حوارات ولقاءات

رئيس حزب الأمة القومي : المعيشة مستحيلة لاغلبية الشعب السوداني و الحكومة تتكسب من فارق السعر في عدد من السلع

من بإمكانه تجاهل رجل بقامة الصادق المهدي أمام الأنصار، ذلك الشاب الذي ترأس الديمقراطيات، ضجت الأيام الماضية الصحف بحرب كلامية دارت بينه وابن عمه مبارك الفاضل، في هذا الحوار حاولنا تناول زوايا مختلفة، تحدث الرجل بجرأة يحسد عليها عن الأوضاع الراهنة في البلاد محملاً غرماءه في حزب المؤتمر الوطني مسؤولية ما يحدث من تدهور اقتصادي وما أسماه بالفشل الذريع، ثم سل السيف من غمضه وأشهره في وجه ابن عمه مبارك الفاضل وكشف المستور والمخبأ داخل غرف العائلة المغلقة، فإلى مضابط الحوار

:*بداية لا بد من الوقوف على الإجراءات الاقتصادية القاسية؟
-سياسات هذه الحكومة هي التي أحدثت عجزاً كبيراً في الميزانية الداخلية وميزان المدفوعات الخارجية، ومنذ انفصال جنوب السودان زادت الفجوات خاصة وأن النظام أوهم نفسه بأنها ستحقق السلام الشامل والوحدة الجاذبة.

*وما هو تقييمكم للاتفاق في ذلك الوقت؟
-رأينا عكس ، وقد أصدرت كتاباً بعنوان اتفاقية السلام 2005 والدستور في الميزان 2005 قلت إن الاتفاقية بها عيوب بنيوية ونتيجة لذلك لن يتحقق السلام الشامل ولا الوحدة الجاذبة ولا التحول الديمقراطي، وحدث الانفصال الذي بسببه فقدت 75% من إيرادات الصادارت و50% من موارد الميزانية الداخلية وهو ما لم تستعد له الحكومة، وفي 2011 وضعت البرنامج الثلاثي والذي فشل فشلاً ذريعاً مما اضطر الحكومة للإجراءات القاسية في سبتمبر 2013 والتي كانت نتيجتها المواجهات التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 مواطن.

*هذه الأزمة ربما هي انعكاس للأوضاع السياسية؟
-سياسات الحكومة في الصرف على الحرب واحتلال داخلي للشعب بالصرف السيادي المسرف والصرف السياسي لشراء الولاء، إضافة إلى مسؤوليتها عن استمرار العقوبات الاقتصادية الدولية والإعراض عن إعفاء الدين الخارجي وبقاء اسم السودان مقيداً في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقد كانت لكل هذه المسائل تبعات اقتصادية ومالية.

*تتفق معي أنه لم يكن هناك خيار للإصلاح الاقتصادي سوى رفع الدعم؟
-بحسب تعبير وزير المالية فإن البلاد أصبحت على وشك الانهيار، ما أجبر الحكومة على هذه الإجراءات المتمثلة في زيادة الكهرباء بنسبة300% ، سعر أنبوبة الغاز 30% وتكاليف الجمارك والقيمة المضافة من 40-%50 بالإضافة لانهيار قيمة العملة الوطنية لتصل 17 جنيهاً للدولار بدلاً عن 8 جنيهات في 2014 وهو مؤشر لتدني في عامين يساوي11,5 .

* هناك قراءات اقتصادية تقول إن رفع الدعم سيؤثر على شريحة الأغنياء وليس الفقراء؟
-الإجراءات الحالية مثيرة للغضب الشعبي وتجعل المعيشة مستحيلة لاغلبية الشعب السوداني، وغير مجدية طالما ظل نزيف الحرب مستمراً والحكومة تحاول تحميل المواطنين الذين يعانون الأمرين.

