إعتذارك ما بفيدك
* التحية لطلاب وتلاميذ بلادي وهم يقرعون جرس الإنذار الذي أيقظ الحكومة من جبروتها، مطالبين بإعادة النظر في أسعار الدواء والغذاء أو (المغادرة).
* تلاميذ وتلميذات مدارس بحري بخروجهم صباح الخميس، أجبروا الحكومة على الحضور صبيحة الجمعة لإعلان تراجعها عن أسعار الدواء والإعتذار عن (الخطأ) الذي تسبب فيه (أفراد) مكلفون بوضع تسعيرة جديدة للأدوية (بحسب حديث الوزير).
* تلاحظ في المؤتمر الصحفي ولأول مرة منذ بداية عصيان الأطباء والصيادلة غياب وزيرة الدولة بالصحة الاتحادية (سمية أكد)، التي تعودت (شيل وش القباحة) مع الجميع، وخسرت بتشنجها الزائد كل أهل الصحة من أطباء وصيادلة، وخيراً فعل وزير الصحة أبوقردة بالظهور أخيراً ولوحده ليقدم خدمة جليلة للمشاهد بعدم ظهور (أكد) التي ملَ الجميع رؤيتها.
* نعود لموضوع المؤتمر الصحفي الذي أرادت به الحكومة أن تقلل من حدة الضغط عليها، خاصة بعد المناشدات الإسفيرية بالدعوة للعصيان المدني يوم غدٍ الأحد.
* حديث الوزير وضح من خلاله الهلع الواضح للحكومة بالمصير الذي ينتظرها حال إستمرار هذا القرار، ولكن الذي لا يعلمه أبوقردة والحكومة نفسها أن التراجع ماعاد يجدي بعد أن صام المواطن عن الرفض والإحتجاج لسنوات.
* والوزير الذي تحدث بلغة الأرقام لأول مرة، تحدث عن عدم نقص الكوادر الطبية وعدم التأثر بالكوادر المهاجرة، وهو حديث يفتقد للمصداقية، لأن الكوادر التي خرجت، هي الكوادر المؤهلة جداً والتي افتقدتها البلاد بشدة، لتحل محلها كوادر ضعيفة اعتمدت فيها الحكومة على (الكم وليس الكيف)، لتتضاعف الأخطاء الطبية وتهدر عشرات الأرواح شهرياً بسببها.
* كل المؤشرات كانت تؤكد تراجع الحكومة، خاصة بعد خروج العديد من المواطنين و(المواطنات) للشارع، ولإكثر من إسبوع، وهذا التراجع كان لا بد له من شماعة تعلق عليها الحكومة فشلها، فكان مدير المجلس القومي للأدوية والسموم هو (كبش الفداء المتوقع)، بعد أن تم إعفاءه من منصبه بقرار رئاسي,.
* هذا القرار ورغم تأخره إلا أن كل التكهنات كانت تشير إلى إعفاء وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة أيضاً، لأن سياساته الخاطئة هي التي قادت لهذا الفشل بداية بتجفيف المستشفيات الحكومية لصالح مستفيات خاصة وهي التي كانت قبلة الفقراء وأهل الهامش، ونهاية بقرارات صبت لصالح مؤسساته العلاجية مخالفا بها القانون والدستور.
* وكان متوقعا أيضاً إعفاء الوزيرة سمية أكد التي دخلت في صراعات وتحديات مع الصيادلة والأطباء وأكدت بالصوت العالي عدم تراجع الدولة عن قراراتها، وفي النهاية ذهبت كل (عنترياتها) مع الريح، ليتأكد واحد من إثنين، إما أن هذه الوزيرة رايح ليها (نضم) وتفتش في الندوات والتجمعات لتفتي فيما لا علم لها به، وإما أنها متورطة في في هذه الأخطاء التي أعلنها السيد الوزير ولم يسم المتورطين فيها بأسمائهم، وكان لا بد من إقالتها.
* مما حدث يتضح للجميع إن قرار الزيادات سيكون له ما بعده، والشارع سيقول كلمته، فبالونة الإختبار التي راهنت عليها الحكومة فشلت، وهذا الفشل سيؤدي حتما إلى التغيير الذي بحث عنه المواطن السوداني.
* وحتى يتجنب الجميع خطر ما هو قادم، وحتى يكون التغيير أبيضاً وسلمياً جداً، فألحكومة أمام خيارين لا ثالث لهما.
* إما الرحيل بهدوء والإعتذار عما حاق بالمواطن طيلة السنوات الماضية وتحميله فوق طاقته، وإما فالرحيل المُر هو الذي ينتظر كل من تعالى وتجبر من المسؤولين الفاشلين في إدارة شئون الدولة، وفي كلا الحالتين فالمواطن هو الرابح.
* سيدي وزير الصحة … إعتذارك ما بفيدك.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة