أقدلي.. وسكتي الخشامة
لا تفكر في الذهاب لحفل عرس ..ان لم تكن من الراقصين .. ما ان يصدح الفنان ..ستجد نفسك وحيدا في الطاولة التي كانت مزدحمة وقت العشاء ..لكن لا تكمن المشكلة هنا ..المشكلة تكمن في انك تصير فجأة موظف الامانات ….كما حدث لي بالأمس ..بدأ الامر بسيطا ..اذ سألتني احداهن ..(قاعدة شوية؟؟) ..وهذا سؤل مبطن يعني (هل عندك نية للرقص خلال هذه الأمسية؟؟) ..هززت رأسي بالنفي ..فما كان منها الا مدت يدها بحقيبتها ..وهي تطلب مني الانتباه لها …كانت هذه البداية ..ولم تأت النهاية ..
تراكمت الحقائب ..تعددت ألوانها وأنواعها ..ثم ظهرت انواع اخرى من الامانات ..(الامانات البشرية) ..أتت ابنه أختي بابنها الصغير وهو يغالب النعاس (خالتي خلي بالك منو) ..الصقت كرسيين وانامته وذهبت للحاق بالرقصة القادمة ..يبدو أن هذا المنظر اجتذب اخريات ..اذ سرعان ما اتت أخرى …وانامت ابنتها على كرسيين اخرين..كبرت مهمتي وانشغلت بمتابعة الراقصين ومراقبة الأمانات ..تدور عيناي ..في جميع الاتجاهات .. .. انتبهت الى هناك مثلي ..متفرقين في أنحاء الصالة ..يحرسون اشياء اؤلئك الذين اجتذبتهم الموسيقى ..همست لنفسي (حقو نعمل حزب ونشارك في الحوار الوطني )…وقف بجانبي طفل صغير ..أخذ يتأمل في الاطفال النائمين ..ثم نظر الي ورأي كوم الحقائب ..يبدو أنني أثرت حيرته …اذ سألني (انتي يا خالتو ليه قاعدة هنا براك؟؟)..أقعدني الزمن يا بني ..مش كان احسن اكون برقص ؟؟ بدل الانا فيهو دا؟؟
…زمان يا بني ..لم تكن الموسيقى فقط هي التي تدعو الناس للحلبة ..كان اهل العرس هم الذين يصرون على الفتيات بالرقص ..وكن يتمنعن ..وبعد ذلك توافق احداهن على مضض ..ترقص قليلا وتعود الى كرسيها ..لذلك لم تكن الامانات كثيرة ..وكان الرقص جميلا ..اذكر في صغري .. زواج احدى بنات حلتنا في عطبرة ..أتي اهلهم من ديار الشايقية ..كان الغناء شايقيا خالصا يصحبه الطنبور ..أذكر ان أحدى النسوة القادمات من البلد ..تمنعت كثيرا ..قبل ان ترقص .. فردت ثوبها ..وهي ترقص رقصة الحمامة ..كانت راقصة متمكنة ..كل الناس وقفوا لمشاهدتها ..كان الطنبور يعزف ..وهي تتبعه بخطوات منتظمة ..تصاحبها (صفقة) المتفرجين ..لا أذكر منظرا سحريا ..كذلك المنظر …ظل بذاكرتي ..استدعيه كل ما استمعت لموسيقى طنبور ..
(يا خالتو انتي ديل أولادك؟؟) ..هكذا الاطفال يلقون بالسؤال دون أن انتظار اجابة الاخر ..ضحكت وقلت له (لا ..ديل امانات..انا ماسكاهم لامهاتهم)..اخرج ورقة بعشرة جنيهات مدها لي قائلا (خلاص أمسكي لي القروش دي ..انا ماشي أرقص)..حتى انت يا بروتس ..ظهرت على حقيقتك ..تريد الاستفادة من خدماتي ..لا وكمان عهدة مالية ( يا ولدي ..طبقها ختها في جيبك ..ما بتقع ..دي ورقة) ..هز رأسه موافقا ..واسرع الى الحلبة ..وغاب بين الراقصين الصغار.
طال وقت الحفل ….وبدأ ما يسمى بال(دي جي) ..كان الجميع يقفز في الهواء ..ويرددون كلمات الاغاني الاجنبية …ان كان هذا هو الرقص ..فقل على الدنيا السلام ..احسست أنني بلغت من الكبر عتيا .. اغالب النعاس ..واخاف على هذه الامانات .. لا احد يعود ادراجه لاستلام خاصته ..حتى ذلك الطفل ..ابتلعته حلبة الدي جي …المهم انني في نهاية الامر ..قررت الاستفادة من مواهبي المدفونة وانشاء شركة لحفظ امانات الراقصين اثناء الحفل …على الأقل نطلع لينا بي قرش قرشين .
ملحوظة هامة جدا: أسؤا مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يذهبون لحلبة الرقص ..ويتركون حاجياتهم الخاصة ..عند واحدة لا تستطيع السهر ..وترغب في مغادرة الحفل باكرا…
ملحوظة تانية هامة جدا برضو: الف مبروك للعروسين وبالرفاء والبنين.
د. ناهد قرناص
حلتكم يادكتورة مليااانة شوايقة
وبيتكم محاط لاجهات الأربعة منهم
يكونوا منوووو ؟
وأجمل شيء إنكم حلفاويين وسط الشوايقة
والشارع القدامكم شايقية وسط الحلفاويين
حلييييلك يا عطبرة
التي جمعت قبائل السودان وصهرتهم في بوتقة من الحب والتكافل
انا اقترح ليكي حل
تقولي ليهم انا ماشة بعد ربع ساعة
حاسيبها ليكم في الطربيزة و ما بتجيها حاجة
المشكلة مع جوطة نهاية الحفلة و زحمة المغادرة تجي واحدة تستلم شنطة أو طفل بالغلط أو بالقصد … و انتي تبقي في حيص بيص . لذا فالاقتراح هي أن تعملي أرقام متسلسلة زي بتاعة المحلات، عند دخولكم و أنت تحمل كيس أو شنطة … يضعوا حلقة بلاستيكية مرقمة داخل الكيس و يعطونك حلقة أخرى تحمل نفس الرقم … للتأكد عند الاستلام.
أذكر عند عودتي لاستلام كيسي من العامل المختص بذلك .. قمت بالتظاهر بتفتيشه للتأكد من محتوياته … فنظر لي العامل بتعجب !!
انتى زاتك الوداك هناك شنو انتا قايله الجحيم للبرقصو بس احسن تتوبى وتستغفري عسى الله ان يتوب علينا جميعا هذا بالرغم من اننى مدمن قراءة كتاباتك يادكتورة .
ياخالتو الحفلة الجاية اعزميني معاكم انا ذاتي مابحب الرقيص بس اهم شيء لابد من زيادة الأمانات ويدخل فيها الدهب عشان نكبر الزوقة لي امريكا ودهب ثلاثة نسوة سوف يفي لنا بالغرض