هكذا ستبدو واشنطن لو رفعت العقوبات عن السودان!
منذ أن أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في أيامه الأخيرة، تخفيف العقوبات على السودان ومنح فترة 6 أشهر للمراجعة، فإن الكثير من السودانيين جددوا حلمهم بالسفر إلى بلاد العم السام، قبل أن يأتي الرئيس الجديد دونالد ترمب فيغلق هذا الباب مع قرار منع دخول مواطني 7 دول مسلمة، كان السودان من ضمنهم.
واشنطن السودانية
ومع تجديد الأحلام فإن الكثير من الطرائف والتعليقات الساخرة أحيانا، تخرج من المجموعات الشبابية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها فيديو مدته حوالي 3 دقائق يقوم فيه مصممه بنقل مشاهد من العاصمة السودانية الخرطوم إلى عمق العاصمة الأميركية واشنطن، ليتخيل لنا كيف سيكون شكل واشنطن بعد أن تكتسحها الثقافة السودانية نتيجة رفع الحظر.
ويهدف الفيديو إلى القول إن رفع الحظر عن السودان والسماح للتبادل التجاري بين البلدين بإزالة العقوبات المفروضة منذ 20 سنة، سوف ينقل العديد من الأمزجة التجارية والاقتصادية السودانية إلى واشنطن، حتى لو بدا الأمر حلما أو على سبيل التسلية.
أرض الخير.. “أنا سوداني” في أميركا
الفيديو المنشور على مجموعة الفيسبوك “ودساب فيسبوك” ومن ثم انتشر في العديد من المجموعات والمواقع، يأتي على خلفية موسيقى لأغنية وطنية سودانية معروفة “أرض الخير” التي يقصد بها السودان وهي لشاعر الأغاني السوداني المعروف السر قدور، الذي اشتهر بتقديم برنامج تلفزيوني لتوثيق الأغاني في شهر رمضان باسم “أغاني وأغاني”.. ومطلعها:
أرض الخير (أفريقيا) مكاني
زمن النور والعزة زماني
أرض جدودي جباههم عالية
مواكب ما بتتراجع تاني
أقيف قدامها وأقول للدنيا أنا سوداني
واختيار هذه الأغنية بالتحديد جاء لأنها تتكلم عن شروق شمس السودان، حيث يرد فيها:
شمسك طلعت وأشرق نورها بقت شمسين
شمس العزة ونورها الأكبر
هلت شامخة زي تاريخي قوية وراسخة
ملت الدنيا وخيرنا بيكبر
شمس أيماني بأوطاني
ده الخلاني أقول للدنيا أنا سوداني
لافتات ومحلات سودانية باسم بوش وآخرين
في جولة داخل المدن الأميركية يأخذنا الفيديو المتخيل إلى أن نقرأ لافتات لمحلات تبدأ أولا بـ “ضبط المزاج” حيث محل للتمباك الذي يعرف بـ (الصعوت) في السودان أو (العماري) حيث نجد لافتة لمحل “بوش للعماري الممتاز”، ويقصد الرئيس الأسبق بوش سواء الأب أو الابن.
ومن ثم يظهر لنا مطعم النيل الذي نكتشف من لافتته أنه يقدم أكلات سودانية، أبرزها الفول وهي الوجبة الأشهر في السودان، ومن ثم الكبدة والكمونية (المصارين) وقد وضع المطعم بجوار محلات ماكدونالدز الشهيرة منافسا لها.
ويظهر أيضا محل مرطبات يقدم العرديب والليمون والقضيم وهي منتجات سودانية، حيث تشتهر الخرطوم بمحلات العصائر التي تهون من حرارة الطقس.
ومن ثم نرى بوتيك لبيع الملابس باسم (ود اللعوتة) و”اللعوتة” هي قرية بولاية الجزيرة جنوب العاصمة الخرطوم، ويبيع المحل الجلاليب السودانية والعراريق والسراويل والشالات والطواقي وهي كلها احتياجات رجالية.
وفي صور أخرى يظهر لنا شكل الشارع السوداني وهو ينتقل إلى العاصمة الأميركية في مشاهد مثل بائع الخضار الذي نراه يجلس بجوار الخضروات والفواكه في وسط الشارع، وكذلك عربة الكارو التي يجرها الحمار لنقل البضائع أو المياه وأشخاص سودانيين يتجولون في الشوارع.
ولعل المشهد الأكثر إثارة للتعليقات كان بائعة الشاي (ست الشاي) التي تشكل صورة مميزة للعاصمة الخرطوم، فالسوداني يبدأ صباحه مع كوب الشاي أو القهوة ودونها لا يعتدل المزاج، ويختتمه كذلك.. وها هي “ست الشاي” الآن تنتقل في الخيال إلى أميركا.
ويختتم الفيديو بصورة لشاب سوداني تخرج من إحدى الجامعات الغربية وهي صورة مشهورة سبق تداولها، وهو يلبس العمامة السودانية يوم تخرجه افتخارا بالزي القومي السوداني.
ردة فعل الناس وتصورهم لعصر ترمب!
وفي التعليقات التي تجاوبت مع مضمون الفيديو، كان الناس ما بين المتفائل والمتشائم من إمكانية إزالة الحواجز بين أميركا والسودان ورفع نهائي للعقوبات، حيث علق أحدهم على ترمب بالدارجة السودانية يقول “الراجل دا بعد ما سمعت خطابه ما أظن منه خير”.
فيما علق أحمد الأمين يقول: “أهم شيء محل التمباك جميل جدا.. ومحاسن في موقع استراتيجي”، ويقصد بـ “محاسن” بائعة الشاي في إشارة إلى حكاية متداولة منذ أيام ومقولة انتشرت بشكل واسع.. “محاسن كبي حرجل”.. في إشارة لبائعات الشاي.
أما أحمد الصادق الحمري فكتب ببساطة: “ما أظن دا يحصل”.
العربية نت