لماذا فشل نداء العصيان المدني؟
قبل أن أجيب عن السؤال أود أن أؤكد أن الشارع كان محتقناً ومشتعلاً لدرجة الغليان جراء تلك القرارات الاقتصادية الكارثية المستفزة التي لا يمكن أن تصدر عن إنسان يدرك الأخطار السياسية والأمنية المترتبة عليها ثم جراء طامة قرارات أسعار الدواء التي جاءت قبل أن يفيق الناس من هول صدمة القرارات الاقتصادية فكان أن جردت تلك (الجلائط) الحكومة من أية ذرة تعاطف حتى من أقرب الأقربين وأشد المساندين لها فقد تعرت الحكومة في ذلك اليوم والأيام التالية حتى من ورقة التوت ذلك أن بديل الدواء هو الموت الزؤام وقد يجد الناس بديلاً للكهرباء حتى لو بإيقاد الشموع ولكن كيف يفعلون مع الموت الذي أطبق به ممثلو الحكومة في مجلس الأدوية على أعناق الشعب خنقاً (وتفطيساً) يوم رفعوا سعر الحقن المستخدمة لمرضى الفشل الكلوي إلى ألف جنيه بعد أن كانت بأربعين جنيهاً وبخاخ الأزمة إلى (890) جنيهاً بعد أن كان (280) جنيهاً وأنسولين مرضى السكر إلى (125) جنيهاً من (40) جنيهاً كان يدفعها المريض وغير ذلك كثير؟.
كان الشعب غداة صدور تلك القرارات الكارثية بما فيها أسعار الدواء مرجلاً يغلي ويفور ولكن بالرغم من ذلك أحجم عن مناصرة الساعين لإسقاط النظام من خلال نداء العصيان المدني.
لماذا وكيف حدث ذلك؟.
لن أتردد لحظة في أن أعزو فشل نداء العصيان المدني الذي وقفت من ورائه المعارضة المتطرفة والتي أعني بها الحزب الشيوعي وابنته الحركة الشعبية (قطاع الشمال) والحركات الدارفورية المسلحة وبعض القوى اليسارية والعلمانية ، لن أتردد في أن أعزو ذلك إلى وعي هذا الشعب بالمآلات التي يمكن أن تنزلق إليها البلاد جراء ذلك الفعل الخطير، فالحمد لله رب العالمين أن شعبنا الصابر المحتسب والمُسيّس أصلاً بات يتمتع بدرجة عالية من الوعي حصنته من الانخداع بشعارات (التحرير) التي ظلت تلك الحركات تتشدق بها مزينة بها خطابها السياسي الاستئصالي ومشوهة بها سلوكها المشين وهي تخوض الحرب ضد وطنها وشعبها وعلى القوات المسلحة حامي حمى البلاد وحارسة أمنها القومي وسلامها الاجتماعي.
لقد رأى الناس وشاهدوا نماذج من ممارسات تلك الحركات المتمردة في “هجليج” و”أب كرشولا” و”الله كريم”، ثم رأوها تقاتل كمرتزقة – نعم مرتزقة – في معارك لا ناقة لها فيها ولاجمل في ليبيا ودولة جنوب السودان بل رأوا سلوك أؤلئك المتمردين مع رفاق السلاح ممن أكلوا معهم الملح والملاح وعاشروهم في ميادين القتال ولا استطيع تجاوز واقعة مقتل محمد بشر رئيس حركة العدل والمساواة التي انحازت للسلام ووقعت اتفاقية الدوحة بعد أن انشقت من حركة جبريل إبراهيم وكذلك مقتل نائبه أركو ضحية ومعه ثمانية آخرين فقد هجمت مجموعة من متمردي حركة العدل والمساواة (جناح جبريل إبراهيم) على مقاتلي مجموعة محمد بشر في منطقة (بامنا) في تشاد بعد أن وقّع الرجل اتفاقية الدوحة ..هجموا عليهم وأردوهم قتلى وهم في طريقهم إلى السودان وكان كل ذنبهم أنهم جنحوا للسلم وقد حكى لي كل من عبدالرحمن بنات والطيب خميس تفاصيل تلك الواقعة التي تنم عن وحشية هؤلاء الذين يقتلون كما يتنفسون ولا يفرقون بين روح إنسان وروح كلب عقور ولا بين عدو وصديق ولا يحفلون بالمشاعر الإنسانية وذكريات الصحبة التي جمعتهم مع بعضهم بعضاً ..وتساءل عبدالرحمن بنات الموجوع مما جرى .. هل يعتبر ما فعله هؤلاء صك اعتراف يتيح قتل جبريل وأحمد آدم بخيت إذا وقعا اتفاقاً للسلام شبيه بذلك الذي أدى لمقتل محمد بشر ؟.
