امتحان.. الصادق المهدي
حديث المدينة الأربعاء 25 يناير 2017
الإمام السيد الصادق المهدي يصل مطار الخرطوم عصر غد (الخميس).. ومن المتوقع أن تلقى الغيبة التي امتدت زهاء عامين ونصف استقبالاً حاراً وحفاوة جماهيرية.. ترفع عنه غبن المهجر القاسي وتعوض بعض ما حُرم منه.. ولكن.
ستنتهي مراسم الترحاب الجماهيري.. ويعود سيد صادق إلى منزله بالملازمين.. وينوم ليلته الأولى في حضن ودفء الأسرة الصغيرة والكبيرة معاً.. ثم يستيقظ الصباح ليستقبل بقية وفود المهنئين من كل حدب وصوب سياسي واجتماعي.. ثم ينتهي اليوم الثاني فالثالث.. ويجد نفسه أمام السؤال الكبير.. ثم ماذا بعد هذا؟.
في تقديري.. وفي ما تبقى من سويعات قبل مغادرة القاهرة إلى الخرطوم يجب أن يكون في جيب الصادق (خارطة طريق) واضحة لا لبس فيها.. تجيب عن السؤال السالف.. ثم ماذا بعد هذا؟.
العودة إلى ملعب الخرطوم.. والانغماس في (يوميات) السياسة السودانية مهدر للعمر والفرص.. والسوق السياسية السودانية- الآن- مكشوفة على مصراعيها تماماً.. وتنقصها الحركة الموجهة برؤية عملية وعلمية لملأ الفراغ المقيت.. لكن قطار الفرص لا يقف في المحطات طويلاً.
صحيح- ربما- يجد سيد صادق نفسه من أول يوم محاط بالألغام المزروعة في داخل أسوار حزبه الأمة القومي.. فالسيد مبارك المهدي– وهو منافس بحكم العلامة السياسية للسلالة- نشط في فراغ غياب الصادق، ومارس مبدأ (العيار اللي ما يصيبش يدوش) بأعتى ما تيسر.. للدرجة التي بدا فيها كأنه استطاع خطف حزب الأمة.. بل قيادة الحزب!.
لكن الهموم الداخلية للحزب والنيران الموقدة لن تطفأ بقرار أو مواجهة خطابية، هذا أشبه بإطفاء حرائق المواد الخطرة بخرطوم الماء بدلاً عن (الرغوة).. بالعكس.. أفضل معالجة هي القفز سريعاً إلى الأمام.. فبدلاً عن (دفع) قاطرة الحزب.. الأوفق (جرها) بفرض أجندة وطنية جديدة تضرب في اتجاهين.. داخلياً في عمق حزب الأمة.. وخارجياً في كامل المشهد السياسي السوداني.
المشكلة داخل حزب الأمة ليست أزمة (تنصيب) قيادة بديلة أو قديمة.. بل هي غياب (الخانة).. أشبه بلاعب كرة قدم ينزل إلى الميدان وهو لا يعرف أين موقعه.. هل هو حارس مرمى أم دفاع أم هجوم.. حزب الأمة- الآن- في الملعب السياسي دون (خانة).. حتى لا يختلط الأمر على البعض.. فإن (الخانة) في الملعب السياسي لا تعني موالاة في مقابل معارضة.. ولا تحجز بالتوصيف الخطابي.. مهما كان الخطاب ليناً أو خشناً.. بل بالفعل والتأثير الحقيقي الذي يحرك الكرة من مكان إلى آخر.
(خارطة الطريق) التي يجدر أن تكون في جيب المهدي من الحكمة أن تقرأ (متغيرات) الملعب السياسي جيداً.. ثم تصنع الرؤية الهادية للطريق.. وأمام السيد الصادق المهدي فرصة تأريخية- ربما- هي الذهبية الأخيرة.
هي مباراة العبور!.
عثمان ميرغني
صحيفة التيار
نسال الله العلي القدير ان يوفق الجميع الي وفاق حقيقي وان ينهض السودان مرة اخري قويا بدون مكايدات والله ضاع منا الكثير واملنا في الله كبير ولا بد من تنازلات من الجميع مرحبا بالصادق في وطنه.