رأي ومقالات

التحرش وما أدراك ما التحرش

لتعيش في بيئة ما وتتفاعل معها عليك أن تفهم قوانينها ونظمها الاجتماعية والسياسية . وكيف يفكرون وكيف ينظمون أنفسهم في عقد اجتماعي يربطهم.
في العام 1976 وصلت مدينة تورنتو الكندية للانخراط في برنامج لنيل درجة الدكتوراه .

وكان من قوانين جامعة تورنتو العتيقة أن تستفيد الجامعة من طلاب الدراسات العليا وتوظفهم لتدريس بعض المواد مثل مقررات السنة الأولى التي هي مقررات تمهيدية لمقررات تخصص في المستويات العليا. وينال طلاب الدراسات العليا رواتب مقطوعة لكل فصل دراسي. وكان من بين المقررات التي أسند لي تدريسها مقرر Bio 101 ومقرر Bio 102 .
خصص لي مكتب في مبني رامسي رايت Ramsay Wright building
المبنى مريح ومؤثث بأثات بسيط يفي باحتياجاتي . وقبل أن أتسلم وظيفتي كان على أن أوقع على ورقة بها بعض التعليمات بعد أن اقرأها جيداً ثم أودعها عند سكرتيرة الكلية.
تقول التعليمات أن الاتفاق الذي سأوقع عليه هو عقد بيني وبين الجامعة ويوضح ما عليّ القيام به من أمور إجرائية ولكنه ينص على الآتي:
1- لا تعطي رقم تلفونك لأية طالبة.
2- لا تطلب من أية طالبة رقم تلفونها. (الزمن داك ما كان في موبايلات).
3- إذا كانت معك طالبة في مكتبك يجب أن يكون الباب والنوافذ فاتحة على مصراعيها. ولا تحمل هماً للبرد لأن المبنى كله تغمره تدفئة مركزية.
4- أن تجلس منك الطالبة على بعد 5 أقدام أو عرض طاولة المكتب والكرسي الذي تجلس عليه أنت والكرسي الذي تجلس عليه الطالبة .

وعرفت التعليمات ما يمكن أن يشكل تحرشاً جنسياً Sexual Harassment باللفظ أو بالملامسة كأن تقول لها:
تبدين جميلة هذا اليوم You look beautiful today أو أن تلمسها أو تلمس ثوبها بأية صورة من الصور.
وهناك ما يسمى بالمقدمات الجنسية Sexual Advances كأن تقدم لها وردة أو دعوة لتناول القهوة أو تدفع لها قيمة تذكرة في المترو أو البص لو صادف وجودها معك في مكان واحد.
والأهم من ذلك فقرة تقول إنه إذا تقدمت طالبة بشكوى ضدك بأية من تلك المضايقات فإنهم سيصدقونها هي حتى لو لم يكن هناك شهود.

تصور هذا يحدث عام 1976 م في بلد نحن نعدها من بلاد الاستكبار والانحلال.
كم من المكاتب المغلقة عندنا هنا – والمدير عنده إجتماع ؟
قد يكون هناك انحلال وتفسخ – تلك الصورة الذهنية التي نحملها في أذهاننا للمجتمعات الغربية ولكن كل ذلك له أمكنته الخاصة . وواهم من يظن إنه يمكن أن يقيم علاقة جسدية من أول يوم لوصوله إلى بلد غربي – (من طرف). ذلك المجتمع الذي نظن إنه إباحي له قوانينه التي تحتم أن تكون العلاقة قائمة على حب وتعاطف وصدق . أما من أراد أن يرتاد أماكن الرذيلة والمواخير فتلك لها أماكن خاصة وهي محظورة بنص قانون تحريم الدعارة Prostitution is illegal.

د. محمد عبد الله الريح

‫2 تعليقات

  1. فعلا كلامك صحيح وحتي في المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية لا يجوز لمعلم ان يبقي في فصل مع طالبة واحدة
    الا إذا كان معه معلم او معلمه كشاهد ويكون الباب مفتوح.

  2. يا بروف عندنا ناس شعارهم النيه صافيه
    و تقول كده يصنفوك ظلامي ورجعي وداعشي ووهابي وخامسي وضد المجتمع والقيم السودانيه السمحه وتحاول احداث شرخ في المجتمع وووووووووو