حكومة الخلاص الوطني
من العسير الحكم علي دعوة العصيان المدني حكما نهائيا خالصا مسلما به .
أصحاب الدعوة و من يواليهم يزعمون زعما لا يدانيه شك أنها ناجحة نجاحا فائقا .
الحكومة ومن يواليها يرون أنه فشلا فشلا ماحقا .
بالقطع أحدثت الدعوة حراكا سياسيا و تغيير في الفهم و وسائل العمل السياسي التي لم تكن مألوفة .
و أيا ما كانت نتيجة الذي جري يوم الأحد الماضي فإن القول أن القوي المعارضة التي قادت الدعوة و التي والتها من الأحزاب و القوي السياسية و غيرها تستطيع أن تزيل الحكومة و تستلم الحكم بهذا النهج و غيره من الوسائل المألوفة أمر يصعب أن يكون راجحا .
و لا تستطيع الحكومة من الجهة الأخري هزيمة و إسكات القوي المعارضة لها تماما .
و حتى لا يضيع الوطن و تتعطل قضاياه و حركته و تطوره فإن الذي جري يستحق أن يكون قاعدة لنظرة جديدة من الطرفين و الفئتين .
ليس بالضرورة نظرة جديدة كليا تخرج علي تأريخ السودان و إرثه السياسي للأطراف كلها .
الحكومة القائمة حاليا جربت أن تتفاوض و تتصالح مع القوي المعارضة لها و نجحت في الوصول لحلول مع أشد خصومها و أكثرهم عداوة لها .
كانت الحركة الشعبية مكونا أساسيا من هذه الحكومة ومعها قوي أخري من كل الأطياف و شارك في الدولة و الحكومة معارضون من الحزب الشيوعي في أقصي اليسار إلي غيرهم في الأطراف الأخري .
و علي قواعد نيفاشا قامت إنتخابات و لا يستطيع أحد أن ينكر انها فتحت المجال لتنافس من الجميع .
شاركت فيه الحركة الشعبية و قدمت مرشحها لرئاسة الدولة السيد ياسر عرمان و نافس و نال أصواتا كبيرة العدد حتى نزعته الحركة من مضمار السباق .
و في ذات الإنتخابات تقدم السيد الصادق المهدي حتى أعتاب مناظرات المرشحين لو لا أن غلبت عليه قوي من صفه و حزبه و نزعته من التنافس .
قليل من الصدق مع النفس يمكن أن تكون نتيجته إقرار كل القوي السياسية الحكومة و المعارضة أن لهم سابقة تعايش و أنها يمكن ان تتكرر و تقوم اليوم .
غير هذا سيدفع الجميع ثمنا تتغير تكاليفه و لن تنعدم و لكن الوطن و المواطن سيدفع أكثر و يعاني أكثر .
الحكومة ليست ضعيفة لتتنازل عن الحكم و ليست قادرة علي سحق المعارضين .
المعارضة ليست يائسة لتسلم و لن تستطيع أن تخرج المؤتمر الوطني من الحكم .
راشد عبد الرحيم