ارض السمر
1- حلّ علينا قبل أسابيع ببلدتنا الوادعة شماليّ السودان المُخرِج المرهِف الحائز على عدة جوائز عالميّة والباحث السودانيّ الأستاذ سيف الدين حسن وفريق عمله الذي يضم كوكبة من المبدعين تم إنتقائهم بإتقان ، سيف الدين حسن مُبدع سوداني لمّاح يقدم لوطنه في صمتٍ دون ضوضاء ما لاتستطع أن تقدمه وزارات ومؤسسات تُنفق عليها الأموال الطائلة لتعرف العالم بالسودان ، يبدع ( ود حسن ) هذه الأيام كما في كل مرة كعادتِه وهو يجوب السودان بآثاره وغاباته وجباله وصحاريّه ووديانِه ، لنشاهد نحن والعالم من على أسِرتنا ومقاعدنا الوثيّرة وجهاً آخرلانعرفه لهذا البلد الأسمر الخلاّب المفتون والمحشود بالجمال .
ـ2ـ
سلسلة وثائقيات ( أرضَ السُمْر) تعرفنا بالسودان الأجمل من خلال عمل فنيّ إحترافيّ مُرهَف يرسم بزووم الكاميرا مسار النيل ( سليّل الفراديس ) وهو يعانق الغابة والصحراء ، اللتين يضمهما بين جانبيه يرقدان في دفء حضنه ، سلسلة وثائقية تنفض الغبار عن صورة حقيقية مخفيّة للسودان عن قصد أو دونِه ، وذلك بإظهار ما غير مُشاهد وكأنه إعادة اكتشاف لمكنُوناتِه ومكوناته وإرثه الثقافي والحضاري وإعادة قراءة تاريخه ومخزونه الحضاري بصرياً ، بتتبع مواقع جغرافيته وأحداثه الكبيرة وتجسيد أهم هذه الأحداث باستنطاق المكان ليقف التاريخ شاهداً حياً بكل تجلياته أمام الناظِرين وتغيير الصورة الذهنية النمطية للسودان لدى العالم الخارجي بوصفه دولة الحروب والقبليات والفقر والجوع والمرض ، يتم ذلك من خلال القفز من وراء هذه الذهنية النمطية والبحث عن أصول الأساطير القديمة المرتبطة بالعهد القديم والحديث في مناطق السودان المختلفة
وتناول التاريخ وشروحه الخيالية بما يرتبط بجغرافيا السودان وأثر تلك الأخاييل الدينية كما يقول مُخرِج هذه الثروة من الإبداع ( سيف الدين ) .
ـ3ـ
أحس بأن الكاميرا ترتاح من على كتف (سيف الدين ) وهو يجوب مع فريقه ليستنطق الجمال وينقل إفادات غمار الناس ويوثق للغُبش الذين نشأوا و ترعرعوا وأرتبطوا سنين عددا بهذه الأرض المعطاءة ، يستمتعون بمعاناتِهم ويضحاكون الطبيعة التي تبتسم ساعة وتكشّر أخرى ، ويطربون لسجع القمارِي على جريّد النخيّل ، وخريرجداول المياه المنسابة من النيل ، وهمس أزاهير اللوبيا في الجَرف والبرسيّم ، وأريج الأرض المُبتلة والسِعدَا والطرفَا والمَريّقْ .
يكاد قد غطى مع فريقه معظم المواقع والمناطق المستهدفة في الشمال ، كما بدأ في تصوير عمل كبير بالغرب بشرق دارفور وأجزاء من جنوب دارفور، وأنحاء واسعة من ولايات شرق السودان ، وهو يستخدم في هذا العمل الإبداعي أحدث المعدات و الكاميرات ذات التقنية الحديثة وطائرات الفانتوم الذكيّة المستخدمة في التصوير الجوي
ـ4ـ
كما يقول المخرِج : سيتجاوز هذا المشروع الإبداعي مقاييس الفيلم الوثائقي التقليدي ليقدم صورة مرئية وبصرية شاخصة للسودان في أوديته وجباله وآثاره وسهوله وأنهاره وبحاره وإنسانه ، وذلك بعكس الواقع المُبهر المتجسد في المراعي المفتوحة والأراضي المزروعة والغابات والنظر للثقافات الشعبية بوعي بصري عالٍ، وسيطرق البرنامج بقوة ليوقظنا من سباتنا لننتبه بأننا نعيش في بلد يمتلك إرث حضاري عظيم مازال ينبض بالحياة ، وكما قال : نجيب محفوظ في ( زقاق المدق) ديننا عظيم ولكن حياتنا وثنية .
بقلم: محمد الطاهر العيسابي
Motahir222@hotmail.com
إلى لقاء ..
العنوان ( بايخ) و يحمل دلالات عنصرية..
بس ما كان تستشهد بقول واحد مصري .. يعني ما لقيت اي زول عبر عن وطننا الغالي ارض الحضارات غير واحد مصري معفن.
افضل برنامج وثائقي عن السودان حتى الآن تقديم وإخراج رائع حتى مقدم البرنامج المصري استطاع يقدم بلدنا بطريقة احسن من اي سوداني يقدمها رجل محترم ومحترف كلامه ومعلوماته دقيقة فلاحتنا انحن بس ننبزهم ولا واحد فينا حاول يسافر يكتشف البلد لكن لمن جاء هو وعمل كدة الناس كلها تعترض ليه بنزعل لمن يجي زوول من برة يوري العالم حضارتنا و نحن اكسل من أننا نجيب كباية موية لروحنا
عموما برنامج جميل جدا وهادف ومفيد ومكتمل من جميع النواحي