سودانية تدخل برلمان الشباب البريطاني
تمكنت السودانية ماريا جعفر من دخول برلمان الشباب البريطاني بعد أن حققت فوزاً لافتاً، وتفوقت على عدد كبير من الشباب في سن الـ(18)عاماً، إثر هذا الفوز أجرت أم ماريا وهي الشاعرة تماضر حمزة، وبطلب من الصحيفة حواراً، ليكون حوار الأم مع ابنتها، فماذا قالت لنا:
* ما الذي جعلك تفكرين في خوض تجربة انتخابات برلمان الشباب وماذا يعني لك ذلك؟
– في الحقيقة الأسباب تتمثل في تحسين السيرة الذاتية التي تلعب دوراً كبيراً في مستقبلي ومساعدة الآخرين خصوصاً الشباب أقل من 18، وباعتباري منهم سأركز على بعض المشاكل التي تواجهنا وأسعى لإيجاد حلول لها.
* هل تعتقدين أن الترشح للانتخابات يحتاج لإعدادات كبيرة قبل ذلك.. وهل يستطيع كل الشباب من عمرك الترشح أم هناك شروط محددة لذلك؟
– نعم، الترشح يحتاج لإعدادات كبيرة وليست وليدة اللحظة مثلاً: أعتقد أن مشاركتي في العمل العام داخل المدرسة الثانوية منذ دخولي عبر الثلاث سنوات الأخيرة ساعد في ذلك. الشخص الذي يريد الترشح عليه أن يكون صاحب شخصية قوية وواثقة من نفسها، إذ أنه سيحتاج ذلك خلال الدعاية الانتخابية لإقناع من حوله وحتى من يقف بعيداً أنه جدير بالتصويت له.
* هل يمكنك أن تعطينا أمثلة لنوع الإعداد هذا؟
– عن نفسي أستطيع أن أقول إن وجودي ضمن فريق قيادة الشباب الصغار في مدرستي منذ دخولي وتطوعي في ذلك، ساعدني كثيراً، حيث كنت قريبة من كل ما يجعلني في موضع المساعدة، على سبيل المثال كل أسبوع أجلس مع بعض الطلبة والطالبات الذين يعانون من مشاكل في السلوك أو لديهم نقص في الثقة بالنفس كالخجل الشديد مثلاً، وأقوم بدعمهم نفسياً بالتحدث إليهم ومحاولة إشراكهم في بعض النشاطات المدرسية الإضافية. أنا مثلاً مولعة بقراءة الروايات، لذلك أعمل بمكتبة المدرسة كنشاط طوعي من ترتيب وغيره، أحاول دعم هؤلاء بحثهم على القراءة وكثرة الاطلاع مثلاً، كما أني أحب المشاركة في مسابقات الشطرنج، فمن أجد لديه ميولاً لهذه اللعبة أشاركه كنوع من الدعم النفسي، فخورة جداً بنجاحي في تقليص النقاط السالبة لطالب كان يعاني من حوله من سلوكه (العنف) لمجالسته كثيراً ودعمه نفسياً. كل هذه التجارب الصغيرة أثرت شخصيتي وأعطتني المزيد من الثقة وعززت طموحي الذي يتزايد كل يوم.
* هل كنت تتوقعين فوزك في الانتخابات؟
– أستطيع فقط أن أقول إني اجتهدت كثيراً خلال الدعاية الانتخابية، وكنت مهتمة ببوستر الدعاية وتجنيد القريبين مني لحث البقية للاقتناع بجدوى التصويت لي من خلال وعودي بدعم فئتي العمرية ووضع ذلك في أولوياتي حال فوزي، أمي دائماً تقول لي كل شخص يحصد ثمرة جهده وهذه الثمرة قيمتها تتناسب مع مدى الجهد المبذول، لذلك لم أدخر جهداً فحصدت هذا النجاح وكان فوزي في الانتخابات نتيجة لجهدي المتوالي عبر سنوات خدمتي الطوعية داخل المدرسة وغيرها.
* هل تنوي خوض التجربة مجدداً بعد ذلك وأنت على أعتاب سن الرشد، وهل لديك طموحات سياسية؟
– لا أستطيع أن أجزم بشيء الآن إالا بعد انقضاء الفترة وتقييمها الذاتي، ولكن على العموم عندما أحقق شيئاً كبيراً كهذا أعتمده كأكثر عتبات سلم طموحاتي من حيث الانخفاض. أحياناً أمي تقول لي يعجبني طموحك ولكنه يخيفني أحياناً ولكني أذكرها بوصاياها فيما يخص الاجتهاد ومن أنه لا فرق في المعنى بين وصيتها وعدم محدودية طموحي.
* هل لديك طموحات خاصة بالسودان وطنك الأول؟
– أريد أن أكون شخصاً مفيداً لبلدي الأول ولكن لا أعرف كيف حتى الآن، ربما إعلاني كبرلمانية صغيرة من أصول سودانية يعتبر شيئاً إيجابياً تجاه بلدي الآن حتى أجد الفرصة المناسبة لأخدم بصورة مباشرة أكثر.
لندن: تماضر حمزة
صحيفة ’خر لحظة