تحقيقات وتقارير

الحزب الأحمر.. واقع مرير ونهايات مفتوحة

في ظل التطورات الإيجابية التي تشهدها الساحة السياسية من خلال مرحلة التوافق السياسي، يعيش الحزب الشيوعي أسوأ حالاته علي الرغم من أن حالة والإنشقاق ظلت ملازمة له منذ نشأته، فالمعاصر لمسيرة الحزب الشيوعي يوقن بأن ما وصل إليه الحزب الأحمر نذير بما هو أسوأ بسبب انصرافه من الساحة السياسية.

ويرى المراقبون أن نداءات الحزب الشيوعي بتغيير النظام بات الغرض منها واضحاً وينحصر في تأسيس نظام علماني لحكم البلاد بجانب أنها توافقت مع أجندات قادة التمرد وتصب جميعها في خدمة أغراض خارجية تستهدف البلاد وهذا أصبح أمر واضح لا يخفى على أحد، ولعل الفشل في تحريك الشارع وخلق البلبلة وسط البلاد بالتركيز على الولايات فضح نواياهم وعرضهم للإحراج خاصة وأنهم أثبتوا بعدهم عن الجماهير، كل هذه المخططات أوقعتهم في شباك النهايات المريرة التي ربما تقود إلي تفكك الحزب بشكل مباشر خلال المرحلة المقبلة. ويبدو إن ما يقوم به الحزب الشيوعي من ممارسات ما هو الا نتيجة لتخوفه من تكوين حكومة وفاق عريضة وتحولات جديدة وهذا ما يشعرهم بالخطر علي مستقبل الحزب الذي أصبح يفتقد العمق الجماهيري نتيجة للخروقات والممارسات التي انتهجها منذ ميلاده.

وكان الشيوعي قد قاد حملات ضخمة استندت علي مخططات عضويتهم بدول الغرب التي لم تفلح في الأداء السياسي السوداني وكان ذلك واضحاً في فشل دعوات تحريك الشارع وتنفيذ العصيان المدني لمرتين على التوالي.

ووصف يونس عبودي الأمين السياسي لحزب الإصلاح الوطني أطروحات الحزب الشيوعي بغير لائقة بالمجتمع السوداني ، ويقول أن نجاح مبادرة السيد رئيس الجمهورية في الحوار الوطني والاتفاق علي وثيقة قومية لحكم البلاد كانت درس وافي للشيوعي على وفشل مخططاته العلمانية ، فلذلك أصبح ليس لديه خيار سواء الإنحناء والإلتحاق بمسيرة الوفاق السياسي حفاظاً علي ماء وجهه أمام بقية من ينتمون إليه.

وأشار الي أن تكوين حكومة الوفاق الوطني الجديدة سيفوت الفرصة علي الشيوعيين بإستغلال القضايا التي سيتم الإتفاق علي حلها من جميع القوى السياسية التي شاركت في الحوار الوطني، وتوقع زوال الحزب الشيوعي في المرحلة القادمة.

وبقيام المؤتمر العام الأخير للحزب اندلعت خلاقات حادة بيت قياداته أدت إلي فصل وانشقاقات عديدة قادت الحزب الشيوعي إلي المزيد من الترهل السياسي وتلقي الضربات القاضية التي نتجت عن توجهاته البائسة.

وجاء حديث البروفيسور عبده مختار الخبير والمحلل السياسي مؤكدا انهيار نشاط الحزب الشيوعي السياسي الذي جعله يتخبط في القضايا الوطنية مستغلاً السياسيات الإستراتيجية التي تنتهجها الدولة خاصة فيما يتعلق بمعاش الناس والشأن الإقتصادي ملخصاً مشاكله التي عاقت مسيرة فشله الأيديولوجي ، ويواصل حديثه أن الحزب الشيوعي في السودان يستند إلي عقيدة افقدته القاعدة الإجتماعية وثقة الشعب السوداني مما جعله يفتقر التطور السياسي وممارسة السلوكيات غير اللائقة وهي التي تؤدي إلي المزيد من سقوطه وانشقاقاته الأمر الذي يزيده ضعفاً وربما يدفع به الي التلاشي خاصة بعد الوعي السياسي الذي تميز به أهل السودان.

ولا يخفى علي أحد أن الحزب الشيوعي إعتاد منذ نشأته العمل في الظلام وانتهاج السرية في استغلاله للقضايا وتحريك الشارع ليبعد عنه الشبهات وهذا ما جعل المعاصر لنشاطه يصف سياسة بالهزيلة وعدم قدرته في فضاء العمل السياسي.

ولعل الحياة العامة تمضي وتحدياتها تتفاقم ولم تعد هناك فكرة شيوعية تصمد في وجه القضايا والمشاكل الوطنية ليقول فيها الحزب مقالاته لأنه أصبح مجرد أيقونة في المتحف السياسي بلجنته المركزية والقيادات غير المعاصرة وما يجري داخل الحزب الشيوعي هذه الأيام من وهزائم نتيجة طبيعية لصراع توافرت فيه كل شروط الفشل والنهايات الخاسرة.

تقرير: الطاف حسن
(smc)

تعليق واحد