العطور البلدية.. أوراق الأشجار تدخل الصناعة.. براءة اختراع عائشة
يستطيع الكثيرون تميز انتماء العطور المحلية ما إن تفوح رائحتها، فيحب سكان الجزيرة العربية استخلاص دهن العود والعنبر والمسك في عطورهم البلدية، ويفضل الهنود أخذ عينات من عصارة بعض الأزهار الغريبة، وعادة يميلون للعطور الزيتية، وكذلك الفرنسية التي غالبا ما تميل للعودة إلى الطبيعة، ويُستخلص جزء كبير منها من الأزهار والفاكهه، والشعب السوداني أيضا يملك نصيبه الخاص من هذه الصنعة التي لا يُشبهه فيها أي بلد من بلدان العالم، ويُعدُّ فلكلورا خاصا للسودان أجمع لا يملكه شخص بعينه.
لكن السيدة السودانية عائشة إبراهيم زيدان، تمكنت من تغيير المكونات الأساسية للعطر المحلي، وقامت بتسجيل براءة اختراعها في العام 2010، الذي عملت فيه على إحلال وإبدال مركبات طبيعية كالفواكه الاستوائية مثل الباباي المانجو الأنناس البرتقال الليمون القشطة، إلى جانب أوراق الأشجار والنباتات المحلية، وذلك بمقادير وطرق معينة، حرصت فيها على أن يحصل العطر على ذات الجودة، وطافت به بلدان عربية وأفريقية كثيرة تعريفاً بابتكارها الحديث.
أقل تكلفة
قالت عائشة لـ (اليوم التالي): “كل ما قمت به هو تطوير العطر المحلي القديم، ليصبح أكثر حداثة ومواكبة للمتطلبات العصرية، إلى جانب أن ما أضفته من مركبات طبيعية منحته ذات الجودة وبأقل تكلفة، وقلة التكلفة المادية كانت أحد أهدافي، وذلك بالاستفادة مما نملك من ثروات طبيعية كمركبات وعناصر أساسية للمنتجات، وتكلف الطريقة القديمة في صناعة العطر المحلي ثلاثة أضعاف قيمة المستحدث، بمعنى لو كانت تكلفة صناعة العطر المحلي القديم ألف جنية، فإن الحديث لا يكلف أكثر من 250 جنيهاً، وقمت باستبدال عناصر أساسية في صناعة العطر المحلي بعناصر طبيعية، فاستبدلت الظفرة بالباباي، كما استعضت عن استخدام المحّلب بالبرتقال”. وتضيف: “إذا لجأت الكثير من الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج إلى استخدام هذه العطور، فإنهن يضربن عصفورين بحجر واحد، الأول أنهن سيوفرن مبالغ طائلة، والثانية استخدامهن لمنتج محلي”.
مصنوع من الفواكه
تُمثل الفاكهة العنصر الأساسي في تركيبة العطر المحلي بصورته الحديثة، وهذا لا يستثني مختلف أشكال العطور السودانية العتيقة سواء أكانت الخمرة أو الدلكة بشتى أنواعها، وتظهر رائحة الفاكهة، ولونها في كل زجاجة عطرية، الذي أقوم فيه باتباع طريقة التجفيف الداخلي بالضوء للفاكهه، دون تعريضها لأشعة الشمس يعطينا تركيزا أكبر للفايتمين، ولا أعرضه للحرارة إلا عند آخر مراحل التحضير، ومثلا الطريقة التقليدية لصناعة خمرة الظفرة تبدأ بنقعها في الماء ومن ثم تُنظف وتأخذ زمن في الإعداد، لكن طريقة تحضيري لها تختلف، فهي تبدأ بتجفيف الفاكهة. واسترسلت: “أما الدلكة فبعد أن أجفف الفاكهة أقوم بتحويلها إلى مسحوق ناعم (باودر)، ومن ثم أقوم باستخدام طريقتي الخاصة في تحضيرها، هذا المسحوق يظل محافظا على جودته لأكثر من عامين، وقد ابتكرت نوع خاص من الدلكه استخلصته من نبات السدر، وهو لم يكن معروفا في فلكلورنا السوداني”.
مواسم جمع الفاكهة
وتواصل عائشة حديثها قائلة: “أجمع الفاكهة في مواسم وفرتها، ومن ثم أقوم بتجفيفها والاحتفاظ بها لحين الحاجة إليها، وذلك لأني أعمل على تحضيرها يدويا، ولا أملك معملا مخصصا، فإنني أعمل كميات محددة، وأنجز غيرها حين تنفذ الكمية الموجودة لديّ، مع العلم أنها تمكث أكثر من المدة التي تمكثها العطور القديمة ولا تعطب سريعا”. وأضافت عائشة ضاحكة: “مع العلم إنني خريجة مرحلة ثانوية – مساق أدبي- ولا أحب الرياضيات والمعادلات، إلا أن الله حباني بموهبة فطرية في مسائل التجفيف للفاكهة، التي استفدت منها في مهنتي الحالية (صناعة العطور المحلية)، وشيئا فشيئا اكتشفت ما هي الفاكهة التي تصلح لعطرنا المحلي، وأتمنى أن يتجه الناس لتطوير ما نملك من فلكلور حتى يتواكب مع متطلبات العصر”.
الخرطوم – نمارق ضو البيت
صحيفة اليوم التالي
لكي كل التحية والتجلي والقومه ليك يا عائشة.هكذا اخوات مهيره الآلي دخلن مجالات عدة وبرعنا فيه وتفوقنا حتي علي كثير من رصيفاتهم العربيات والافريقيات .مش اخوات العصيان وبطلة قصة البنغالي. الآلي برعن في خلق الوهم والبراعة في الفضاء الوهمي. لكي التحية عائشة .