دون فائدة
شكت مفوضية اللاجئين من الحاجة إلى ملايين الدولارات؛ لمقابلة الاحتياجات الإنسانية في جنوب السودان.. المفوضية تحتاج (166.6) مليون دولار لمقابلة احتياجات اللاجئين الفارين من دولة جنوب السودان إلى السودان.
قبل يومين ثار جدل حول نشر قوات الحماية الإقليمية، التي رحبت جوبا بها، مع رفض وضع المطار تحت حماية هذه القوات- وفقاً لتربيون- فإن سلفاكير يرفض وضع المطار بشكل قاطع؛ إذ يقول: “لم أقاتل لمدة 21 عاما من أجل هذه البلاد، وعندما أريد مغادرة البلاد يجب على أن أخضع إلى تفتيش من قبل أجنبي.. إذا كانت هذه هي القوات التي يراد نشرها فإنني لن أقبل”.
هذه اللغة تُعيد إلى الذاكرة السودانية نشر القوات الدولية في دارفور.. التي انتهت إلى أن تم نشرها رغم التصريحات العنترية شديدة اللهجة.
رغم أن السودان- الدولة الأم- بسط من التجارب والدروس والعبر ما يكفي لقيام دولة وليدة قليلة الأخطاء، إلا إن الناتج هو عملية نسخ ولصق.. نقلت دولة جنوب السودان التجربة بكل إخفاقاتها، وها هم يُجبرون شعبهم على دفع الثمن أضعافاً مضاعفة.. الشعب الذي اختار أن يستقل بنسبة 99% ليبني حلمه، ها هو يواجه مصيراً قاتماً بفضل القيادة التي تتقاتل على السلطة عابثة بحلم الشعب.
لماذا لا يقرأ قادة جنوب السودان هذا التأريخ القريب جيداً؟، لماذا لا يعيدون طرح السؤال.. من استفاد من سنوات الحرب والصراع الطويلة التي قادت إلى الانقسام، وجعلت شبحه ماثلاً يهدد كل جزء من الوطن؟.
قتل وتشريد وفقدان الحق في التعليم لسنوات، وتجنيد قسري للأطفال، كل هذا يُعجّل بسيناريوهات أسوأ من الماثلة الآن.. والعبء يتحمله هذا الشعب الذي بدأ بعضه في العودة إلى الوطن الأم، إن كان ذلك رغبة، أو لجوءاً.. الدور الذي ينبغي أن يقوم به السودان في دعم استقرار هذا البلد، لم يفعل ربعه، رغم الضرر البالغ الذي يدفعه نظير سوء الأوضاع في جنوب السودان- على أقل درجة- السودان يتحمل موجات اللجوء التي لا تتوقف.
مطلع 2015م، ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة فرونتير اكونوميكس البريطانية.. إن (53) مليار دولار، هي كلفة استمرار الصراع في جنوب السودان بالنسبة لدول الجوار، إذا ما استمر الصراع خمس سنوات قادمة، والخمس سنوات مضى منها نحو سنتين، هذا الرقم الذي تحتاج إلى أقل من ربعه هذه الدول لمشروعات أساسية، سوف تضطر إلى دفعه كاملا، وربما يزيد نظير لا شيء.
شمائل النور
صحيفة التيار