ليت جبريل ومناوي وذلك الشيطان الرجيم المسمى عرمان يعلمون أن صورتهم في السودان أبشع مما يمكن أن يتخيلوا مهما بالغوا في تشويه صورتهم.
لا أشك لحظة أن الناس وهم يتداولون أحاديث الواتساب ودعوات العصيان المدني بغرض إسقاط النظام كانوا يقارنون بين شر الإنقاذ الجاثم على صدورهم والذي أذاقهم كثيراً من بأسه وضيّق عليهم سبل العيش والحياة الكريمة وبين أولئك الأشرار الذين لم تسلم حتى دول الجوار من طيشهم ونزقهم وتوحشهم ناهيك عما ألحقوه بوطنهم وشعبهم من تقتيل وتشريد وتحطيم ودمار وخراب حطّم المنشآت وعطّل مسيرة السودان وشوّه سمعته في شتى أرجاء العالم.
كان الشعب يعقد المقارنة بين الواقع البائس الذي يعيشه في السودان رغم تلك القرارات الكارثية وبين هاوية سحيقة لا أحد يعلم مآلاتها إذا آلت الأمور إلى أولئك المتوحشين من حملة السلاح الرافضين لنداءات السلام رغم كل ما فعلوه بأهلهم ووطنهم .. لم ينس المواطنون حالة الهلع التي أصابتهم يوم الإثنين الأسود عقب مصرع قرنق حين استباحت عصابة الحركة الشعبية وعرمانها وباقانها الخرطوم وكانوا يسترجعون صور المأساة التي حلت بشعوب أخرى في محيطنا الإقليمي مات الملايين من شعوبها وشردوا في المنافي بعد أن دمرت أوطانهم ومساكنهم..سوريا ..العراق..الصومال.. اليمن.. ليبيا فهل من مقارنة بين حال تلك البلاد وبين السودان رغم كل مصائب الإنقاذيين؟.
ذلك كان هو السبب الرئيسي لفشل العصيان المدني بالرغم من محاولات الانتحار المستميتة التي بذلها ممن يمسكون بأعنة القرار في الحكومة.
صحيفة الصيحة
لا الحزب الشيوعي و لا الحركة الشعبية و لا الحركات المسلحة وراء الاعتصام بل هبة واعية و متحضرة ستتواصل حتي ذهاب هذه الحكومة و اذا رأي الناس ما فعلته الحركات المسلحة و الحركة الشعبية فقد رأت ايضا ما فعلته الحكومة في معسكر السليت و سد كجبار و بورتسودان.
وما تنسى ما فعله مرتزقة الدعم السريع .. ما زالوا يفعلون
ليس الحقيقة
لنجاح ثورة لابد لرمز او قائد وحافز لها
الحافز موجود من فساد وسوء ادارة يعترف بها الطيب نفسه فى المقال
ولكن غياب القائد الذى يبث الاقناع ويلتف حوله الناس غاب فلا يمكن ان يشكل التواصل الاجتماعى بديل هو تنظيم فقط
لكن الاهم فى راى ليس نجاح الاعتصام او فشلة بل فى تاييده وسقوط شعبية الحكومة
يا باشمهندس الطيب مصطفى، كل الذي قلته صحيح، لكن هناك أمر تعلمه ويعلمه كل مطلع على أمور السياسة، وهو أن الحكومة تترك المتمردين يفعلون ما يفعلون رغم مقدرتها على دحرهم ومنعهم من ذلك، وذلك ليكونوا فزاعة تخيف بهم الشعب، بمعني يا شعب إما نحن وإما المتمردين والخراب والدمار، وبالتالي فالحكومة بهذا الفعل هي ليست بأفضل منهم.
أما النظر لما يجري في دول الجوار فهو ليس بالسبب الكافي، لأننا نحن وقواتنا المسلحة أووعى وأفهم بكثير من أن نقع في مثل هذه الفوضى، الخوف الحقيقي لدى الناس هو من أن تقوم الحكومة نفسها بتدمير البلد وقتل ما تبقى من شعبه حفاظاً على مصالح منسوبيها وكراسيهم كما فعل القذافي وحافظ الأسد، أما الشعب وجيشه فلن يطيش أو يدمر نفسه أبداً فهو أوعى من ذلك بكثير.
العصيان حقق أغراضه بالكامل .. والدليل هروب ملة الفساد الى الأمارات .. اكثر من 30 راس اصبحو فى الأمارات .. العصيان رسالة ذات مغزى لن يفهمها امثالك .. يكفى الخوف والهلع الذى دخل قلوبكم .. لن ينفعك الزراط وسيأتى اليوم ليفعل بكم مثلما فعلتم !!!
يكفي العصيان المدني نجاحا ان الشعب السوداني عرف من الذي سيقوده مستقبلا ومن الذي يخيف الحكومة واتباعها امثالك يا باشمهندس ان وحدة الشعب السوداني وهذه الاجيال الناشئة من الشباب الذين أصبح شعارهم (ما فارقه معنا ) هي وهؤلا الشباب قادة هذا العصيان وأصبح الشعب وحده (لا الاحزاب والحركة الشعبية ولا الحركات المسلحة ولا الكيزان) يملك سلاحه الفتاك الذي يستطيع أن يعدل به أي أعوجاج أو إنحرف أو فساد من أي مسئول مهما كان وستظل الدروس والعبر الملهمة من هذه التجربة سيف مسلط علي رقابكم وسوف نعالج ونقتلع كل الفساد والمفسدين بهذا العصيان لقد عرف الشعب طريقه فان وافق هذا النجاح هوي الاحزاب والحركات المسلحة أو حتي بعض الكيزان فهذا دليك علي ان الكل ابو للنجاح والفشل لا اب له
الحزب الشيوعي والحركة الشعبية والحركات المسلحة فزاعة مثل فزاعة عاينو لليبيا واليمن وسوريا ومصر .. كل فارغ وانت ادري الناس بذلك .. وأسالك من قتل بدم بارد وفى الشاعر والمعتقلات أعضاء المؤتمر الشعبي عقب الانفصال ؟؟ ومن سجنهم وعذبهم فى المعتقلات وهم يحملون نفس افكار المؤتمر الوطني بل ضمتهم حركات واحدة لأكثر من أربعين عاما ؟؟ وماذا فعلوا بك بعد ان كنت رامى قوسهم وحادى ركبهم لانفصال الجنوب ؟؟
إذا أجبت بصراحة سنصدق كلامك .. وإلا دعك عنا ..
الطيب مصطفى قال الحقيقه المره ولا عزاء للحالمين .
طبعا بالتأكيد ما حتكون صادق وتقول الحقيقة لانك من العائلة الحاكمة وخال البشير. . العصيان نجح بدرجة الامتياز في اداء رسالته محليا وإقليميا ودوليا .. الم ترى الفزع والخوف الذى حدث لرئاسة الدولة
وتخبط جماعة الامن ..
لماذا تحاول تخويف الشعب السوداني من البديل الذي سيتوافق عليه الشعب بعد ذهاب قريبك الذي اتي بطريقة عشوائية ؟؟؟؟؟ ألا تعرف بأن حواء السودان وااااالدة والبديل موجود الايادي النظيفة موجودة التي سيتوافق الناس عليها وسوف لن يحتكر السلطة كما فعلها قريبك بمباركة منكم والنتيجة علي الإصرار الحالة التي نعيشها اليوم نشكيكم الي الله …..والقبر القادم يخبركم … الله بيننا وبينكم في كل مثقال ذرة ظلم