في التي هي أحسن ..!
«معظم النزاعات تنبع عن سوء فهم تم تضخيمه» .. أندريه جيد ..!
لصديقتي القارئة – التي تنهشها الحماسة لدخول القفص إياه – أقول: لا داعي للقلق من مماحكة الشريك ومن فصول التسويف والتأجيل في تقديم عرض الزواج، إن جاء إلى بيت أهلك خاطباً، فخيرٌ وبركة، وإن تباطأ أو تلكأ ففي كل تأخير خيرٌ كثير.. فقط لا تقلقي، واستعيني على تلكؤ فارسك المنتظر بدراسة عيوبه والتأمل في مزاياك ..!
تذكري دوماً أن تلكؤ الرجال في تأطير العلاقات العاطفية داء ذكوري مقيم لا علاقة له بجغرافية المكان أو علم الأجناس، والدليل أمريكا سيدة العالم المتحضر نفسها حيث ما يزال حق تقرير مصير العلاقات العاطفية بيد الرجل وحده ..!
بينما تقبع النساء تحت أشجار الظن والترقُّب في انتظار الخاتم «إياه»، وهنَّ يتمرنَّ أمام المرايا على إجادة أدوارهن المنتظرة في الهتاف بكلمة «أقبل»، رداً على طلب الزواج التقليدي الذي يأتي في الغالب بعد «سلة روح « معتبرة و»مماطلة» لا بأس بها، قد تمتد لسنوات طِوال من العيش تحت سقف واحد .. فما بالك بالمسافات الفاصلة بين الكلاكلات والثورات ووامتدادات بحري وتخوم الحاج يوسف! .. ماتزال كرامة المرأة عندنا بخير، لذلك مدِّي حبال الصبر يا عزيزتي إن وجدت ..!
تذكري مثلاً أن الفارق الجوهري بين الخاطب الأمريكي والعريس السوداني خطير، فهؤلاء القوم لا يمزحون البتَّـة في حكاية العرض أو القبول تلك .. حيث تعتبر «النطَّة « من عرض الزواج بعد تلقُّف الأنثى له جريمة تعاقب عليها قوانينهم التي تراعي بشدة تداعيات الانهيارات النفسية التي تعقب نهايات العلاقات العاطفية ..!
ورغم ذلك ما تزال المرأة الأمريكية ـــ على الرغم من تحررها ـــ تلجأ إلى التخمين والتحليل لمعرفة نوايا رجلها فيما يختص بجدية العلاقة .. فبينما ترسل «نسرين» عندنا صديقتها «عبير» لمحاولة اختبار جدية «زهير» بشأن العلاقة من خلال بعض الحيل الساذجة (تتظاهر هي بالفتنة .. ثم قد يتظاهر هو بالوسامة، الأمر الذي يعني بعض الخيانة، وقد يتمسك بالإصرار على السَّماجة، الأمر الذي يعني الكثير من الإخلاص!)، تلجأ نظيرتها الأمريكية إلى مستشار في شئون العلاقات الرجالية النسائية يرسم لها خارطة الطريق ــــ إن هي شاءت ــــ في مقابل رزمة محترمة من الدولارات ..!
باحثان أمريكيان قاما بتأليف كتاب عن فنون التعرُّف على جديَّة الرجل في العلاقات العاطفية من عدمها، تتولى بعض فصوله شرح وضع الافتراضات وتقديم الاستنتاجات (على سبيل المثال لا شيء يبرر عدم إجراء مكالمة هاتفية تستغرق دقائق معدودة، الأمر الذي يعني أن تقصير الرجل في أمر المكالمات الهاتفية يُبرهن على عدم جديته في العلاقة) .. وهو افتراض يتنافى مع طبيعة مجتمعنا الذي يلاحق عروض التوفير التي تتنافس شركات الاتصالات في طرحها، طمعاً في المزيد من كلام الليل الذي يمحوه النهار ..!
ربما لذلك لا أنصحك بقراءة الكتاب، لسبب بسيط ومقنع (شيوع خبرة النساء في مجتمعنا بمثل هذه «الزوغات» الرجالية التي لا يمكن أن تفوت على حدسهن الأنثوي الفريد .. ولأن بنت الناس المثقفة الواعية لا تحتاج إلى تصفُّح كتاب مماثل قبل أن تركُل الرجل المراوغ خارج أسوار حياتها وبكل سرور) .. هل يستحق رجل لا يميل إليك بما يكفي ــــ مهما علا شأنه ــــ أن تحاولين استبقاءه داخل أسوار حياتك بكل هذا العناء؟! .. قطعاً لا ..! عزيزتي القارئة اللطيفة: حواء والدة .. وأرجو أن تصدقيني ..!
هناك فرق – منى أبو زيد
صحيفة آخر لحظة