تحقيقات وتقارير

مأمون حميدة.. كتابة روشتة الجدل

يشهد القطاع الصحي جدلاً كثيفاً في الوسائط المختلفة بسبب السياسات الصحية التي تتبعها وزارة الصحة ولاية الخرطوم منذ تولي البروفسور مأمون حميدة حقيبتها، وطالت العديد من الاتهامات والملاسنات القطاع ووصلت حد اشمئزاز الوزير من زمرة الاطباء، خاصة بعد مقولته (طبيب الامتياز بعمل لي حساسية)، ووصف الوزير من نادوا بالتوقف عن العمل بثوار الكيبورد وتحدى المشككين في تقديم الخدمة الصحية بالنزول للمستشفيات لرؤية ما تم إنجازه خلال الأعوام الخمسة الماضية.

إقرار بالفشل
الرجل في خضم ثورته ضد منتقديه نسي أو ربما تناسى أنه كان قد قطع وعداً بتقديم استقالته خلال شهرين وذلك قبل ثلاثة أشهر من هجومه أمس قبل الأول, بيد أن الخبير بالشأن الصحي د.عبد الله قرشي وصف إعلان وزير الصحة البروفسور مأمون حميدة بتقديم استقالته في غضون شهرين بالاعتراف بالفشل، وقال إن الحديث عن الوزير لا يعني استهدافه، ولكنه القائم على الشأن الصحي بالولاية، ويتضح للكثيرين تقاطع بعض قراراته مع المصالح العامة وبالطبع تضرر منها الكثيرون، وعلى سبيل المثال إن ادارة المؤسسات العلاجية الخاصة تغلق مستشفيات القطاع الخاص لأقل مخالفة عبر حملاتها التفتيشية والرقابية، في وقت تفتقر فيه المستشفيات الحكومية لأدنى تلك المقومات، ولو انتظمت مثل تلك الحملات المستشفيات العامة قطعاً سيتم إغلاقها جميعاً دون استثناء، أما الحديث عن وجود طفرة بالقطاع لا أساس له على أرض الواقع فمستشفى أم درمان يتم تسييره بالدعم الذاتي، ولا توجد به أشعة مقطعية، والمواطن البسيط يلحظ أن تصريحات حميدة بعيدة عن المهنية بل أقرب للسياسية، بهدف تثبيت موقعه على كرسي الوزارة، وبالطبع ليس لدينا معركة معه كما يصور للكثيرين، وانتقد قرشي الوزير في عدائه للعاملين بالقطاع ووصفهم بأوصاف استفزازيةعلى شاكلة (طبيب الامتياز بعمل لي حساسية) وقال إن ذلك لم يحدث في عهد جميع الحكومات السابقة محلياً وخارجياً.

تدن عام
ويواصل قرشي، بإجماع المختصين من استشاريين واختصصايين اتفق الجميع على تدن عام في الخدمات الصحية ، والحديث عن توفير الرعاية الأولية المتمثلة في المراكز الصحية لايعتبر إنجاز فهو عبارة عن منضدة وأجهزة فحص متواضعة لا تتعدى قيمتها الـ(10) آلاف جنيه، وحتى السعة الاستيعابية للمستشفيات قليلة وبالكاد يكفي الكادر الموجود لتغطية المرضى لكثرة الضغط عليها، فغالبيتهم يتوسد الأرض لعدم وجود أسرة كافية، وبالنسبة للأجهزة التي تم توزيعها قال قرشي إنها أكبر دليل على غياب الشفافية، ، وما تم توزيعه يمثل ذر الرماد على العيون لتجمل به الوزارة وجهها.

ليس مقياساً
ربما فات على حميدة أن من أسماهم بثوار الكيبورد هم زمرة من رعاياه الذين يعلمون سر وجهر ما يجري داخل وزارته والمؤسسات التابعة له ولم يشأ اختصاصي التخدير المثير للجدل سيد قنات أن يترك تصريحات حميدة تمر من تحت جسر سهامه وقال إن إطلاق الحديث على عواهنه ليس مقياساً فالمراقبون يسمعون التصريحات ولكن الفعل قليل بدليل أن المستشفيات بالولاية تحتاج للكثير من أجهزة تنفس صناعي وغيرها من الاحتياجات الفعلية، فوجود250 سريراً بالعناية المكثفة لايدل على تقديم الخدمات بصورة جيدةـ إذا لم يتم تدعيمه بأعداد الاستشاريين والفنيين العاملين بتلك الأقسام، وتساءل قنات عن إدخال عنابر الأجنحة الخاصة بالمستشفيات الحكومية في العدد؟، فليس هناك أمس من حوجة المريض لعناية مكثفة وغالبيتهم يجوبون بحثا عنها لفترات طويلة، حتى وإن وجدت ينقصها الكادر في بعض الأحيان.

غير مبرر
لكن مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم مشعل البشير أرسل عددًا من الرسائل العاتبة على زملائه في المهنة وقال لـ(آخر لحظة ) إن الهجوم غير المبرر على الوزارة يؤدي إلى هدم المؤسسية، فإذا كان مدعوماً بأدلة وبراهين سيفيد القطاع، وبالطبع سيكون مقبولًا بشتى الطرق، وأضاف إن بعض الجهات أو الافراد يقومون بالتركيز على الهجوم فقط دون تقديم أية اقتراحات حتى للمؤسسات الأخرى، وما يصدر منا عن إتاحة الخدمة لطالبيها نسير به وفقاً للخارطة الصحية بتوزيع المؤسسات بناءً على الكثافة السكانية والمساحات الجغرافية حسب المعايير العالمية، ونراعي أن تكون المراكز الصحية لكل 10 ألف من الحضر، و5 ألف لسكان المناطق النائية، بجانب زمن الوصول الذي يستغرقه المريض ألا يزيد عن نصف الساعة.

تقرير:معاوية عبد الرازق
صحيفة آخر لحظة