معركتنا معهم
> لا نحتاج إلى كثير تذكير بأن القوى السياسية التي تريد استغلال الوضع الحالي والدعوة لما يسمى العصيان المدني، هي مجرد مطايا لقوى خارجية، والدليل على ذلك أن الناشطين من الحزب الشيوعي السوداني وبقية فقاقيع اليسار المأزوم ما هم إلا تروس صغيرة في الماكينة الأمريكانية الراغبة في إجهاض أي تطور سياسي عقلاني في السودان عقب نجاح الحوار الوطني وقرب قطاف ثماره التي ستنعكس على البلاد سلاماً واستقراراً ..
> ولسنا في حاجة للقول إن الحزب الشيوعي وكوادره وكثير من قياداته صاروا من أهم بيادق الدوائر الغربية المشبوهة التي تعادي السودان، ولا يخفي كثير من الوطنيين من القيادات اليسارية السابقة أو من صحا ضميره الاعتراف الصريح بأن اليسار السوداني كله صار يساراً أمريكياً أصيلاً استخلصته واشنطون لنفسها، وأصبح يخدم أهدافها ومصالحها وهذا ليس في السودان وحده، فالشيوعيون العرب مثلاً في كل البلدان العربية هم الساعد الأيمن للمنظمات اليهودية والغربية وأصبحوا عبدة الدولار الجدد بعد أن ملأوا العقود الماضية ضجيجاً بالشعارات والهتافات، مما ساعد في تغبيش الوعي السياسي للشعوب في المنطقة وتضليلها.
> الشيوعيون السودانيون ليسوا نسيج وحدهم فهم من منبتهم الأول لم يتحركوا قيد أنملة منذ أن أسس هنري كوريل حزبهم العجوز وجندهم وسلمهم للمخابرات البريطانية التي رعتهم وبدورها سلمتهم للمخابرات الأمريكية رغم زعيقهم وحناجرهم المشروخة بلعن الأمريكيين ومولاة الاتحاد السوفيتي حتى سقوطه .
> هؤلاء العملاء القدماء المتجددون، هم من يحمل المعول الأمريكي ليهدم السودان، فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي، احتضنت الولايات المتحدة القيادات والكوادر لأحزاب شيوعية من دول العالم المختلفة وفي مقدمتها قيادات وكوادر الحزب الشيوعي السوداني، وتم توطينهم في المدن الأمريكية وحصلوا على الجوازات الأمريكية، وتواصلوا وعملوا مع المنظمات الصهيونية والمسيحية المتطرفة، وصار مكتب الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة من أغنى المكاتب الحزبية التابعة للشيوعيين في مهاجر العالم المختلفة .
> وبالتنسيق مع الدوائر الأمريكية والمنظمات تم تدريب كوادر الحزب عبر المراكز والمعاهد المشبوهة في نيروبي والقاهرة وبريطانيا وألمانيا وهولندا وفي عواصم إفريقية وداخل مدن الولايات المتحدة الأمريكية، وفتحت لكوادرهم خزائن الخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية (CIA) ، فتدفق المال الحرام لمنظمات وواجهات الحزب الشيوعي السوداني، وتم توظيفهم من أجل تخريب السودان وتدميره عبر فرية إسقاط النظام الحاكم فيه وإزاحة الإسلاميين من السلطة، وما تغلغل الشيوعيين وكوادرهم في التنظيمات المتمردة مثل الحركة الشعبية الأم والحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة، إلا شاهد ودليل على عمالة هذا الحزب وولائه لأسياده الجدد في واشنطون.
فالشعب السوداني لن ينخدع بالدعاية السياسية وعمليات التحريض للعصيان المدني أو غيره، فحيل ولعبة الأمريكان وأتباعهم وتوابعهم وأذنابهم لن تنطلي على أحد، لأنها مخططات واضحة وضوح الشمس، مكشوف عنها الغطاء ومرفوع منها الستر، وتنضح بأحقاد الشيوعيين وغلهم وسوء نواياهم وخبث مقاصدهم، فهم بلا ولاء لوطن أو تراب أو قيم أو عقيدة ومن يفقد ولاءه وقيمه وما يربطه بوطنه يمكنه أن يفعل كل شيء ولا يهمه يسقط عند أي سفح وقاع .
> معركتنا منذ اليوم هي ضد هؤلاء، فهم لا سقف لهم … في معاداة وخيانة أوطانهم.. يتلاعبون بعواطف الشباب يدغدغون الجماهير الصابرة وهم يعلمون أن نهاية مخططهم هو جر السودان إلى حمامات الدم وساحات الصدام ..
> معركتنا منذ اليوم ..ضد كل من يريد أن يكون مصير بلادنا هو الدمار والخراب، فلن نترك لهم سانحة لتنفيذ مؤامراتهم الدنيئة ..ولن تكون خاتمة عبثهم إلا السراب، فالسودان أقوى من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ولوثة الجنون التي تعتمل في صدور الخائنين..
> لا صوت سيعلو فوق صوت المعركة …فلتفعل الحكومة ما تشاء من تدابير وإجراءات .. لكن الساحة الوطنية لن نتركها لشذاذ الآفاق وعملاء أمريكا والغرب وحملة العار الثقيل وجالبي الخذلان لوطننا وشعبنا، ستكون معركتنا معهم طويلة وسجالاتنا لن تنتهي حتى النهاية ..ندحرهم وننتصر.
الصادق الرزيقي – أما قبل
صحيفة الإنتباهة