علي مسئوليتي أقول
قرونا في الأولية أن مشروع الجزيرة عماد إقتصاد السودان وأن ثمانين في المية من الشعب السوداني يعملون في حرفة الزراعة وأن السودان بلد زراعي ..
والكلام ده فعلا حقيقة ، ولكن وما أسوأ لكن ونتيجة لبعض السياسات الخاطئة والإهمال ، تدنت الزراعة وترنح مشروع الجزيرة ، وتعرض للدمار والخراب ، وبيعت المكاتب وهدمت القناطر واقتلعت قضبان السكة حديد وسرح آلاف الموظفين والعمال وقطعت أرزاق العباد ، كل ذلك ليس بسبب زلزال توسنامي ، ولكن بسبب رأي شخص واحد أصدر هكذا قرار !!؟
أنا عندما أتحدث عن هذا المشروع وما أصابه من ضرر ودمار ، أشعر بحرقة وألم شديدين ، لا لأني من الجزيرة أو عشت في الجزيرة ولكن لأن إنسان الجزيرة كان يستحق التكريم لأنه ظل يحمل كل هموم الوطن ويسد كل ثغراته من قوت عياله وطول ذراعه وباعه وعرق جبينه ويمينه .. ومن الذي أصدر قرار تصفية المشروع ووأده وقتله ولماذا لا يحاسب ويحاكم وقد تسبب في تدمير بلد بحاله ، لو كنت المسئول لأصدرت في حقه قانون عقوبة الخيانة العظمي للوطن .. ليكون عبرة وعظة للآخرين .
نحن ما كنا في حاجة لبناء العمارات والمدن والكباري بقدر حاجتنا لتأهيل المشاريع القائمة ، وأهمها مشروع الجزيرة والذي مساحته تفوق مساحة دولة أوربية عظمي ، نحن كنا في حاجة لإدخال منظومة الري الحديث والرشاشات والميكنة الزراعية وإدخال غلات جديدة ، والتحول من زراعة الذرة إلي الفواكه والخضروات والبيوت المحميه ..
لا يمكن ومن المستحيل أن ينصلح حالنا أو حال الزراعة ونحن نديرها بعقلية القرون الوسطي ؟
أيها السيدات والسادة عندما جاءت حكومة الإنقاذ ، قالت لنا فلنأكل مما نزرع وكتبوها علي أغلفة كراسات اطفال المدارس ، وقالوا لنا من لا يملك قوته لا يملك قراره .. وتزحم رأسي الكثير من التساؤلات بعد ربع قرن من حكم الإنقاذ ،وأهمها هل أكلنا مما نزرع ؟ وهل ملكنا قوتنا وقرارنا ؟
ومن عنده الإجابة فليحتفظ بها لنفسه لأنه لن ولم يصدقه أحد .
احمد بطران