*أنتم كحزب معارضة ما هو دوركم؟
-نحن في حزب الأمة رفضنا هذه الزيادات ونعمل على تحقيق موقف شعبي موحد ومشترك ضدها وضد السياسات التي انتهجتها.
*التوقيت لإعلان هذه الحزمة الاقتصادية ربما يشكك في نوايا الحكومة تجاه مخرجات الحوار الوطني؟
-الحكومة في موقف المحاصر الذي لا خيار له في توقيت، فإما هذه الإجراءات أو الانهيار (فعلى نفسها جنت براقش)، ويدل على استهتار الحكومة بقيمة من شاركوها حوار قاعة الصداقة، فهي لم تجرِ أي مشاورات معهم تأكيداً لكونها لا تقيم لهم وزناً وواجهتهم بالأمر الواقع.

*لكن الخطوة ربما تقود لاستقرار سعر الجنيه؟
-الجنيه لن يستقر وفي كل مرة يتخذوا فيها مثل هذه السياسات لا يحدث استقرار لسعر الجنيه وإن حدث سيكون في الحضيض.
*هناك مغالطات حول وجود دعم سابق، بل هناك من يؤكد أن الحكومة كانت تتكسب في سلعة الدواء؟
-نعم الحكومة كانت تتكسب من فارق السعر في عدد من السلع، وهذه المغالطات نتيجة لعدم وجود شفافية ما يطعن في إحصاءات الحكومة.

*إجراءات ليلة الخميس لم يخطر بها البرلمان ولم يتم إنزالها بالتدريج، كيف تقرأ التكتم الحكومي؟
-البرلمان بصمجي والحكومة تتعامل معه على أنه بصمجي وهو مثقل بقيود أمنية وتسلط المؤتمر الوطني ومنافع شخصية لنواب البرلمان (في فمي ماء فهل ينطق من في فيه ماء).

*كيف تقرأ الصمت الجماهيري للشارع السوداني واكتفاء المعارضة بصدور بيانات فقط؟
-نعم حتى الآن الرفض الشعبي لم يبلغ مداه ولكن الرفض كبير والغضب غير محدود، وما حدث من تحركات نسبية وقليلة ولكن كما قال عالم عباس : صمت ولكنه عاصفة، ولذلك لا ينبغي لأحد أن يشكك في كون العاصفة على الطريق ما لم تجد الحكومة بسرعة طفرة في اتجاه الاستجابة للمطالب الشعبية
وإصدار بيان رفض بإجماع القوى السياسية أمر لا يستهان به إلا لدى الغافلين، وقديماً قيل إن الحرب أولها كلام.

*وزير المالية بدر الدين محمود في تصريح قال مخاطباً الشعب السوداني (لو رجعناكم لـ89 حتمشوا المقابر)، وظلت الحكومة دائماً تشير إلى أن فترة توليكم السلطة كانت الأصعب على الشعب السوداني؟
-على عهد هذا النظام الحاكم انفصل الجنوب وقد كانت البلاد مليون ميل مربع، وعلى هذا العهد اشتعلت الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بعد عام2011 ، وفي 2003 اشتعلت الحرب الأهلية بدارفور، كانت قيمة الدولار مقابل الجنيه السوداني 12 جنيهاً، ووصلت الآن لعشرين جنيهاً، كانت البلاد محل احترام العالم على عكس اليوم.

* الحكومة تتحدث عن مشاريع؟
-فيما يتعلق بالتنمية فإن هذه الحكومة تحدثت خلال 27 عاماً عن 44 مشروع تنمية، هي سد مروي ومطار مروي ومشروع أمري الزراعي وطريق الملتقى وتعلية خزان الروصيرص وسكر النيل الأبيض وسد عطبرة ومشروع ستيت وغيرها من المشاريع لم تحقق منها شيئاً، وحتى التعليم العالي كان مجانياً 100%، بل يدعم الطلبة الفقراء وهي إجراءات قضت عليها حكومتهم بجرة قلم غير مراعية للشرائح الضعيفة
بالله عليك (يا أستاذة فاطمة) ألا ترين أن نظام الاستبداد هو الأولى بالمقابر؟
* اعتقال إبراهيم الشيخ وقيادات حزبه في أجواء الحوار والحكومة تتحدث عن وفاق وطني؟
-اعتقال الوطني المناضل إبراهيم الشيخ وقيادات المؤتمر السوداني شارات شرف لهم وعلامات إدانة للنظام الحاكم الذي بعد 27 عاماً من العك غير المجدي يجد نفسه بلا حيلة سوى مطاردة الأحرار، وهذه الاعتقالات في ظل النظم القمعية هي كما قال عليها أحمد مطر:

لقد شيعت فاتنة
تسمى في بلاد العرب تخريباً
وإرهاباً
وطعناً في القوانين الإلهية
ولكن اسمها في الأصل حرية.

