الاستقلال بعيون الطلاب.. الشعور بالوطن يتلاشى
يمثل عيد الاستقلال مناسبة وطنية يفاخر بها السودانيون بإجبارهم المستعمر الإنجليزي على الخروج من البلاد، بعد ان وضعوا حداً لفترته الاحتلالية، ويردد الكثير من المحتفلين بالاستقلال وعيده مع الفنان الراحل محمد وردي “اليوم نرفع راية استقلالنا “، ومثلما يوجد من يحتفل سنوياً بهذه المناسبة فإن آخرين يؤكدون أن البلاد لم تنل استقلالها بعد..
فضلنا التوجه نحو الجامعات التي تضم من نصفهم بنصف الحاضر وكل المستقبل وسألناهم عن عيد الاستقلال، وماذا يعني لهم،ف جاءت إجاباتهم متقاربة تحمل بين ثناياها تضاداً وتناقضاً.
لم ننل استقلالنا بعد
ابتدر الطالب محمد شيخ الدين بجامعة الخرطوم حديثه موضحاً أن معنى استقلال غير موجود إلى هذه اللحظة، والسبب في ذلك أن الشعب السوداني لم ينل استقلاله بعد، بل انتقل من ديكتاتوريات إلى ما هو أسوأ، مضيقاً: الاستقلال يعني لي الوطن وحكومة وطنية ديمقراطية وشعباً واعياً استقل من جميع الممارسات السيئة مثل القبلية والحروب وليس استقلالاً بخروج الإنجليز فقط، وأعتقد أن بروزنا كشعب واعٍ إذا تحقق يمكن أن أن نحتفل بالاستقلال، مؤكداً أن واقع السودان الحالي رديء جداً وغير مطمئن لمستقبل أفضل، مبيناً أن كلمة احتفال في حد ذاتها تعني له نفس المعنى سواء كان بالاستقلال أو العام الجديد، مشيراً إلى الجيل الحالي الذي يصفه بالمغيب فإن تركيزه منصب على الاحتفال بالعام الجديد ومتجاهلاً مناسبة الاستقلال الذي يتزامن معه، وذلك لأن الشعور بالوطن غائب لديهم، متمنياً مستقبلاً أفضل للسودان، وأن يكون ديمقراطياً وأن تتحقق العدالة الاجتماعية والحريات، وأضاف: أي سودان كما نحلم به أن يكون يوماً، وختم حديثه متأسفاً بقوله: كما قال أحدهم قديماً قبل خروج الإنجليز: قد يخرج الإنجليز غداً ولا نجد أنفسنا أحراراً.
عدم توفر المقومات
أما زميله محمد الأمين فيرى أن أغلبية الشعب السوداني غير مهتم بالاستقلال بل اهتمامهم منصب بالاحتفال بالعام الجديد والسبب في ذلك أن المواطن لا يشعر بنفسه مستقلاً حتى الآن، وذلك لأن المقومات الأساسية للحياة غير متوفرة، لذلك لا توجد فرحة بالاستقلال ولولا تزامنه مع رأس السنة لما عرف عنه أحد شيئاً، مؤكداً أن الترتيبات والزينة التي تعم شوارع الخرطوم والمؤسسات بأعلام السودان ليست إلا وسيلة للاحتفال بالعام الجديد، وقال إن واقع السودان الحالي متردٍّ جداً والمواطن يسعى لتوفير أساسيات الحياة بنفسه بعد أن فقد الأمل في الحكومة، لذلك أصبح جميع الشعب يسعى لتغيير ذلك الواقع، مبيناً أن الشعب السوداني يحتفل بالعام الجديد فقط، ولا يعطي للاستقلال أهمية، وذلك لـأنهم يعتبرون أنفسهم لا يزالون مستعمرين، مؤكداً أن الاستقلال الحقيقي في الدول التي تتوفر فيها مفاهيم العدالة والديمقراطية والحرية إذا توفرت تلك المفاهيم يصبح من الواجب الاحتفال بالاستقلال، مضيفاً: أتمنى أن ترسخ المفاهيم الوطنية في قول الشعب السوداني وفعله دون الانحياز والعنصرية والعرق واللون وأن تتحقق المواطنة، ولابد للسودان أن يصبح دولة مواطنة في الواقع القريب .
ضعف الوطنية
من ناحيتها فإن الطالبة رماز عبد الرحيم قد أبدت أسفها لعدم توفر الحماس لدى الشعب للاحتفال بعيد الاستقلال، وترى أن السببب في ذلك أن النظام الحاكم أضعف الوطنية في النفوس، موضحة أن واقع السودان الحالي غير مطمئن لأن الدولة إذا فسدت سياسياً فسدت اقتصادياً ودينياً واجتماعياً وجراء ذلك تفسد أيضا التجارة والصحة، وهذا يعني تدهورها من كل النواحي، مؤكدة أن معظم الشعب السوداني يحتفل بالعام الجديد، وليس عيد الاستقلال لأن هذا المفهوم لم يترسخ في الأذهان، مبينة أن عيد الاستقلال ما كان سيأتي ذكره لولا تزامنه مع بداية العام الجديد، وقالت إن الإعلام له دور كبير في ترسيخ مفهوم الاحتفال برأس السنة دون الاستقلال، وذلك من خلال الإعلانات لإقامة الحفلات وما شابه ذلك غير مبالٍ بالاستقلال، إلا أنها قالت إن الاحتفال بعيد الاستقلال منحصر على النظام الحاكم فقط، لافتة إلى أن الاحتفال بعيد الاستقلال لا يمكن أن يحدث إذا لم تتحقق المفاهيم التي انتزع من أجلها الأجداد الاستقلال وأبرزها الحرية والعدالة والرفاهية، مؤكدة أن الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد خصمت كثيراً من الوطنية في نفوس المواطنين، وتمنت أن يعود العيد القادم والبلاد في أفضل حالاتها وأن تتوفر للمواطن كل مقومات الحياة المطلوبة التي تتمتع بها شعوب الدنيا من صحة وتعليم وتوظيف ومياه شرب نقية وكهرباء.
افتقاد الحرية
بالمقابل قالت الطالبة زينب محمد الحسن أن الاستقلال يعني لها الحرية، موضحة أنها تشكر الله على هذه النعمة وهي خروج الإنجليز من البلاد، مؤكدة أنها عندما تسمع كلمة الاستقلال يتبادر إلى ذهنها أن السودان كان مستعمراً تحرر، وتقول إن الاستقلال بمعناه الحقيقي غير متوفر في السودان، وأردفت: وضع السودان الحالي أسوأ من الأسوأ، وعللت ذلك بقولها: إذا فسد النظام الحاكم فسدت دولة بأكملها، مؤكدة أن الشعب السوداني يحتفل بالعام الجديد وليس بالاستقلال، وذلك لأنهم يحتفلون بشيء يخص ذاتهم، أما الاستقلال فلا يجدون ما يحتفلون به وعلى ماذا يحتفلون الغلاء أم الأمراض أم السياسة الفاسدة، موضحة أن الاستقلال في نظرها يعني حرية التعبير دون الخوف من المساءلة من القوى الحاكمة، متمنية أن يصبح السودان أفضل مما عليه الآن لأنه يستحق ذلك.
ذكرى عظيمة
وفي ذات السياق أكد الطالب محمد الفاتح بجامعة المغتربين أن واقع السودان الحالي غير واضح المعالم، نافياً قدرته علي التنبؤ بسمتقبل البلاد، مؤكداً أنه من الذين يحتفلون بعيد الاستقلال كل عام مع العائلة والأصدقاء وينظمون له قبل أيام، وقال إن تركيز الشعب السوداني منصب على العام الجديد فقط لأن الاستقلال لا جديد فيه، موضحاً أن الاستقلال يعني له عاما جديداً مر دون أن نستعمر من دولة ما ودون حروب وسنة آمنة .
يوم عادي
أما زميله مجتبى فأكد أن الاستقلال يوم طبيعي بالنسبة له، موضحاً أنه لا يشعر به، غير أنه يوم عطلة، نافياً احتفاله بالاستقلال إطلاقاً، مشيرا لوضع السودان في السابق، وقال إنه كان متطوراً، أما الوضع الراهن فيصفه بالمتردي، ويقول: المعيشة باتت قاسية جداً وكل يوم الأسعار في زيادة مفرطة، موضحاً أن الشعب السوداني يحتفل بالعام الجديد لأنها عادة لديه والبعض يحتفل به ” عدم موضوع ” ونوع من الترفيه، مضيفاً: حتى عندما يقترب عيد الاستقلال والذي يقع مع العام الجديد، يبدأ السؤال المعتاد بين الناس (مروس وين). غير مهتمين بعيد الاستقلال، متمنياً للسودان مستقبلاً أفضل في المراحل القادمة.
وضع متدهور
الطالبة شهد زين العابدين نفت احتفالها بعيد الاستقلال، مؤكدة أن الاستقلال لو أنه وقع غير يوم 1/1 الذي يصادف العام الجديد لكان يوماً لا يذكره أحد، مبينة أن الاحتفال بالعام الجديد للترفيه فقط وليس الاستقلال، وقالت إن الاستقلال يعني لها دولة نالت استقلالها من الاستعمار ومن الحروب، ولكنها رجعت وأكدت أن الوضع ما زال متدهوراً.
ترفيه فقط
بينما أوضحت الطالبة فاطمة محجوب أنها تشعر بالانتماء الوطني وبعد مرور عام كامل دون حروب وبكل حرية، وأكدت أنها غير راضية عن وضع السودان الحالي والاحتفال الرسمي لدينا في كل عام هو الاحتفال بالعام الجديد المسمى (رأس السنة)، وهذا الأمر أصبح شيئاً تقليدياً وترفيهياً، وأردفت حديثها أن الاحتفال بالاستقلال لا يمكن أن يحدث إلا عندما يصبح المواطن السوداني بكامل حريته من دون أي ضغوط، وقالت: إما أن ينصلح النظام الحاكم الحالي أو يرحل ليصبح السودان بأفضل حال.
انتماء منعدم
صابرة نادر طالبة بجامعة الخرطوم أكدت أن الاستقلال بالنسبة لها هو خروج الإنجليز من البلاد، أما الشعور بالانتماء للوطن فهو شبه معدوم لدى أغلبية الشعب السوداني، ووصفت وضع السودان الراهن بالسيئ، موضحة أن الشعب السوداني لا يحتفل بعيد الاستقلال والسبب في ذلك وضع البلاد المرير، مؤكدة أنها تحتفل بالعام الجديد فقط، ولا تبالي بمناسبة الاستقلال، موضحة أنه إذا اصبح الوطن ديمقراطياً ومتقدماً يمكن لها الاحتفال بعيد الاستقلال أما في هذا الوضع لن يحتفل به أحد.
واقع مظلم
وفي ذات السياق أشارت الطالبة هبة محمد إلى أن الاستقلال في معناه الحقيقي هو التغيير والخروج من الظلم والاستبداد والقهر إلى حياة كريمة تنعم بالحرية، وأكدت أن الاستقلال بالنسبة لها كان خطوة جميلة لتحرير السودان وتمليك السلطات القيادية للسودانيين وأبناء الوطن، أما وضع السودان الراهن فوصفته بالمجهول، موضحة أن الوضع الحالي لن يتغير إلا إذا اختفت الخلافات والتطرف والمنازعات، وقالت في حديثها لـ( الصيحة) إنها لا تتنبأ بأي واقع جميل للسودان في ظل الحكومة الحالية.
الصيحة
نحمد الله على أن نفوسنا استوعبت كلمة ومعنى الوطن …وتغلغلت في مسام أرواحنا قدسيته
ولم تستطع مرارات الغربة أن تسحب رصيد المشاعر نحوه …ولا تهزم مخزون الإحساس بتفرده بين بلاد الدنيا
ولكم جمعتنا الاحتفاليات في غربة لا النفس راضية بها ..ولا الملتقى من أهلي كثب
فكانت أصواتنا تصدح ” أصبح الصبح …وإذا الفجر جناحان يرفان علينا …وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
ويا وطني يابلد أحبابي …وليشهد التاريخ أبطالا لنا
القومة ليك يا وطني …القومة ليك يا وطني …القومة ليك يا وطني
الملاحظ انه نحنا احيانا كثيره نظلم ابنانا الطلاب ونتهمهم باللا وعي لمايدور حولهم ولكني تفالت اكثراوجود مثل هذه الكوكبه الواعده وانا شخصيا يادوب حسيت بطعم الاستقلال وكانن اعيشه ولوبعد حين
علي فكره حاليا العايز يشعر بالاستقلال يبقي موتمر وطني