البكور.. تاني!!
الأعزاء الطاهر ساتي في السوداني.. وصلاح عووضة في الصحافة هاجما مجدداً موضوع البكور ولا أدري اتفاقا لأنهما ينتميان إلى شمال السودان وأن أولئك لا يحبون الصحيان بدري لكن فى نفس اليوم في صحيفة حكايات دافع عراب البكور عصام صديق عن تجربته.. بل دعا بتنفيذ حزمة كامله «يعني دي المناظر الفيلم لسه».. بل هاجم ناس حماية المستهلك وطالبهم بالاهتمام بموضوعهم وعدم الزج بأنفسهم في قضية لا تخصهم مع أن استهلاك الزمن يقع في دائرة اختصاصهم.
وصف عصام صديق الحديث عن سحب 60 دقيقة من المواقيت الحالية بأنه يتم عن جهل عميق بأبسط قواعد الزمن والجغرافيا.. وأضاف أن البكور تجربة معمول بها في أكثر من 80 دولة حضرية على رأسها الولايات المتحدة. ونقول على طريقة أم وضاح يا ربي نحنه من الدول الحضرية.. مع أن الخبراء ذهبوا إلى أننا «ريّفنا» المدن.. أي جعلناها «ريفاً».. إذن نحن دولة ريفية.
طالب عصام السلطات المختصة بتنظيم طاولة نقاش مستفيض بمشاركة الخبراء لتقييم نجاح التجربة.. ما عملوها يا دكتور وقالت: التجربة فاشلة بعدين بكور شنو وأنحنه عملنا عطلة السبت لكسب الوقت المهدر.. ياخي شوف أنحنه عندنا كم إجازة في السنة.. وعادي جداً الشغالين وساكنين في ضواحي الخرطوم بيأجزوا الخميس عشان الجمعة والسبت يبقوا تلاتة أيام تتيح لهم إجازة سعيدة مع أهلهم..
يعتبر دكتور عصام صديق الذين يرفضون البكور أنهم يتعدون على الأشياء الفطرية والربانية التي أقرتها الكتب السماوية مستشهداً بالآيات القرآنية «من قبل صلاة الفجر»..
«وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا».. مع أنه قال على رأس الدول الحضرية التي تعمل بالبكور «الولايات المتحدة الأمريكية» وهي دولة ليست إسلامية.. فكيف الربط بين الاتنين.. ثم سؤال هل الفجر نهار.. وهل ما قبل صلاة الفجر نهار؟
أنا معجب بدفاع الدكتور عصام عن فكرته بحماس منقطع النظير.. لكن كنت دائماً أشفق على أبنائي وبناتي عندما كانوا صغاراً وهم يصحون الدغش يكابسون.. وغالباً ما يتخلون عن تناول كوب الشاي وهم غير متعودين على الإفطار مبكراً لذلك أتوقع أنهم عندما تحين حصة الفطور يكونون جوعى بما يجعلهم لا يركزون على الحصص دون أن يكتشفوا السبب لذلك.
لاحظت أيضاً قلة استيعاب التلاميذ لدروسهم بسبب البكور.. فهم يحضرون من المدرسة فيهرعون إلى أسرّتهم ليناموا وينهضون في السادسة أو السابعة ثم يبدأون المذاكرة التي تستمر حتى الواحدة صباحاً.. فينامون ليصحوا عند الخامسة ولا أعتقد أن ثلاث ساعات تمكنهم من أن يكونوا في زمرة «وجعلنا الليل لباسا».. لأنهم يسهرون.. ولا يحصلون معاش النهار لأنهم ينامون..
أرجو أن تكون نقطة نحنه ما دولة حضرية دي وقعت للدكتور فيترك حماسه للفكرة بعض الشيء.. في هذه المرة لم يجب الدكتور سيرة الملامسة النهارية ربما عرف أنها مستحيلة في ظروفنا الراهنة.. المستحيل وقتها وليس ذاتها.. مع أن البعض أصبحوا لا يهتمون بها من «أساسو» نسبة لظروف التغذية وراحة البال.. والشيخوخة المبكرة.. وهلم جرا..
لا أدري لماذا لم يروج الدكتور للبكور في مواجهة أننا شعب كسول.. فكيف نكون كذلك ونحن نصحو من البكور..
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]