القراءة في زمن الحرب.. شهادة بائع كتب في معسكر للنازحين بجنوب السودان
في ملكال بدولة جنوب السودان ووسط الحرب الأهلية المشتعلة، هناك وداخل معسكرات النازحين من ويلات الحرب يسعى جمعة علي إلى مداواة جراحات الحرب والنزوح بتوفير الكتاب الأكاديمي والثقافي إلى سكان مخيمات النزوح، ويؤمن بأن الكتاب ليس فقط خير جليس وأنيس في وحشة الظروف التي يعاني منها جنوب السودان بل الكتاب وإشباع نهم القراءة والاطلاع بالنسبة للنازحين من شأنه أن يفتح لهم نوافذ الأمل مشرعة إلى غد أفضل عندما تضع الحرب الدائرة حاليا بين الإخوة الأعداء أوزراها.
ينظر جمعة علي وهو الآخر نازج من جبال النوبة بالسودان إلى جنوب السودان باعتزاز وفخر إلى مكتبته المؤقتة في أحد معسكرات النازحين بمدينة الملكال المكتبة متخمة بالعنوانين من مجموعة فيرجينا وولف إلى قانون الضرائب الكندي نسخة العام 1995، ويقول جمعة لصحيفة الغادريان البريطانية إنه جمع هذه الكتب – التي أغلبها كتب مرتجعة أي أنه جمعها – من أيدي قراء أكثر منها دور نشر ومكتبات، وبعضها عبارة عن صور ضوئية من النسخ الأصلية للكتب، وجزء منها هبات من جهات خارجية.
ويضيف جمعة علي الذي وصل إلى جنوب السودان مع اندلاع الحرب الأهلية، وانضم إلى آلاف النازحين بمعسكر للأمم المتحدة بالقرب من ملكال، أنه يبيع الناس في المعسكر الكتب بأسعار زهيدة جدا، وهو فخور بأنه بائع للكتب والمعرفة. ويقول: “الناس هنا بسبب الظروف الصعبة لا يقرأون من أجل الترفيه، ولكنهم لا يزالون يفضلون المجيء إلى المكتبة”.
أما نوعية الكتب التي يطلبها رواد المكتبة من سكان المعسكر البالغ عددهم 33 ألف نازح، يجيب جمعة أن الكتاب المقدس وقاموس اكسفورد للغة الإنجليزية هما الأكثر طلبا، وكذلك المجموعات الشعرية خصوصا شعر الحب والغزل. ويضيف: “عندما تكون هناك حرب أو نزاع، فالناس يقرأون الكتب الدينية والسياسية، وعندما يحل السلام فهناك مجال أكبر للحب والشعر والرواية”.
ترجمة – محمود الدنعو
صحيفة اليوم التالي