نحتاج للإعلام شفاف
الإعلام هو الإستقرار والتنمية والعلم والسلاح الذى يحارب به والداعم الرئيس للسياسات الحكومية . أين موقع الإعلام السودانى من الإعلام الدولى ؟ يحتاج الإعلام السودانى لدعم والتطوير والشفافية ليواكب الإعلام العالمى . توفر وسائل الإعلام والإتصال ساعد على إنتشار الأخبار ونقل وتبادل المعلومات التى تؤثر سلبا أوأجابا على الحياة السياسية والأمن والإقتصاد و الحروب و مجريات الأحداث . الشعب السودانى مثل بقية الشعوب يتأثر بما ينقل له من معلومات ويبحث عن المصادر الحقيقة الصادقة وأحيانا يحلل تلك المعلومات ليكتشف صدقها أم كذبها .
تطالعنا وسائل الإعلام والإتصال بأخبار وأكاذيب أحيانا نصدقها بناءا على الصياغ والمعطيات وعدم النفى من الجهات المسئولة وأحيانا نكذبها للإكتشاف خلل فى صياغتها أو طريقة نشرها . الأيام الماضية توالت أحداث لها صداها وتأثيرها وهى تمس الشارع السودانى ونحتاج لتأكيدها أو نفيها ولعدم توفر وسائل الإعلام الشفافة والتجاوب السريع من الجهات المعنية يصبح الإنسان بين مصدق أو مكذب كل حسب فهمه أو تحليله للحدث . المطلوب من إعلام الدولة أن يمد كل وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بصدق وصحة المعلومة المتداولة أو تكذيبها ويكون سابقا للأعلام الخارج فى النشر إذا كان الحدث داخليا أو يتطرق للحياة السياسية أو الإقتصادية الداخلية . أحيانا معلومة خاطئة تشعل حربا وأحيانا تتسبب فى إنهيار الإقتصاد وأحيانا تؤدى للإزهاق أرواح وغيرها .
الأخبار التى تتحدث عن منح الجنسية والجواز السودانى لغير السودانيين للإعتبارات سياسية أو إنسانية أو مادية ثم تطالعنا بعض الأخبار بالنفى أو الإثبات ولعدم تصرح الجهات المختصة رسميا وإعلاميا يجعل الخبر يصدق مما يؤثر سلبا على الواقع و مع إنتشار المعلومة يظل المواطن يتسال ويبحث عن الحقيقة . كذلك خبر إتقاف الحكومة مع الحكومة المصرية بعدم إثارة مشكلة الحدود حاليا يجعل المواطن يصدق أى شىء يذكر فى هذا الصدد حتى إذا كان تأثيرة نفسيا أو سياسيا ؟ ثم هبوط الدولار وإرتفاعة متأثرا بالقرارات الداخلية أو الودائع الخليجية أو القرارات الأمريكية الأخيرة كلها تؤدى لتذبذب فى الأسعار وتغير مجريات السوق التى تنعكس على المواطن . تشكيل الحكومة القادم والإشاعات التى تصدر كل حين تحتاج لتوضيح من الجهات المختصة وتوضيح الحقائق .
الإعلام الشفاف يجعل المواطن لا يتلقى أى معلومات من مصادر أخرى معادية أومعارضة وأن يكون الإعلام المرئى والمقروء حر ونزيه وشفاف حتى تتوفرالثقة والصدق فى الكلمة بين المواطن والحكومة . الحكومة عليها أن توضح خطوطها العريضة فى هذا المجال سوى كان إعلاما حرا ينتقد ويؤيد ويدافع عن الحكومة والوطن أو أن يكون إعلاما مقيدا ولا يسمح بحرية الكلمة إلا بتصديق وتصريح . من الصعب القضاء على المعلومة لان وسائل الأتصال متوفرة ووسائل الإعلام العالمية كثيرة و منافسة لكن علينا وضع الثقة والشفافية حتى نحافظ على إستقرارنا وأمننا والدفاع عن وطننا وكشف الأعداء ويقف المواطن سدا منيعا ضد الأخبار التى تسىء للمواطن وللوطن ولسيادة الدولة . لكن التقييد والمصادرة والأخبار المتضاربة يكون مردودها سلبيا . توضيح الحقيقة هو المطلوب والإنتقاد ليس ضد وإنما شورى ونشر الأخطاء ليس تقليل أو تصيد لجهة ما لكن لبحث والتحقيق ومعالجة الخطأ . نتمنى أن نرى أعلامنا بكل أنواعه يواكب الإعلام الخارجى وأن يكون مصدر أخبارنا الأول والأخير حرا وشفافا ونزيها.
عمر الشريف