نسعد بهذه الأخبار!!
من الأخبار التي يسعد بها المواطن هذه الأيام انخفاض الدولار، لأن الانخفاض ينعكس على كل شيء يتعلق بحياة هذا المواطن من أكل وشرب ومواصلات داخلياً وخارجياً وعلاج وغيرها من الضروريات التي تأثرت بارتفاع الدولار، وبالأمس، نشرت (المجهر) خبراً مفرحاً آخر، ألا وهو انخفاض أسعار شراء السيارات، وهذه الوسيلة تأثرت كثير جداً بارتفاع الدولار، ووصلت الأسعار أرقاماً فلكية ولا أحد يتصور أن سعر “الركشة” الذي لم يتجاوز في وقت من الأوقات الألف ونصف مليون جنيه، يتجاوز سعرها المائة مليون جنيه، وكذا الحال بالنسبة لعربات “الأمجاد” التي تعدت المائتي مليون جنيه، أما العربات الفارهة “البرادو” والعربات الأخرى التي أطلق عليها “أوباما” فقد تجاوت كذا مليار، ولذلك فإن الخبر الذي نشرته (المجهر) أمس، عن انخفاض أسعار السيارات يعد من الأخبار التي تسعد المواطن، والسبب بالتأكيد انخفاض الدولار، لأن الدولار أصبح داخل في كل شيء حتى بائعات الشاي وبائعي التسالي والترمس، جميعهم ربطوا أسعار مبيعاتهم بالدولار، ولو لم يكن للدولار أي دخل في ذلك، ولكنها نغمة أصبحت مستخدمة لكل صاحب حاجة، فالقرارات الأمريكية ورفع الحصار الاقتصادي وراء كل هذا الانخفاض.
السودان أصبح من دول العجائب، حينما تنظر إلى التصاعد الفلكي فيه، وفي ضرورياته، فليس من المنطق أن تباع قطعة أرض بمناطق السكن العشوائي بآلاف الجنيهات، أو حينما تباع قطعة أرض في منطقة كافوري التي لم يكن أحد راغباً في الشراء فيها ويصل المبلغ لمليارات الجنيهات، وحينما تقوم بمقارنة شقة وسط لندن أو في الأحياء الراقية وسط القاهرة والتي لا يتعدى سعرها بضعة آلاف جنيه مصري أو إسترليني، هنا تتعجب كيف تباع أرض بور ليس فيها أي شيء بهذا المبلغ، وشقة فاخرة بأقل من المبلغ في السودان، لذا فإن انخفاض الدولار سيكون له أثر إيجابي على كل مناحي الحياة في السودان، ابتداءً من رغيف الخبز إلى السيارات والأرض وغيرها من الأشياء التي يربطها السماسرة بارتفاع الدولار، وإذا انخفضت أسعار السيارات إلى هذا الحد، بالتأكيد غداً ستكون هنالك بشرى أخرى متعلقة بأسعار الدواء التي أرهقت كاهل المواطن وتصاعدت أسعاره إلى درجة أصبح من العسير على المواطن البسيط الحصول عليه، وكذا الحال ينطبق على التعليم والمدارس الأجنبية التي تلزم أولياء الأمور بدفع المصاريف الدراسية بالدولار، أو بعض الجامعات السودانية التي اتخذت الدولار عملة لها في التعليم، وحتى يكون سعر الجنيه السوداني أقرب للدولار هذا يحتاج منا إلى عمل كبير في الإنتاج، والسودان يملك كل المقومات التي تجعل عملته أقرب للدولار، وربما أقوى منه، كما الدينار الليبي أو الكويتي، وهذه من العملات التي فاقت الدولار، بل أصبحت عملات لا تتأثر به، ونحن لسنا أقل من تلك الدول بما لدينا من إمكانيات هائلة سواءً في المجال الزراعي أو الصناعي أو الحيواني، فالجلود وحدها من الممكن أن تدر علينا عملات أجنبية كبيرة، وكذلك الثروة الحيوانية، وحتى الزهور من الممكن أن تدخل علينا عملات صعبة، ولكن كيف نحرِّك الأيدي العاملة نحو الإنتاج، وكيف نستفيد من طاقات الشباب المهدرة في (الفيس بوك والواتساب)، وغيرها من الأمور التي لا عائد منها. فهنيئاً بانخفاض أسعار السيارات، وعقبال الأراضي.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي