صلاح الدين عووضة

الأموات الأحياء!!

*وليس حديثنا اليوم عن أفلام (الزومبي)..

*تلك التي تدور أحداثها حول قصص الذين ما هم بأموات ولا أحياء..

*أو الذين نسميهم في أساطيرنا المحلية (البعاعيت)..

*وفي بلدة الخندق أصر يوماً قريبنا علي صديق على مواجهة البعاتي..

*قال إنه يريد أن يواجه مخاوفه ، ومخاوف سكان البلدة..

*كان البعاتي- كما يسمونه- يأتي عند منتصف الليل من جهة مقابر (فوق)..

*ويسلك طريقاً واحداً هو الذي يمر بجوار الاستراحة العتيقة..

*فإذا ما بلغها سمع صوته المرعب كل أبناء البلدة..

*سمعوه بوضوح رغم نباح الكلاب التي تزفه، وتتبعه، وتحيط به..

*فأراد إبطال معتقد الناس في وجود ذلكم البعاتي..

*فما أن اقترب منتصف الليل- واقترب الصوت- حتى خرج يقترب من الاستراحة..

*وتلمس سكته في الظلام نحو تلتها الحجرية المرتفعة..

*وفور أن بلغ سورها الجنوبي الشرقي أطلق ساقيه للريح تجاه منزله..

*فقد عجزت شجاعته عن تحمل عواء الصوت المخيف..

*ولم يواجه مخاوفه؛ ولم يثبت شيئاً..

*ولكنه اختلق تفسيراً (تعويضياً) رأى أنه يُريحه، والآخرين..

*قال إن مصدر الصوت العجيب هو (حيوان متوحش)..

*وفي عالمنا الشمولي من يعجزون عن مواجهة مخاوفهم رغم صنعهم لوحوشهم..

*فهم الذين أكسبوا و(حوشهم)- الخيالية- قوة جراء (توحشهم)..

*فهم متوحشون في اجتراح خطايا السلطة، وحرمة مالها، وآثام نعيمها..

*وما ذاك إلا لأنهم لم يسلكوا صحيح سكتها بدءاً..

*وإنما أرادوها عبر سكة محفوفة بمثل مخاطر سكة (الاستراحة) ليلاً..

*ثم تلبستهم روح البعاتي ليصيروا هم أنفسهم أمواتاً أحياء..

*فلا (روح) في أفراحهم ، ولا (حياة) في أتراحهم، ولا (نفس) في ملاحهم..

*لا يفرحون بصدق، ولا يحزنون بصدق، ولا يحبون بصدق..

*العاطفة الوحيد (الحية) عندهم هي الخاصة بضرورة الحفاظ على (خطيئتهم)..

*فزوالها قد يعني ارتداد (القوة) التي أخذوها بها تجاه صدورهم..

*هم ليسوا كرصفائهم في العالم المتحضر يعيشون حيواتهم كبقية (الأحياء)..

*لا يستمتعون بالقطار- دون حراسة – مثل ديفيد كاميرون..

*ولا يتجولون بسياراتهم (البسيطة) مثل موسيه موخيكا صاحب (الفولكس فاجن)..

*ولا يتنزهون بدراجاتهم الهوائية مثل نيكولا ساركوزي..

*هم أموات أحياء بين أناس يخشونهم كخشيتهم هم أنفسهم من (بعاعيت مجهولة)..

*والصحَّاف كان يظن نفسه أشرس (بعاتي) في حكومة صدام..

*فلما سقط النظام البعثي اختفى عن الأنظار مع بقية الذين اختفوا..

*ثم فوجئ بأنه ليس مطلوباً أصلاً للعدالة..

*فهو لم يكن فيه شيء (حي)- ليؤذي- سوى (صوته)..

*لقد كان مثل صوت (بعاتي الخندق !!!).

صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. تصحيح
    الصحاف لم يكن مطلوبا للعدالة
    لانه كان عميلا للامريكان
    و هو يعيش الان مرفها بالامارات
    ألم تر دخول الامريكان بغداد حتى قصر الرئاسة دون ان يقاومهم أحد
    هذا ديدن البعثيين و الشيوعيين و من لف لفهم