بينما يخفي نشاز صوته حتى لا يشعرك بالسوء ، يهديك من كل زاوية ملونة خيطاً من نور ، يحتمل أسألتك الساذجة وبوحك الأهوج ، ثم يكتب على قلبك أن لا انكسار …
* كم جميل أن ننهض من تحت الأنقاض على صوتٍ نعشقه ، ومشهد أدمنا حدوثه قبل أن ننهار ذات فجيعة ، كم جميل أن تجد صندوق بريدك تتزاحم على جيوبه الرسائل ، كم جميل أن تشعر أنك تستحق أن تُهدى إليك المباهج بإسراف دون أن تتطلب ذلك أو أن تسعى اليه ..
* قد تحاصرنا الأحداث المؤلمة من كل الإتجاهات ، تعصف بكل جميل ظللنا نُخبئه سنين عددا خوفاً وعشقاً ، ننحني تارة للحزن وأخرى نقف كالطود دونما حراك ، تتبدد ضحكاتنا ساعة ثم نعاود رسمها على شفاهنا عنيدة كروح طفل يلتقط خطواته الأولى من على سطح الأرض بكل كبرياء وبساطة …
* كأنها كانت تقرأ أفكاري حين دونت على أوراقها الروائية أحلام مستغانمي :
ليت أصوات من نحب تباع في الصيدليات لكي نشتريه لأننا نحتاج إلى أصواتهم لكي نعيش ونحتاج أن نتناوله ثلاث مرات قبل الطعام وقبل النوم ومرة عندما يهجم علينا الفرح أو الحزن فجأةً فلا نتذكر سواهم
أي علم هذا الذي لا يستطيع أن يضع أصوات من نحب في حبات الدواء أو زجاجاته كي نتناولها سراً عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه..
* قصاصة أخيرة
جميلة هي الحياة !
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)