*مبارك الفاضل في حديث صحفي قال إنكم وقفتم دون الاندماج بين حزبه وحزب الأمة القومي، ربما لتخوفكم من وصوله لرئاسة حزب الأمة مستقبلاً، بينما تخططون للتوريث؟
-مبارك الفاضل ينبغي أن يسجل في مقياس غينيس لما حققه من تقلب فاشل، أما إلغاء عضويته في حزب الأمة القومي سببه التآمر مع الحزب الحاكم وأجهزته الأمنية، أضف إلى أنه كون حزباً ضراراً في عام 2002 ولم يستعد عضويته منذئذ، بل تقلب في مزايدة في دعم النظام ثم مزايدة في الثورة عليه، والآن مزايدة في استخدامه مخلب قط للنظام.

* وماذا عن التوريث ؟
-بالنسبة للتوريث (صدقيني) أي واحد أو واحدة من أبنائي أو بناتي العشر يتفوق على مبارك الفاضل في أية منازلة انتخابية ولكن هو نفسه لم يدخل حزب الأمة إلا من باب التوريث، فقد ضممناه للحزب ليمثل أسرة عبد الله الفاضل رحمه الله ، واعلمي أن هذا الشخص لم ينل أي مكانة في حزب الأمة بالانتخاب إلا النيابة في دائرة تندلتي وهي دائرة لا صلة له في الأصل بها وما حدث أن اللجنة اختارت نصرالدين الهادي وأخبرتهم بأنه تم اختياره لدائرة أخرى، وعندها طلبوا مني تسمية شخص آخر فقمت بترشيح هذا السيد وقدمته من موظف لدى صهره المرحوم خليل عثمان لمهام سياسية أساء التصرف فيها، ووظف نفسه في الإساءة لي فأدركت حكمة (اتقِ شر من أحسنت إليه).

أجرته: فاطمة أحمدون
صحيفة آخهر لحظة

‫3 تعليقات

  1. والله كل ما أذكر الصفوف وانعدام المواد التمينة في عهد الصادق .اقول هذا الرجل مخبول .ولو منه لا اتكلم في شي يخص مصير الشعب لانه سبب الداء حتي يومنا هذا.

  2. ( كانت قيمة الدولار مقابل الجنيه السوداني 12 جنيهاً، ووصلت الآن لعشرين جنيهاً – ) . خطأ ، الصحيح أن الدولار الآن 20000 بالقديم

  3. الطماطم كانت ب 40 جنيه يا ترى بقت بكام دلوقت يبدو إنها بقت ب 80 جنيه ودستة البرتقال كانت ب 25 جنيه يا ترى بقت بكام دلوقت يبدو إنها بقت ب 60 جنيه وافتكر إن طبق الفول في المطعم كان ب 10 جنيه يا ترى بقا بكام دلوقت يبدو انه بقا ب 20 جنيه وافتكر إن أرخص نوع فاكهة في السودان كان الموز يتراوح من 5:6 جنيه كان بيشتريه المواطن الغلبان با ترى بقا بكام دلوقت يبدو أنه بقا ب 15 جنيه وقطعة جبنة بيضاء يشتريها المواطن السوداني الغلبان حجمها قدر عقلة الصوبع ب 2 جنيه مع إن الربع كيلو في مصر من 7:8 جنيه (تجار لصوص وناور) والمحليات تاخد منهم إتاوات على إنها رسوم بدون إيصالات فيضطر التاجر يرفع الأسعار (عليه العوض ومنه العوض) والله يرحم السودان ومصر غلاء في السودان وامتد الغلاء ليصيب أهل مصر وليس السودان فحسب ويبدو أنه الأيام المقبلة سيكون في شلل تام ليصيب الشعبين الأشقاء ، الإسلام هو الحل عودوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم وأقيموا شرعه وشريعته وحكموا قانونه الذي ارتضاه لكم .