عالمية

جنوب السودان.. نهْبٌ وحرائق واتهامات أنباء عن محاولة اغتيال تعبان دينق في جوبا ومجموعته تنفي الخبر

نهبت مجموعة مسلحة سوق نابيابا بولاية جوبيد وأحرقت السيارات الموجودة به. وأكد شهود عيان أن مجموعة مسلحة حاصرت السوق ومن ثم قامت بإطلاق النار تجاه المواطنين الذين فروا إلى الأدغال وقال أحد الشهود: “جئت إلى السوق لأبيع ملابسي المستعملة وفجأة رأيت مجموعة الرجال المسلحين وبدأوا بإطلاق النار على المواطنين وبعد أن نهبوا السوق قاموا بإشعال النيران على المتاجر والسيارات ومن ثم سرقوا الدراجات النارية والهوائية التي بالسوق وهربوا تجاه الكنغو”.
وبالرغم من أنه لم يتم تحديد هُويّة الجناة إلا أن البعض يرجح أنها مجموعة تابعة لمجموعة الفريد فيتياو، وبحسب سودان تربيون فإن حاكم الولاية جبسون بولين أدان الهجمات، محملاً المعارضة المسلحة، بقيادة مشار، مسؤولية الهجوم.
زوار الليل
انتظمت جوبا، عاصمة جنوب السودان، موجةً من السرقات الليلية التي ينفذها مسلحون، بالأسلحة البيضاء والنارية. ووفقاً لموقع نايلوميديا فإن ثلاثة لصوص ملثمون يحملون السكاكين والخناجر يجوبون أحياء جوبا في سلسة سرقات منظمة وقال الموقع إن وليم امي، تعرَّض وأسرته للإرهاب العنيف والسرقة في منزله بحي منوكي بجوبا عندما هاجم ثلاثة رجال مسلحون منزله وأمروهم بعدم التحرك. ويروي امي قصته للموقع قائلاً إن الرجال أمروه بإحضار ما معه من مال وأشياء قيمة مثل الهواتف المحمولة والحواسب المحمولة. وأضف قائلاً إنه كان على استعداد لمنحهم كل ما يطلبونه مقابل ضمان سلامة أسرته. وأنه عرض عليهم ممتلكاته قائلاً إنهم وافقوا على أن ياخذوا الدارجة النارية ومن ثم بدأوا يحملونها بكل مدخراته وقال: “ومن ثم قيدوني وزوجتي وابني وكمموا أفواهنا وألقوا بي في المرحاض بينما أغلقوا زوجتي وطفلي في غرفة أخرى وبعد رحيل المجرمي قام الجيران بإبلاغ الشرطة”. ووفقاً للموقع فإن موجة سرقات وسطو مسلح انتظمت جوبا في وقت أكدت الشرطة عزمها على تشكيل أطياف أمنية بهدف إيقاف العمليات الإجرامية بالعاصمة.
تكذيب أممي
نفت مبعوثة الأمم المتحدة لجنوب السودان المستقيلة إلين لوي أن تكون البعثة استلمت خطاباً من حكومة جوبا يؤكد قبولها نشر القوات الإقليمية دون شرط وقال لوي: “أتمنى أن أحصل على موافقة خطية من الحكومة حتى تباشر اليونميس إجراءات نشر القوات”. وأضافت أن البعثة منزعجة من الموقف الغامض للحكومة تجاه القوات الإقليمية خاصة وأن جوبا تسعى لتقليص عددها ونفت ما ورد في خطاب المتحدث باسم رئاسة الجنوب لومورو من أنهما اتفقا على تقليص نشاط البعثة وكذلك أنشطة القوات الإقليمية المزمع نشرها وقالت: “لم نرَ الخطاب من قبل والمواد التي وردت به لنوافق عليها وأرجعناه إلى سعادة الوزير”.
ترحيب إفريقي
رحَّبت رئيسة الاتحاد الإفريقي نكسازانا داليمي زومبا بموافقة جوبا غير المشروطة والوشكية لنشر القوات الإقليمية على أراضيها وقالت زوما إن نشر الـ400 جندي يوفر بيئة سياسية مناسبة لإنفاذ اتفاقية السلام وحثت ديلامي جميع المسؤولين بحكومة الجنوب بالتعاون التام مع القوات الجديدة حال نشرها والابتعاد عن الأنشطة التي من شأنها إجهاض التقدم الذي يتم إحرازة في إنفاذ الاتفاقية. وكانت جوبا أعلنت على لسان وزير الدولة بوزارة الخارجية بيتر باندي استعداد حكومته لنشر القوات القليمية بدون شروط وقال باندي لتلفزيون جنوب السودان إن المفاوضات التي تمت بين اللجان الفنية الحكومية واليونميس أفضت إلى موافقة غير مشروطة للحكومة على نشر القوات الاقليمية حتى نتمكن من مواجهة بعض التحديات الأمنية التي نواجهها.
تصفية قيادية
نفت مجموعة النائب الأول للرئيس تعبان دينق غاي ما تردد عن تعرضه للاغتيال في أحد شوارع جوبا ووصف القيادي المقرب من نائب الرئيس، الخبر بالشائعة، التي يُطلقها معارضو السلام وبحسب موقع نايلوميديا فإن تعبان تعرض لكمين مسلح في أحد شوارع جوبا، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد حراسه وإصابة الآخر فيما لم يصب تعبان بأذى.
تحطيم الصخور
قال موقع”دفلوبمنت اند كوبورشن” إن الحرب والانهيار الاقتصادي أجبرا النساء بدولة الجنوب على العمل في مجال تحطيم الصخور لأغراض البناء، ووفقاً للموقع فإن العديد من النساء الجنوبيات أكدن أنهن يتقاضين أموالاً زهيدة مقابل هذا العمل الشاق ولكنهن مجبرات عليه من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهن وأكدت النساء العاملات في المهنة بالعاصمة جوبا أنهن يحصلن على ما يقارب الثلاثة دولارات في اليوم وبالرغم من أنه مبلغ زهيد إلا يكفي لإطعام الصغار وشكت النساء من متحصلين غير رسميين يزورون موقع العمل لتفقد أذونات العمل في المنطقة وأنهم يحصلون على مبالغ كبيرة حال لم تمتلك إحداهن الإذن من السلطات.
مواجهة عسكرية
حذَّر رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد السياسي الجنوبي كستيلو قرنق رينق جوبا من مغبة غضب الخرطوم حال لم تفِ بتعهداتها تجاه طرد الحركات المتمردة عليها بالجنوب. وقال كوستيلو لـ”الصيحة” في حوار ينشر لاحقاً إن الخرطوم لن تتمكن من الصبر مجدداً على وجود متمردي دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل الحكومة السودانية بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، على أراضي جنوب السودان.
وطالب القيادي البارز جوبا بأخذ إنذار الرئيس البشير لها بجدية فائقة كون استمرار جوبا في دعم المتمردين قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين البلدين.
وأكد قرنق عجز حكومة جنوب السودان في الوقت الحالي عن طرد الحركات المسلحة السودانية لأنها تساعدها في القتال ضد المعارضة المسلحة بقيادة مشار، منتقداً تناقض المواقف الرسمية لجوبا حول وجود المتمردين على أراضي الدولة الوليدة.
وقال غرنق إنه حال استمرار الوضع على ما هو عليه فإن “المواجهة قادمة بين البلدين، سواء كانت مباشرة مثل ما حدث من حرب على حدود البلدين في (هجليج أو غير مباشرة باتباع الخرطوم طرق أخرى”. وزاد: “ينبغي النظر للإنذار الذي أطلقه البشير بجدية فائقة”.
وأشار إلى أن السودان حال إقدامه على دعم المتمردين في جنوب السودان فإن حكومة جوبا لن تصمد وسوف تسقط.
وأوضح كستيلو أن محاولة حكومة جنوب السودان القول بأنها تعامل الخرطوم بمثل في إيواء ودعم الحركات المسلحة “غير صحيح وغير وارد”، لأنه لا توجد قواعد لمتمردين جنوبيين داخل الأراضي السودانية.
خيارات مريرة
وأكد غرنق أنه تحصَّل على معلومات تُفيد بأن الخرطوم وضعت جوبا أمام خيارين، إما طرد المسلحين السودانيين أو نزع سلاحهم واستضافتهم كلاجئين أو منحهم جنسية جنوب السودان، على أن لا يتجاوزوا الحدود السودانية.
وأكد أن تحقق السلام في جنوب السودان من شأنه أيضاً تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وحذر كستيلو قرنق من أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها دولة الجنوب والتي تهدِّد استقرارها وكينونتها أكثر من الوضع الأمني والحرب الأهلية، موضحاً أن أزمة الاقتصاد وصلت إلى جوبا بعد عجز الحكومة عن دفع رواتب الدستوريين والجيش والشرطة وموظفي الدولة منذ أربعة أشهر. ونبه إلى أنه في ظل استمرار الحرب لن يتم تطوير إنتاج النفط، المورد الرئيس للعملة الصعبة في جنوب السودان، كما أنه “لا يوجد دولة أو مستثمر عاقل يمكن أن يمنح أموالاً لدولة تستعر فيها الحرب”. ووصف كوستيلو توظيف جوبا لقيادات من النوير لضمان ولاء القيلة بالحرث في البحر قائلاً إن وجود قيادات من النوير في الحكومة لضمان ولاء القبيلة لا يعدو أن يكون مثل الحرث في البحر، محذراً حكومة سلفاكير من دعم انقسامات وسط قبائل النوير، لأن وحدتهم من شأنها المساهمة في تحقيق سلام شامل، قائلاً: “بالرغم من وجود تعبان دينق نائباً في الحكومة وهو من النوير إلا أن ذلك لم يجلب ولاء أبناء النوير للحكومة لأنه بالمقابل هناك ريك مشار وبيتر قديت من ذات القبيلة وهما يحملان السلاح ضدها”.
الجنوب يقول كلمته اليوم
“هاشتاقات” العصيان المدني.. هل انتقلت الحمى إلى جوبا؟!
الخرطوم :محمد داؤود
بعد أن أصابت حمى العصيان المدني الخرطوم ملتحفة عظام وأجساد وسائط التواصل الاجتماعي، الحمى سرعان ما انتقلت إلى جنوب والذي يبدو برغم الانفصال جسد واحد يتداعى بالسهر والحمى عندما يصاب بها السودان.
إذ نشط جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي والأسافير العالمية في الدعوة إلى عصيان مدني في البلاد محتجين على قرار تعويم العملة وعدم صرف المرتبات والأوضاع الاقتصادية المزرية التي يعيشها المواطن.
“الصيحة” تحسست العلة واستشرقت روشته الدواء بعيون نخبة من الجنوبيين والشماليين المهتمين بالشأن الجنوبي.
جرأة المطالبة
ويصف القيادي الجنوبي والناشط فى مجال حقوق الإنسان استيفن لوال الخطوة بالجرئية من الشعب الجنوبي قائلاً إنها تعزيز للثورة السلمية لعكس مطالبتنا المشروعة المتمثلة في اللغاء التعويم وإجراء اصلاحات اقتصادية حقيقية وتثبيت عملية السلام والمصالحة الاجتماعية بالبلاد كما ان المطالب واضحة جداً.
وأضاف أعتقد أن الخطوة وجدت صدى قوياً من قبل القيادات في جنوب السودان على مختلف أطيافها السياسية والثقافية الذين قدموا مشاركة فريدة ومتميزة.
وأضاف قائلاً إن التفاعل الكبير عكس عدم صحة القول بأن الأحداث في جنوب السودان دافعها قبلي وقال إن الشعب الجنوبي قد استفاق والآن يعرف حقوقة ويطالب بها عبر القنوات الرسمية وأن وصلت إلى العصيان المدني الذي بدأت بالفعل في شل الحركة في جنوب السودان والمعروف أن الحكومة في جنوب السودان قد أعلنت سابقاً عبر وزير المالية بأن هنالك عجزاً كاملاً لتسديد مرتبات الخدمة المدنية والجيش والشرطة في حين أن ميزانية التسليح وصلت إلى أكثر من 50% من الميزانية العامة.
وزاد بالقول إن العصيان طالب ليس فقط بتغير الحكومة في الجنوب بل بتغير الطريقة التي يحكم بها وانا أدعم فكرة يكون هناك حوار وطني جامع والعمل أيضاً لعقد مؤتمر دستوري يشارك فيها الأحزاب والمجتمع المدني وكل قطاعات الجنوب المختلفة من أجل إنقاذ جنوب السودان وعقد مؤتمر عام جامع نتفق فيه على كيف يحكم الجنوب ويتم الإصلاح، ثم نوكل مهمة تنفيذ ما أتفق عليه لشخصيات محايدة، لأنه ليس من المعقول أن نوكل مهمة الإصلاح لمن أفسد ولا يمكن تغيير النظام في جنوب السودان بنظام فاسد آخر.
حظوظ النجاح
وتقول: “انجليان ايمانويل” الناشطة السياسية أن “الهاشتاقات” التي عمت الوسائط الإلكترونية ليس بمعزل عن تأثير الوضع في الخرطوم وانتقاله إلى جوبا خصوصاً المثقفين الجنوبيون الذين يقيمون في الخرطوم، ولكن حظوظ العصيان المدني اليوم في الجنوب أقوى من الشمال، نسبة لأن الدعوة منسقة ولها رؤية واضحة وهي سقوط حكومة جوبا أن لم تستجيب لخيار السلام فلا زالت الحكومة في الجنوب توسع من دائرة القتل بين المواطنين وليس لديها اي جدية في تحقيق السلام والدليل على ذلك عدم طردها لحركات السودان المتمردة من جوبا الى الان مما يهدد الوصول إلى سلام في الجنوب في ظل لغة السلاح السائدة في الساحة الجنوبية بل حتى الخطاب السياسي انعدم وتحول الى خطاب عسكري، لذلك سيتفاعل الشارع الجنوبي مع دعوة العصيان التي لا خيار ثالث دونه في الضغط على حكومة الجنوب للانصياع لعملية السلام.
أرباك الحسابات
وعلى خطى ما ذهبت إليه انجلينا فان رئيس منتدى “الجنوبيون الأحرار” يقول: الذي ينظر إلى الساحة الجنوبية يجد أن الجنوبيون لايزالون يبحثون عن أي مخرج للتخلص من حكومة الجنوب، بغض النظر عن النتائج وإن جاءت على عكس التوقعات، مما أربك حسابات الوسط الجنوبي، ولكن حكومة الجنوب تجبر المواطن على الانصياع لأي دعوة تدعو إلى مغادرة “سلفا” لكرسي السلطة ليس كرهاً في شخصه وإنما لأنه أصبح العائق أمام إحلام المواطن الجنوبي. وأشار “قاركان” في حديثه لـ”الصيحة” لأنه وعلى الرغم من بروز تيارات تدعوا لعدم الانصياع للعصيان إلا أن المواطن الجنوبي الآن يبحث عن بصيص أمل للسلام.
تصعيد حضاري
ويتبادل مؤيدو العصيان ومعارضوه الاتهامات ويدافع الفريق الأول بقوة عن فكرة العصيان المدني ومدى جدواه، باعتباره تصعيداً حضارياً، ويتهم الأطراف المناوئة بـ”بخدمة الحكومة”ومن على هذه المنصة يقول البروفيسور السماني آدم، أستاذ العلوم السياسية،: “ينطلق المؤيدون من قناعتهم بأن ذلك هو “الطريق الأفضل إلى فرض عصيان شامل، يشمل كل مؤسّسات الدولة في الجنوب، بما فيها الشركات العاملة في النفط، والتأكيد على تجاوز الأخطاء والصبر، للتوصّل إلى إقامة الدولة التي يحلم بها المواطن الجنوبي”.
بركة دم
في المقابل، يرى معارضو العصيان وعلى رأسهم “بيتر مجيك” الناشط الاجتماعي أن العصيان “بات يضر بالمواطنين الجنوبيين أنفسهم، ويعطل مصالحهم وأعمالهم، أكثر من الإضرار بالنظام، لأن النظام لا يهمه أمر المواطن الجنوبي أبداً فالمواطن الآن يبحث عن لقمة العيش بمعاناة فكيف سيجدها في ظل العصيان؟”. وأضاف: “العصيان يمكن أن يدخل الجنوب في بركة من الدم أكثر مما هو عليه”.

الصيحة