حكاية القرد..!!؟
* قامت المحلية بالخرطوم بهدم الحديقة الخاصة بالحيوانات في (6) أبريل.. بعد أن توزعت حيواناتها هنا.. وهناك.. الشجرة الضخمة عند قفص الأسد واللبوة.. تم اجتثاثها.. سقطت على سطح القفص.. زمجر الأسد.. وكشرت اللبوة عن أنيابها.. وشرد الشبلان بهدوء.. تم القبض عليهما وإعادتهما الى حضن الأسرة.. الأب (الأسد) زهجان.. والأم لا حول لها ولا قوة.. الأجساد مهدودة من كثرة (الترحال).. زي بيوت الإيجار (واللحمة) غالية الثمن.. وربنا يستر على العمال.. وزيارات الأطفال.. لأن أي خطأ.. أو (دقسة) ستكون نهايته مؤلمة في زمن ارتفاع الأسعار.. خاصة اللحوم.. والأسد وأسرته الكريمة.. لا يحتاجون الى أنبوبة غاز.. لأن الأكل دائماً جاهز.. (؟!!)
* بعض (القردة) كانت تشاهد عملية (الهدم) والإزالة.. وسرعة الأداء لقوات الحياة البرية رغم قصر المدة الممنوحة لهم من المحلية.. للنقل الى جنوب الخرطوم البعيد.. عند جبل أولياء.. (أحدهم).. ميمون الصغير.. كان يبتسم بهدوء.. وهو يمتص حتى قشر الموز.. على شوية فول سوداني.. وقزقزة بعض التسالي.. يبدو عليه الاستمتاع بالمنظر الذي أمامه.. (فجأة) خطرت على باله فكرة (ما) صمم على تنفيذها..!
* (اندس) وسط بعض الأشجار بعد أن حمل معه كمية من الموز.. صار يأكلها حتى المساء المتأخر.. انتهز غفوة أحد الحراس بالقرب من السور.. وتسلل بهدوء.. قفز من السور الى خارج الحديقة.. تلفت بحركات سريعة كرجل (مخابرات) محترف.. سار بجوار السور مسافة.. في محطة الحافلات المجاورة وقفت حافلة صغيرة بخفة ورشاقة صعد الى أعلاها.. وتمدد حتى لا يراه أحد.. في ذلك الشارع الواسع شرق المدينة.. المعروف بشارع المطار.. مرت الحافلة بذلك المبنى الضخم.. ابتسم بخبث.. بعد أن ألقى نظرة سريعة.. عند سور المطار الغربي..
نزل بهدوء بعيداً عن الأعين.. قفز الى السور بخفة ورشاقة متذكراً خفة ورشاقة من هربوا عبره الى خارج البلاد.. من تلك الجامعة الشهيرة..!!
* مشاهد.. طائرة جاثمة على الأرض.. وبعض الركاب يتجهون اليها.. من بعض الهمهمات بين الركاب عرف أنها من دولة (جارة) وهي متجهة من هناك.. الى هنا.. الى (لندن).. وما بين امرأة وطفلها اندس تحت معطفها الصوفي.. ووجد نفسه داخل الطائرة.. خرج من تحت المعطف.. واختبأ تحت مقعد المرأة من حسن حظه أنها كانت ذات شحم.. (كافٍ)..
* جاءت المضيفة الحسناء بالطعام.. ووضعت (صحنين) أمام المرأة.. لها ولطفلها.. بهدوء سحب صحناً ورجع الى مكانه.. التهمه كاملاً.. لم تنتبه المرأة.. وأطعمت الطفل.. من نصيبها وأكملته بعلبة عصير.. (القرد الصغير) تمدد تحت المقعد.. ونام.. قرير العين (شبعاناً)..!!؟
* بعد عدة ساعات.. هبطت الطائرة كما أذيع في مطار (هيثرو).. طبعاً وأكيد هو لا يعرف الأستاذ (الفاتح جبرا) وحكايته مع هذا المطار.. (والخط).. بدأ الركاب في النزول بذلك السلم الكهربائي.. (اندس) تحت معطف المرأة السمينة وطفلها..!؟!
* في الصالة الواسعة.. المضاءة جيداً خرج من تحت المعطف.. يتقافز فرحاً بهذه المناظر الجميلة.. انطلق من خلفه الكثير من رجال شرطة المطار.. ورجال مكافحة الإرهاب.. ومباحث سكوتلانديارد.. وبعد مجهودات (جبارة) وتصبب (عرق) في ليل لندن البارد.. تمكنوا من القبض عليه.. وقيدوا رجليه.. وأعطوه قطعاً من الموز.. وتم عقد مؤتمر صحفي على عجل.. كان (نجمه) والمتحدث الشرطي يحكي عن كيفية القبض عليه.. بينما كان هو يبتسم أمام الكاميرات.. ويرسم علامة النصر لكل (إخوته).. (هناك).. ويرفع لهم يديه بالموز في حركات انتصار.. كما يفعل أشهر لعيبة كرة القدم..!!
* من المطار.. الى المستشفى البيطري.. تم إخضاعه لفحص طبي شامل.. (ومجاني) مع وجبات ساخنة.. (مجاناً).. أكسبته قوة ودفئاً..
* هو الآن يعيش سعيداً في حديقة الحيوانات الكبرى في إحدى ضواحي لندن.. يأكل جيداً.. وينام.. كما تم إحضار (زوجة) له من أحد الأقفاص المجاورة..!!
* كان دائم الابتسام.. وهو يتذكر تلك الأيام (هناك)..!!.. أحياناً يشده الحنين وتطفر منه دمعة (ما).. ولكن يتذكر قساوة الحياة.. ويصمت حتى بعد ضياع حقوق.. (الحيوان)..!!
* أها.. غايتو الله كريم على البشر.. من التجارة والمنافي البعيدة..!؟!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة