قيادات سادت ثم بادت
* لازالت وستظل لغة العنف المصحوبة بـ(الزئير)، هي المسيطرة على خطاب الحزب الحاكم بعد أن أماطت الأحداث الأخيرة اللثام عن حقيقة من يطرحون أنفسهم قادة بلد وصُنَاع قراره.
* كثيراً ما تناولنا في هذه المساحة نماذج لخطابات كان طابعها (الشترة) لعدد كبير من منسوبي الحزب الحاكم والتي صارت فيما بعد مصطلحات يتندر بها الشارع السوداني، وحتي الإعلام الخارجي.
* أمس الأول أصرَ نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم محمد حاتم سليمان، الخارج لتوه من (قضية فساد) أن يواصل في ذات لغة التهديد والوعيد وبذات طريقة سابقيه من قيادت (سادت ثم بادت)، متوعداً (دعاة الفوضى والدمار) بحسب تعبيره، (حٌرم نعصرك ونجيب زيت زيتك)، بهذه المفردات يخاطب قيادي رعاياه، هذه هي لغة نائب أكبر رئيس حزب في السودان أو يفترض أن يكون هكذا.
* هذه هي اللغة الوحيدة التي يجيدها أهل الانقاذ، وتوزيع صكوك الوطنية لمن يواليهم (ولو كذباً)، ويسحبونها لكل (ممانع ).
* محمد حاتم وقبل أن تنتهي قضية التجاوزات المالية التي كان بطلها إبان فترة إدارته للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، أراد أن يقول للجميع (أنا برئ)، والبراءة التي يعرفها على ما يبدو هي أن يصرخ مهدداً متوعداً العامة من أبناء الشعب، لا لسبب سوى رفضهم لتجاوزات ومخالفات التلفزيون التي رائحة فسادها وطفحت بالداخل والخارج.
* السودان لم يكن يوماً خاصاً بفرد، أو حكراً على فئة محددة، أو حزب بعينه، ولكن وعندما تخرج الألسن وترتفع الحناجر مطالبة بمغادرة الفاسدين ومحاسبة كل من ثبت تورطه في نهب البلد، والمطالبة بإسترجاع كل مليم تم التعدي عليه، هنا فقط يكون المواطن المطالب بحقوقه (غير وطني)، ويسعى لتدمير البلد، ويستحق (قطع يده)، بينما يبقى السارق الحقيقي حُرَاً طليقاً مستحقاً لكل الألقاب والأوسمة.
* أهل الإنقاذ باتوا يضحكون على أنفسهم قبل أن يضحكوا على المواطن الذي أكمل دورة وعيه، و لم يعد مجدياً معه استجداء رضائه بالخطاب الديني أو إبتزازه عاطفياً بمفردات التخويف والتحذير، ولم يعد ممكناً معه استخدام لغة التهديد العنف والتشفي.
* وزراء ومسؤولين يتشبثون بكراسي السلطة بحثاً عن المزيد من الوقت، ولعل حديث وزير المالية أمس عن تحقيق السودان أعلى معدل نمو في العالم يبعث على الشفقة على ما وصل إليه الرجل ونظامه من ربكة، ويجعلنا نستحي ونطاطئ رؤسنا خجلاً من كون وزراؤنا يمارسون علينا أبشع أنواع التضليل، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم أجمع عن إنهيار الاقتصاد السوداني، ما فائدة زيادة معدل النمو، و الجنيه السوداني يتهاوى أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، وإرتفاع معدلات البطالة، وخروج السودان من السوق العالمي في معظم المجالات الزراعية والصناعية وغيرها.
* حكومة تتحدى مواطنيها بعد أن إستباحت حقهم العام، بدلاً عن تقديمها الإعتذار لكل ما أصابهم من ابتلاءات متعمدة.
* الحرب الباردة بين الحكومة والشعب لن تنتهي قريباً، ومثل هذه التصريحات غير المسؤولة تشعلها مجدداً وتضعها على فوهة بركان.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة